سياسية

جبريل: طلبة السودان خدموا الصحراء .. وليبيا صنعت البوليساريو


أكد الصحافي السوداني طلحة جبريل أن طلبة بلاده الذين درسوا في المغرب ويشغلون اليوم مناصب سامية لعبوا دورا كبيرا في زيارة الملك محمد السادس إلى جنوب السودان، وسحب اعتراف السودان بجبهة البوليساريو.

وقال جبريل، خلال استضافته في برنامج “نوسطالجيا” الذي يعده مركز هسبريس للدراسات والإعلام، إن “معظم خريجي الجامعات المغربية الذين درسوا العلوم السياسية يشغلون اليوم مناصب سفراء ووزراء مفوضين”.

وتابع الصحافي المقيم بالمملكة منذ سنوات خلت بالقول إن “هذه الكفاءات أصبحت تشكل لوبيا مغربيا في السودان لاعتبارات عاطفية من جهة، ومعرفتهم بتاريخ المغرب ونزاع الصحراء من جهة ثانية”.

وأكمل المتحدث بأن “هؤلاء الطلبة خريجي الجامعات المغربية لعبوا دورا فعالا وقويا في التنسيق مع محمد ماء العينين، سفير المغرب لدى السودان، وإقناع وزارة الخارجية ورئاسة الدولة بعدالة القضية الوطنية”.

وزاد قائلا: “كانت السودان الدولة الإفريقية الوحيدة التي صوتت لفائدة المغرب في القمة الإفريقية، متابعا بأن هؤلاء الطلبة تقدموا بمقترح إلى الاتحاد الإفريقي، يتعلق بـ”تعليق عضوية البوليساريو”؛ وهو المقترح الذي ستتم مناقشته مستقبلا.

الحسن الثاني والقذافي

وعرج الحوار مع جبريل إلى ملف الصحراء، وقال إن النزاع المفتعل في الصحراء لم تخلقه الجزائر، الداعمة لجبهة البوليساريو، وإنما خلقه نظام الرئيس الليبي المقتول معمر القذافي، الذي كانَ في صراع مع الملك الراحل الحسن الثاني.

وأوضح جبريل بأن من صنع البوليساريو وأجّج الصراع في الصحراء هي ليبيا وليس الجزائر، في إطار المقايضة السياسية بين النظام الليبي في عهد القذافي ونظام الملك الراحل الحسن الثاني”.

وجوابا عن سؤال حول كيف كانت العلاقة بين الحسن الثاني وبين معمر القذفي، قال جبريل إنّها اتسمت بالمدّ والجزر، “إذْ كانَ كل منهما يريد أن يعصف بنظام الآخر، حيث بادر الحسن الثاني إلى تبنّي معارضة ليبية لإسقاط نظام القذافي، الذي تبنّى بدوره مجموعات مغربية معارضة لخلق مشاكلَ للنظام المغربي”.

وكشف جبريلُ مجموعة من المعلومات التي قالَ إنّه استقاها من مصادره الخاصّة، حوْل تسليم معارضين من لدن نظام الحسن الثاني إلى نظام معمر القذافي.

وقال ضيف برنامج “نوسطالجيا” في هذا الصدد إنّ الطرفيْن عقدا صفقة بعد إنشاء الاتحاد العربي الإفريقي، سلّم بموجبها المغرب معارضين ليبيين إلى القذافي، مقابل توقّفه عن تمويل جبهة البوليساريو.

وجوابا عن سؤال حول ما إنْ كانت المعلومات التي كشف عنها، والمتعلقة بتسليم المغرب معارضين ليبيين إلى نظام القذافي، معلومات موثوقة، قال جبريل: “أنا متيقّن من ذلك. كانت هناك صفقة وهي أن يتوقف القذافي عن تمويل البوليساريو”.

وأردف الصحافي أنّ الأخبار التي راجتْ حول هذا الموضوع صبّت في اتجاه أنّ بعض المعارضين الليبيين الذين سلمهم الحسن الثاني إلى القذافي هم من طلبوا العودة إلى بلادهم، بعد تحسّن العلاقات مع ليبيا والمغرب، موضحا “ربّما يكون ذلك، ولكن عمر المحيشي، المعارض الليبي الذي كان مقيما في المغرب، سُلّم ولم تكن تلك رغبته”.

وذهب المتحدث ذاته، في لقائه المباشر الذي بثته قناة هسبريس، بالقول إن “القذافي قام بالكثير من الأمور السلبية في العالم العربي، ونهايته لم تجد أي نوع من التضامن، والهمجية التي قتل بها مرت مرور الكرام”.

هسبريس من الرباط
(صور: منير امحيمدات)

الثلاثاء 09 ماي 2017 – 23:00