الهندي عز الدين

قسمة (النبقة) بين أحزاب الـ(بدون)!!


{ أدخل حزب المؤتمر الوطني نفسه في (ورطة) مستمرة منذ سني حكمه الأولى، باعتماده مبدأ (مقاعد السلطة مقابل التوقيع على الاتفاقيات والوثائق الوطنية).
{ ولم يتعلم الحزب من تجاربه السابقة، فإذا به يصر على مشاركة (جميع) الأحزاب والحركات المسلحة وغير المسلحة التي شاركت في الحوار الوطني ووقعت على الوثيقة الوطنية في حكومة عريضة سماها (الوفاق الوطني)، وقبل أن يتم إعلان تشكيلها المتعسر، نسفت محاولات (قسمة النبقة) كل معاني الوفاق الوطني، وتعرض عدد من الأحزاب وسيتعرض غيرها في مقبل الأيام للمزيد من الاهتزازات الداخلية والانقسامات على خلفية الصراع على (البنابر)، فالكراسي لا (تحوق) وقد تمت زيادة العدد بكميات من (البنابر) في الولايات ومجالسها التشريعية ومحلياتها!!
{ هذا لا يحدث إلا في السودان.. الكل يريد أن يصبح وزيراً أو وزير دولة أو وزيراً ولائياً.. ياخ إن شاء الله عضو مجلس تشريعي..!!
{ حدثوني بالله عن حكومة في العالم يشارك فيها (100) حزب وحركة!!
{ تعلمون أن (الحكومات الائتلافية) في كل الدنيا، حتى في تاريخ الديمقراطيات في السودان لا يمكن أن تزيد عن (أربعة أحزاب)، فمن أين أتى سادة (القصر) والحزب بثقافة (حكومة المائة حزب)!! وغالبها الأعظم أحزاب لا وجود لها إلا في أوراق ووثائق الحوار الوطني وسجلات مجلس الأحزاب، لكن بدون ملفات مكتملة، بدون هياكل حقيقية، بدون دور، بدون أمناء، وبالطبع بدون مؤتمرات عامة!!
{ إذن.. هي أحزاب الـ(بدون)، ولا شيء يناسبها غير هذا الوصف، فعلام يشقى قادة الدولة ويسهرون سعياً لإرضاء الجميع، وهو المستحيل بعينه، لن ترضوا قيادات حزبكم ووزراء المؤتمر الوطني المغادرين، فأنى لكم بإرضاء من جاءوا خصيصاً لقسمة هذه (النبقة)، لا حوار وطني.. ولا يحزنون!!
{ الحكومة يفترض- لو كنت مقسم نبقتها- أن تضم أحزاب (المؤتمر الوطني، المؤتمر الشعبي، الاتحادي الأصل، حزب الأمة- مبارك الفاضل، الاتحادي الديمقراطي، الحركة الشعبية- السلام، مؤتمر البجا، حزبا التحرير والعدالة السيسي وأبو قردة وحركة التحرير – أبو القاسم إمام) لا أكثر.. بقية الأحزاب والحركات تمنح مقاعد في البرلمان بعدد أكبر بحيث يستقيل نحو (100) عضو من منسوبي المؤتمر الوطني في البرلمان وتخلى الدوائر (مافي داعي المؤتمر الوطني يكون عندو أكثر من (300) عضو في البرلمان وما بجوا الجلسات، ساكين شركاتهم ومكاتبهم الخاصة. وفي النهاية جابهم الحزب ما كانوا منافسين أحزاب حقيقية).
{ الأنسب أن تذهب غالبية الأحزاب والحركات إلى البرلمان لتفعيله، ولتشكيل معارضة دستورية تعطي الدولة وزناً إضافياً وحيوية وتكون تمريناً مهماً لبرلمان 2020.
{ لا تعطلوا الدولة، اعلنوا الحكومة (اليرضى يرضى واليزعل يزعل والعاوز يرجع التمرد ولّا يرجع ينبز في القروبات يمشي ينبز)، وهو تاني البديهم سلاح ولا قروش منو؟ السوق قفل خلاص.
{ اعلنوا حكومتكم عاجلاً وليس آجلاً.. فالوزراء والولاة لا يعملون- الآن- بكامل وعيهم وطاقتهم، يحاصرهم القلق ويحوم حولهم الوسواسون الخناسون، ينتظرون المراسيم الجمهورية بفارغ الصبر.

شهادتي لله – الهندي عزالدين
صحيفة المجهر السياسي


‫2 تعليقات

  1. ويكون نظام الدولة كمان كان بعد الاستقلال مجلس سيادة وله رئيس وزراء وله نواب وبرلمان فيه حكومة ومعارضة وحرية صحافة وحكم القانون