تحقيقات وتقارير

جوبا .. أحاديث الاغتيال و الإقامة الجبرية


طوق أمني كثيف حول سلفاكير خشية اغتياله
سلفاكير يقيل رئيس الحرس الرئاسي من منصبه

الرئيس سلفا يضع ملونق تحت الإقامة الجبرية
ملونق: لن أبقى في جوبا بعد إعفائي

النرويج تستضيف مؤتمراً للسلام بحضور سلفاكير ومشار

أعفى الرئيس سلفاكير ميارديت رئيس الحرس الرئاسي الجنرال ماريال لول وعين الجنرال لول ويك خلفاً له، ووفقاً لموقع أفريكان نيوز: إن التغيير جاء جزءاً من خطة أمنية كبيرة لتشديد الطوق الأمني حول الرئيس سلفاكير بعد ورود معلومات استخباراتية عن وجود محاولات لاغتياله من قبل مؤيدي الجنرال بول ملونق أوان عقب عودته غاضباً إلى جوبا.

وأكد الجنرال رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي المقال الجنرال فول ملونق أوان نيته العودة إلى مسقط رأسه في أويل، قاطعاً بأنه لن يبقى في جوبا، وقال ملونق للصحافيين في جوبا أمس: جئت لاستفسر عن السبب الذي تم بموجبه منعي من الذهاب إلى أويل، فأنا لديّ أسرة ممتازة، وأريد أن أبقى مع أهلي بعد أن تم إعفائي من منصبي، إلا أنه تم إخباري بأنه عليّ العودة ولا أعلم لماذا ؟ ولكنني حضرت وسأستمع لهم.

وأضاف ملونق الذي جاء إلى جوبا برفقة ابنه البكر قرنق ملونق، وحاكم ولايات البحيرات بور فليب: لا أريد البقاء هنا لأن أيّ شخص يمكن أن يقوم بأفعال ويلقوا باللوم فيها عليّ، وسوف أعود إلى أسرتي بعد أن أسمع السبب الذي بموجبه تم استدعائي.

مؤامرات ومكائد
وكشفت مصادر مطلعة في جوبا لـ(الصيحة) بأن الرئيس سلفاكير لم يستجب لمطالب ملونق والتي تمثلت في إقالة مدير الأمن أكول كور، وتوماس داوث، قائلاً: إنه لن يبقى في جوبا قبل نشر القوات الإقليمية بها.

وكان الجنرال بول ملونق أوان أكد بأن حياته في خطر في جوبا من قبل أشخاص لم يسمهم قائلاً: إنهم يسعون إلى اغتياله.

وقال لموقع ذا استار الكيني قبيل عودته إلى جوبا: أنا الآن محاصر بقوات موالية للرئيس سلفاكير ميارديت في يرول، ولهم أوامر باعتقالي أو قتلي، وأضاف: أنا فقط أبحث عن ممر آمن لمنزلي في أويل، حيث قام بتعييني منه، وأن أرجع إلى أهلي حياً، وأعيش وسط أسرتي.

وأضاف ملونق بأنه لا يشكل تهديداً على الرئيس سلفاكير أو حكومته، بل إنه يرغب في العودة إلى الديار .وقال أطلب من الرئيس بشدة السماح لي بالذهاب إلى أهلي، وأدرك تماماً أن أيّ تصرف غير مدروس من قبلي أو الرئيس ستكون له عواقب وخيمة على البلاد، لقد خدمت هذه البلاد بإخلاص وتجرد منذ صباي سواء في الجيش الشعبي أو في الحكومة عندما كنت حاكماً لولاية شمال بحر الغزال.

غضب رئاسي .
وكان الرئيس سلفاكير قد قال قبل وصول الجنرال بأنه سيضمن سلامة ملونق في جوبا حتى ولو استدعى ذلك أن يبقيه معه في المنزل، وأضاف بأن ملونق سيكون في منزله وتحت حماية حراسه، غير أنه لم يذكر إذا ما كان سيقلده منصباً ما أو أنه عفى عنه بسبب الخطأ الذي ارتكبه، وكان سلفاكير قال في تصريح صحافي سابق: إن ملونق أخطأ عندما هرب من جوبا عقب إعلان قرار إعفائه من منصبه وتعيين جيمس أجونقو خلفاً له . وقال سلفا كير : إن قرار إعفاء ملونق من منصبه أمر عادي في قيادة الدولة، مبيناً أن هروب الجنرال فول ملونق من جوبا خطأ. موضحاً أن ملونق لم يتصل به هاتفياً عقب سماع قرار الإعفاء من المنصب، أو حتى الانتظار لتكملة الإجراءات الإدارية لتسليم المكتب كما حدث عندما تم تعيين ملونق خلفاً للجنرال جيمس هوث ماي عام ٢٠١٤.

رعب وهرب
وكشف كير عن اتصالات هاتفية تمت بينه مع ملونق أخبره عن الخطأ، وزاد كير قائلاً: ” لقد اتصلت به هاتفياً وأخبرته عن الخطأ، وقلت له كان عليك قبل الهروب من جوبا أن تتصل بي وتشكرني على الفترة التى منحتها لك وأنت تدافع عن شعب جنوب السودان كرئيس لهيئة أركان الجيش، وتقوم بتهنئة الجنرال جيمس أجونقو الذي سوف يخلفك في المنصب، وتقوم بتسليم المكتب، لكن لم يحدث كل هذا وسوف نتحدث عن هذا عندما تعود إلى جوبا”.

مؤتمر للمصالحة
وفي سياق آخر أعلنت النرويج عن استضافتها مؤتمراً للمصالحة بين أطراف النزاع في جنوب السودان، وقال مبعوث حكومة النرويج لجنوب السودان ايرلين سكوجونسبيرغ في تصريحات للصحافيين بجوبا السبت : إن بلاده ستستضيف مؤتمراً للمصالحة بين قادة المعارضة والحكومة في يونيو المقبل ، مضيفاً أنه التقى برئيس جمهورية جنوب السودان ووجه له دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر، وتابع: سنقوم بتوجيه الدعوة لأطراف المعارضة، مؤكداً ترحيب الحكومة بالدعوة ، واستعدادها لمساعدة شعب جنوب السودان في تنفيذ السلام.

وتعد أوسلو من الدول الضامنة لاتفاقية تسوية الأزمة في جنوب السودان، والتي تم توقيعها في أغسطس من العام 2015 ، هذا إلى جانب أنها من الدول التي رعت مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية والتي أفضت إلى توقيع اتفاق السلام الشامل قبل انفصال جنوب السودان.

شجب غربي
رغم وجود تقديرات تشير إلى مقتل قرابة 300 ألف شخص خلال الحرب التي استمرت ثلاث سنوات في جنوب السودان، تحلت منظمات الأمم المتحدة طويلاً بالهدوء ولم تستخدم عبارة “التطهير العرقي” أو “الإبادة الجماعية” في وصف أوضاع جنوب السودان حتى صدر تصريح عن مستشار الأمم المتحدة الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية آدم دينق أكد فيه “أن جنوب السودان ينزلق نحو الحرب العرقية الصريحة والإبادة الجماعية”، ومن ثم توالت التصريحات التي كان أبرزها بيان لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان بأن ما يحدث هو تطهير عرقي في مناطق عدة من جنوب السودان باستخدام التجويع والاغتصاب الجماعي وحرق القرى. وانتقدت كبيرة المحللين المتخصصين في جنوب السودان في مجموعة الأزمات الدولية كاسي كوبلاند رد الفعل الأممي بأن الأمم المتحدة هي الطرف الفاعل الوحيد في جنوب السودان الذي لديه القدرة على جمع الخسائر في الأرواح والتحقق منها، لكنها اختارت عدم القيام بذلك، مشددة على أن إحصاء الخسائر في الأرواح “أمر مهم لإنسانيتنا”، وضروري لرفع مستوى الوعي، ولتوثيق الأدلة العملية حول كيفية تطور الحرب. وأكدت وزيرة التنمية الدولية البريطانية بريتي باتيل أن القتل والفظائع الأخرى التي تحدث في جنوب السودان تصل إلى حد الإبادة الجماعية، ما يوجب على الأفارقة أن يتحركوا إزاءها، وألا يعتمدوا على الآخرين لحل صراع في فنائهم الخلفي.

توحيد المعارضة
قالت سبع جماعات معارضة في جنوب السودان يقود إحداها الزعيم المتمرد ريك مشار اليوم السبت إنها اتفقت على العمل عن كثب لتحقيق مسعاها المتمثل في الإطاحة بحكومة الرئيس سلفا كير، وجاء ذلك في وقت تستمر فيه الحرب الأهلية في الدولة المنتجة للنفط.

من بين موقعي الاتفاق الوزيران السابقان كوستي مانيبي ولام أكول وكذلك توماس كيريلو سواكا الرئيس السابق لهيئة الإمداد والتموين في القوات المسلحة الذي استقال في فبراير شباط احتجاجاً على الانتهاكات المتفاقمة لحقوق الإنسان من قبل الجيش، وهيمنة الجماعة العرقية التي ينتمي إليها كير وهي الدينكا. وقال ناثانيل أوييت وهو مسؤول كبير في جماعة الجيش الشعبي لتحرير السودان قطاع الشمال التي يقودها مشار: “عندما نعمل معاً يمكن أن تكون جهودنا السياسية والدبلوماسية والعسكرية أكثر فاعلية من عملنا كوحدات منفصلة”. واستقلت جمهورية جنوب السودان عن السودان في 2011 لكنها سقطت في أتون الحرب الأهلية بعد عامين عقب قيام كير المنتمي للدينكا بعزل نائبه مشار المنتمي للجماعة العرقية النوير. وكانت نتيجة ذلك اشتعال صراع على أساس عرقي بشكل كبير، وتفشي المجاعة في أجزاء من البلاد، ونزوح نحو 750 ألف شخص من بين السكان الذين يبلغ عددهم ثلاثة ملايين.

وقالت الأمم المتحدة: إن العنف في جنوب السودان يرقى إلى التطهير العرقي ويمكن أن يتصاعد ليصبح إبادة جماعية. وتقاتل جماعة مشار القوات الموالية لكير، لكن عدة جنرالات انشقوا وكونوا حركات لهم، أو انضموا لحكومة كير. ومنذ اندلاع الصراع تكونت جماعات مناوئة للحكومة. وقاتلت بعض تلك الجماعات بعضها الآخر. وقال قادة المعارضة في البيان الذي أصدروه إنهم سيعقدون مؤتمراً “بغرض السعي إلى جبهة موحدة بشأن القضايا الإستراتيجية والعملياتيه المشتركة”.

معارك كاكا
اندلعت مواجهات عنيفة بين طرفي الصراع في منطقة كاكا استمرت لثلاثة أيام أدت إلى سيطرة حكومة جوبا على المنطقة، وقال المتحدث العسكري باسم المعارضة المسلحة بقيادة مشار وليم قاتجاس: سيطرت القوات الحكومية على مدينة كاكا التجارية بشمال أعالى النيل ، وقال قاتجاس في تصريح لراديو تمازج : إن القوات الحكومية تمكنت من السيطرة على مدينة كاكا التجارية ، معلناً مقتل نحو ثلاثة من قواتهم ، هذا إلى جانب جرح (7) أخرين ، زاعماً مقتل وجرح عدد من جانب القوات الحكومية ، في الوقت الذي نفى فيه المتحدث باسم القوات الحكومية سانتو دوميج من جانبه علمه بالمعارك في منطقة كاكا التجارية .

الجوع يضرب الأماتونج
أكد محافظ مقاطعة لوبيت الشرقية بولاية أماتونج الجديدة بجنوب السودان سابرينو لوفون الجمعة وفاة نحو (8) أشخاص بسبب الجوع بمقاطعته ، مبيناً أن هنالك فراراً مستمراً إلى دول الجوار ،وقال المحافظ : إن غالبية السكان بمقاطعته يعانون من الجوع نتيجة لفشل الموسم الزراعي العام الماضي، من ناحية أخرى أكد المحافظ انعدام الخدمات الأساسية بالمقاطعة، وخاصة خدمات الصحة والتعليم وغيرها من الخدمات الأخرى .

صحيفة الصيحة