صلاح احمد عبد الله

لمتين.. يا حكومة؟؟!


* شيء محزن.. أن تقلب القنوات الفضائية.. وتقف مشدوهاً أو مستغرباً.. فاغر الفاه.. أمام إحدى القنوات.. (BBC) العربية.. وهي تسرد تقريراً عن الخرطوم (نيابة عما تبقى من السودان) عن ظاهرة انتشار المخدرات.. خاصة وسط الشباب.. وتحدثت عن فشل بعض المشافي الخاص في العلاج من الإدمان مع التكلفة العالية..!!
* تحدثنا كثيراً.. وأسلنا الكثير جداً من المواد عن هذه الظاهرة.. وأن البلاد صارت مستباحة في هذا (العهد) من دعاة الفضيلة والطهر والعفاف.. ومراكز القوى التي تعددت.. وشاع أمرها..

* (المخدرات) كما تقول أجهزة المكافحة بنفسها.. صارت بكميات هائلة.. وتجارية.. وبعد أن كنا أرض ممر.. صرنا بفضل أمثال هؤلاء أرض ترويج.. تطالعنا الأخبار كل فترة وأخرى بالكميات المهولة التي يتم ضبطها.. كميات بالأطنان.. وحمولات (بالكونتينرات).. ومختلف أنواع المخدرات.. حبوب.. شاشمندي.. بنقو.. وظهرت أنواع غالية الثمن.. لا يستطيعها إلا من يستطيعها.. (مالاً) من إمكانيات.. مثل الهيروين.. والكوكايين.. وبكل أسف النفوس وحسراتها تجد كل هذه الأشياء طريقها عبر المنافذ الرئيسية للدولة.. مثل الميناء.. أو حتى المطار.. هذا غير الكميات التي تأتي (براً) من أماكن.. (معلومة).. وأكرر وبالصوت العالي.. وأقول إنها أماكن معلومة.. يا حكومة..!!؟

* لماذا هذا الانتشار (المريب).. والمخيف أيضاً في هذه الفترة من الزمان والتوقيت والمكان.. من المستفيد من تغييب عقول الشباب.. عندما تنهار فجأة صحتهم البدنية.. والنفسية.. من المستفيد.. ومن هو أو هم من وراء (أرتال) تلك السيارات الصغيرة.. والركشات الأنيقة التي تقف بالقرب من أسوار.. ونواصي (بعض) الجامعات العامة.. أو الخاصة.. وحتى المدارس الثانوية.. العامة أو الخاصة.. لا تخلو من هذا الأمر..؟!.. ونكرر.. ونكرر أن طرق الدخول الى وسط السودان.. أصبحت (معلومة).. ترى من يمهد لهذا الدخول..؟!.. من هو ومن هم؟.. بل من الذين يسهلون لهذا النوع من التجارة طريقة (الدخول).. السلطات الأمنية بريئة.. والكل يعلم ذلك.. لأن هذا شرفها.. وللعسكرية (شرف) وقسم.. لا ولن يضام ولن يحنث به أحد أبداً.. وهذا لا يمنع أيضاً من وجود (أجسام) غريبة عن هذا العالم.. اتخذته (مطية) لأغراض خاصة.. أو لسرعة التكسب الحرام.. تحت نفوذ.. أو حتى حماية (ما)..؟!!

* هذا النوع من (التجارة).. وكما معروف عالمياً.. له (كانتونات).. وأنواع شرسة من (المافيا).. بيدها المال والنفوذ.. والسلاح عندها جاهز لدرجة التهور.. حماية لهذا التجارة.. وأربابها.. ولكنهم في نفس الوقت يحتاجون.. (الأدلاء) طرق.. يمهدون السبل.. ويحرسون المنحنيات.. من الموانئ والمطارات.. الى داخل البلاد.. ويا ويل عاصمة (ما).. وشبابها.. بل وحتى مهرة عمالها عندما يقعون تحت (براثن) أمثال هؤلاء.. وبقدرة الله إن شاء الله.. لن يحمي المجتمع من الشرور وآفات جشع النفوس.. إلا (الأكفاء) من رجال المكافحة.. لأنهم من (صلب) مجتمع يعرف.. أن الحلال بين.. والحرام بين.. وبينهما أمور متشابهات.. رجال المكافحة هم وحدهم يعرفون هذه الأمور المتشابهات.. وهم قادرون على وضع (السيف في موضع الندى).. رغماً عن أنه لا يوجد (ندى).. ولكن توجد أشياء (يندي) من فعلها جبين كل حر.. يعشق الأرض.. والنيل.. وفطرة الحرية..!؟!
* ورغم كل ذلك.. شبابنا بخير.. وبلادنا بألف خير..
ولا نامت أعين المساطيل.. وتجار المخدرات..

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة