تحقيقات وتقارير

تقرير الـ C.I.A .. انتظار المفاجآت


مياه كثيرة جرت تحت جسر العلاقات السودانية ـ الأمريكية ـ عقب قرار الإدارة الأمريكية السابقة برفع العقوبات الجزئي عن السودان في الثالث عشر من يناير الماضي، وتبدلت المواقف من سالبة إلى أقصى الدرجات إلى إيجابية بين الخرطوم وواشنطن وتقاربت المسافات وأصبحت الأجواء تفاؤلية برفع العقوبات نهائياً في يوليو المقبل بالرغم من أن الإدارة منعت دخول المواطنين السودانيين الولايات المتحدة من بين خمس دول أخرى، كما أن وزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور، كشف عن وجود جهات داخلية وصفها بالعقارب تسعى لعرقلة الخطوة.

تطور جديد
وفي تطورات جديدة في ذات الاتجاه نأى تقرير صادر عن الاستخبارات الأمريكية عُرض أمام الكونغرس الأمريكي، عن إيراد اسم السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأكد وفاءه بجملة شروط ستمهِّد لرفع العقوبات المفروضة عليه بشكل أحادي منذ 20 عاماً، نهائياً هذا الصيف، وقال التقرير الذي عرضه مدير الاستخبارات الأمريكية الوطنية، دانيال كوتس، أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، إن النظام في السودان سيلتزم بشكل كبير بوقف العدائيات في مناطق النزاع، وهو أمر مطلوب لرفع العقوبات، رغم أن بعض الاحتكاكات بين الجيش السوداني والمتمردين ستؤدي إلى حالات عنف ونزوح منخفضة، وجاء التقرير بعنوان “تقييم التهديدات في العالم من قبل أجهزة الاستخبارات» ولم يشر إلى أي منع من قبل الحكومة السودانية لتوزيع المساعدات الإنسانية، وهو الشرط الذي وضعته الإدارة السابقة برئاسة باراك أوباما لرفع العقوبات، واتهم في مكان آخر حكومة جنوب السودان بأنها لا تزال تستمر في إعاقة توصيل المساعدات الإنسانية.
شروط استخباراتية
مدير الاستخبارات الأمريكية، هو أحد الأطراف الثلاثة الذين سيقدمون تقريراً لإدارة الرئيس، دونالد ترامب، حول التزام الخرطوم بشروط رفع العقوبات الأمر الذي جعل السفير عثمان السيد متفائلاً من هذه الخطوة لجهة أن الشروط التي وضعتها الإدارة الأمريكية السابقة شروط ذات شأن استخباراتي بحت إذ أنها تتعلق بمكافحة الإرهاب واستقرار الجنوب وتوصيل المساعدات الإنسانية، لافتاً إلى أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني بالسودان لعب دوراً كبيراً خلال الفترة الماضية عبر الاتصالات بالــ (سي آي إيه) والــ( إف بي أي ) والزيارات المتبادلة بين الجانبين إلى جانب الجهود الأخرى للمسؤولين في وزارة الخارجية وغيرها الأمر الذي جعلهم يتمكنون من إقناع المسؤولين الأمريكيين بأن هناك تقدماً ملحوظاً في الشروط الموضوعة بالرغم من أن السيد أكد أن بالولايات المتحدة الأمريكية بها 12 جهازاً رسمياً بيد أنه أكد أن جهاز الاستخبارات من الأجهزة المهمة التي يمكن أن تلعب دورا كبيرا في رفع العقوبات وإزالة السودان من قائمة الإرهاب، ومضى السيد بالقول: بالرغم من أن هناك جهات حاولت التشويش على السودان من بعض دول الجوار إلا أن أمريكا ظلت مفتوحة للسودان.ولكن بالمقابل نجد أن مدير مركز العلاقات الدولية د. عادل حسن يبدو متشائماً بعض الشيء فيما يلي خطوة الاستخبارات الأمريكية بالرغم من أنه أكد التزام حكومة السودان بالمطلوبات الخمس فضلا عن تعاونه في مكافحة الإرهاب مع المحيط الإقليمي والدولي مما يؤهله لأن ترفع عنه العقوبات وربط عادل الخطوة بقرار الكونغرس الأمريكي متوقعا أن تلعب اللوبيات المعادية للسودان والناشطين دوراً في عرقلة الأمر من خلال الطرق على قضية حقوق الإنسان، وتوقع طرح بدائل للعقوبات أو تمديد فترة المراقبة لستة أشهر أخرى.
مؤسسات اقتصادية
سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تتضح معالمها تجاه السودان بعد، وفي ذلك يقول السفير عثمان إن الحزب الجمهوري الذي ينتمي له ترامب تتحكم في قراراته المؤسسات والشركات الاقتصادية على عكس الحزب الديمقراطي الذي يركز على السياسة، مشيراً إلى أن الشركات الأمريكية أصبحت تتجه نحو السودان باعتبار أنه بلد به مخزون للموارد الطبيعة في باطن الأرض بخلاف الأراضي الزراعية التي تنتج أجود أنواع المحاصيل خاصة العنب في المنطقة من بارا في شمال كردفان إلى أم درمان، أما د. عادل يرى أن واحدة من العراقيل التي تواجه رفع العقوبات ترامب نفسه سيما وأن القارة الأفريقية ليس من أولوياته في الوقت الراهن،وقال لــ(آخر لحظة): من الصعب التنبؤ بسياسته.

إيران الراعي الأول
واشنطن وضعت السودان وسوريا وإيران في قائمة الدول الراعية للإرهاب بيد أن التقرير الذي قدمه مدير الاستخبارات الأمريكية ذكر إيران فقط باعتبارها “الراعي الأول للإرهاب في العالم” من دون إيراد اسم السودان في هذا الصدد، الأمر الذي فسّره السفير عثمان السيد بأنه يشير إلى نية أمريكا لسحب العقوبات رغم حقد الحاقدين وشماتة ، حسب قوله، وأضاف: السودان موقفه واضح من إيران ولا يمكن أن يكونا في كفة واحدة.
لقاء مرتقب
ومن المتوقع أن يشارك رئيس الجمهورية في القمة الإسلامية الأمريكية في 21 مايو القادم يشارك فيها الرئيس الأمريكي ترامب وتمثل تجمعاً لنحو (40) دولة عربية لمناقشة مخاطر التطرّف والتعايش في المنطقة، وتلقى البشير الدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ويرى القيادي بالوطني د. ربيع عبد العاطي أنه لايوجد ما يمنع من أن يلتقي الرئيس السوداني والأمريكي في القمة خاصة في ظل التطورات في العلاقات التي يشهدها البلدان وقال «ما في مشكلة «.

اخر لحظة