المقالات

الجزيرة والنيل الأبيض.. (الكارثة)..!


* الكل السياسي منشغل بأنصبته في الحكومة القادمة؛ كما ظلوا منشغلين طيلة السنوات الماضية بتحسس الطريق إلى (مقعد) وليس إلى الناس وآلامهم.. فالحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) أسوأ حزب رسّخ لغايات فردية بعيدة عن الهموم العامة لمجموع الشعب الفقير المريض..! بل صار أسلوب الخطاب في عهده مع الأحزاب (السائلة ــ اللزجة) أقرب إلى أسلوب السمسرة: (حقي كم!!) ونعني حقهم من كراسي الحكومة التي تحولت إلى سلعة للتقسيم؛ بدلاً عن تحولها إلى كيان يقسِّم مطلوبات المواطنين المُلِحّة في مختلف أرجاء البلاد بالقسط.. ولا مسؤول يولي الإهتمام بالأصقاع (الممكونة) التي تفتك بها الأمراض؛ إذا لم تفتك بها العقارب..!
* إذا توجهنا لولاية النيل الأبيض التي تستوطن فيها جيوش من هلام الحكومة؛ نجد حالها (واقف) مع الشوارع الوعرة داخل المدن والإهمال التام للمستشفيات وتمدد العطش والأمراض.. هو حال يدعو للتساؤل: ماذا تفعل الجيوش الجرارة من موظفي الحزب الحاكم سوى بيع الأراضي والتجارة وإعمار قصورهم على حساب بيوت الطين والمرضى؟! فإذا زحفنا مع البؤس شمال الولاية وجدنا بؤرة سرطانية..! لن يصدق العقل أن العشرات أصابهم السرطان ولقوا حتفهم به داخل مساحة محصورة جداً.. لم يفلح أي مسؤول لمعرفة السر وراء انتشار السرطان بهذه البؤرة.. إنها منطقة (الحي الخامس عشر) بمدينة القطينة..! وتحصد الإسهالات بقية المواطنين في الولاية المنكوبة؛ بينما السلطات لا تنجح إلاّ في إحصاء الضحايا..! هل هي إسهالات أم كوليرا؟ فقد تعودت أجهزة الحكومة الفاشلة الفاسدة على إرغام إعلامها والصحف بالإبتعاد عن اسم (الكوليرا) منذ اجتياحها لأنحاء سودانية واسعة..!
* على مقربة من النيل الأبيض تشهد ولاية الجزيرة كارثة السرطان الذي فاق انتشاره المعقول.. يتبين ذلك بشهادة الرصد الأمين لصحيفة (الجريدة)؛ ناهيك عن ما يفوت على الراصد.. وأمس جمعني التحاور ببعض سكان (ود ربيعة) بولاية الجزيرة.. تحدثنا عن مِحنة هذه القرية على وجه الخصوص والجزيرة عامة مع طامة السرطانات التي ألهبت البطون وقطَّعت الأثداء ثم غيرها من أجساد الخلق.
* أن يودي السرطان بحياة قرابة (10) أشخاص في مدة أقل من شهرين داخل قرية واحدة؛ فهذا مؤشر خطير يجب أن يزعج المسؤولين ويلقى حراكاً دؤوباً منهم لصد الخطر (لو كان هنالك مسؤولين يشعرون بما يهدد أرواح العِباد؛ ولا يشعرون بالخطر تجاه ما يهدد كراسيهم فحسب)..!
* لنقرأ هذه الأرقام السرطانية المخيفة بالجزيرة لا غير؛ علماً بأن مستشفى الذرة بود مدني يستقبل مرضى من خارج الولاية.. لكن المؤكد لدينا أن للجزيرة النسبة الأعلى:
ــ سنة 2014م كان عدد الحالات المكتشفة 1547 حالة.
ــ 2015 ارتفع الرقم الى 2024 حالة.
ــ في 2017 وصل حوالى 2570 حالة.
* آخر خبر لزميلنا النشط مزمل صديق ذكر فيه أن عدد الحالات المكتشفة من يناير حتى نهاية أبريل 2017 حوالى 720 حالة.
* التردد اليومي بلغ 350 حالة بمستشفى الذرة بود مدني.
* بعض المواطنين يتهمون المبيدات كسبب للاكتساح السرطاني.. ولا إجابة قاطعة حول أسباب المرض بهذه الكثافة اللافتة في الجزيرة أو غيرها.. فالإجابات والبحوث ليست أولوية لدى (جِيف) السلطة السرطانية و(كرورها)..!
أعوذ بالله

أصوات شاهقة – عثمان شبونة
صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. سلمت يداك اخي عثمان وقطع الله ايدي الخونة من ولاة امر المواطن .. نحن في النيل الابيض اصبحنا نعاني من الاسهالات وغيرها حمانا الله واياكم. .