عالمية

3 خلافات أمريكية إسرائيلية في 3 أيام


لم تكد الحكومة الإسرائيلية تنهي دفاعها عن نفسها في موضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حتى وجدت نفسها تدافع عن سيطرتها على حائط البراق في المدينة، لتصدم لاحقا بنقل الرئيس الأمريكي، معلومات استخبارية مصدرها إسرائيلي، إلى روسيا.

القاسم المشترك في الخلافات الثلاثة بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية، التي وقعت في 3 أيام متتالية، هو أن إسرائيل لم تتجرأ على انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علنا.

فإسرائيل “دافعت” عن موقفها بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومن ثم “تفهمت” التوضيح الأمريكي بشأن حائط البراق في القدس، و”تلمست عذرا” للرئيس الأمريكي بشأن نقله معلومات أمنية حساسة إلى روسيا.

ومن المقرر أن يزور ترامب إسرائيل في 22 من الشهر الجاري للقاء نتنياهو والرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، قبل يوم من لقاءه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية.

وفي ما يلي عرض لهذه الإشكاليات الثلاثة:

1-نقل السفارة الأمريكية

بدأت “الخلافات”، الأحد الماضي، حينما قالت محطة “فوكس نيوز” الأمريكية، (المفضلة لدى الرئيس الأمريكي)، نقلا عن مسؤولين أمريكيين إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لم يطلب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في هذه المرحلة.

وبينما تجنب نتنياهو توجيه النقد إلى الإدارة الأمريكية، إلا أنه صبّ جام غضبه على محطة “فوكس نيوز”.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه لوكالة الأناضول في ذات اليوم:” ما بثته قناة فوكس الأمريكية هو خبر كاذب”.

وفي خطوة فريدة، استعان مكتب نتنياهو، بمقاطع من محضر اجتماع نتنياهو مع ترامب في البيت الأبيض، يوم الخامس عشر من فبراير/شباط الماضي.

وجاء في المقطع أن نتنياهو “سُئل خلال مأدبة الغداء التي أقيمت في البيت الأبيض، عن هذه القضية، وأنه أوضح بأن نقل السفارة لن يؤدي إلى سفك الدماء في المنطقة، خلافا لمحاولات تخويف الرئيس ترامب”.

كما نقل من محضر اجتماع سفير إسرائيل لدى واشنطن رون ديرمر، مع مستشار الأمن القومي الأمريكي المتوقع تعيينه آنذاك الجنرال مايكل فلين، يوم السادس عشر من يناير/كانون ثاني الماضي أن ديرمر “أوضح لماذا نقل السفارة سوف يساعد في دفع عملية السلام قدما وليس العكس”.

وأضاف نقلا عن ديرمر:” نقل السفارة سيرسل رسالة واضحة مفادها أننا سنبقى في القدس (..) وبأن هذه المدينة هي عاصمتها”.

وقال مسؤول سياسي إسرائيلي (فضل عدم ذكر اسمه)، لوكالة الأناضول إن نتنياهو قال للسفير الأمريكي الجديد، ديفيد فريدمان في لقاء عُقد في القدس الغربية يوم الثلاثاء واستمر ساعة ونصف الساعة:” يجب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كما يجب نقل جميع السفارات الأجنبية اليها”.

ولكن-فيما يبدو-فإن السفارة الأمريكية لن تنقل قريبا إلى القدس.

فقد قال مسؤول سياسي إسرائيلي للقناة الثانية الإسرائيلية يوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة الأمريكية نقلت رسالة إلى إسرائيل مفادها:” سنبقي على وعدنا بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ولكن الأمر سيستغرق بعض الوقت”.

وكان ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية الى القدس، ولكنه منذ وصوله الى البيت الأبيض يتردد في تنفيذ هذا الوعد.

ويسود الاعتقاد بأن ترامب سيوقّع نهاية الشهر الجاري، أو بداية الشهر المقبل على مذكرة بتأجيل نقل السفارة الأمريكية الى القدس لمدة 6 أشهر.

ومنذ مصادقة الكونغرس الأمريكي على قرار نقل السفارة الأمريكية الى القدس عام 1995، دأب الرؤساء الأمريكيون على توقيع مذكرات كل 6 أشهر بتأجيل نقل السفارة بدعوى “وجود اعتبارات خاصة بالأمن القومي الأمريكي”.

2-حائط البراق

لم تطوي إسرائيل هذه القضية حتى وجدت نفسها أمام خلاف جديد عندما رفض دبلوماسيون أمريكيون، يوم الإثنين الماضي، مساعدة إسرائيلية في ترتيبات الزيارة الخاصة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي إلى حائط البراق، الذي يسميه اليهود الحائط المبكى، غربي المسجد الأقصى يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري.

وبحسب القناة الثانية الإسرائيلية، فإن الدبلوماسيين الأمريكيين قالوا لمسؤولين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن المكان لا يتبع لإسرائيل، باعتباره في الضفة الغربية.

وأشارت القناة إلى أن نتنياهو سارع بالطلب من سفيره في الولايات المتحدة الأمريكية، رون ديرمر الاستفسار من البيت الأبيض عن هذه الحادثة.

وعلى إثر ذلك فقد نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، بينها صحفية “هآرتس”، عن مسؤول أمريكي قوله إن موقف الدبلوماسيين الأمريكيين لا يعبر عن “الموقف الأمريكي وبالتأكيد ليس موقف الرئيس الأمريكي”.

لكن المتحدث بلسان البيت الأبيض جون سبايسر، لم يقدم إجابة قاطعة بشأن الجهة التي يتبع لها الجدار.

فقد قال يوم الثلاثاء الماضي في إيجازه اليومي للصحفيين، والذي حصل مراسل الأناضول على نصه، إن “الحائط الغربي هو بالتأكيد أحد أقدس المواقع للديانة اليهودية، إنه بوضوح في القدس”.

وكان سبايسر يجيب على سؤال إن كان يعتبر أن الحائط موجود في إسرائيل، وليس في القدس.

ولا تعترف الولايات المتحدة الأمريكية رسميا حتى الآن بأن القدس الشرقية جزءا من إسرائيل، ولا تعترف كذلك بالضم الإسرائيلي لها، والذي يعتبره المجتمع الدولي “غير شرعي”.

وتعتبر إسرائيل الحائط، بأنه أقدس مقدسات اليهود، ولكن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، تقول إنه أرض وقف إسلامي.

3-إفشاء ترامب الأسرار لروسيا

وفيما ما زالت قضية الجدار تتفاعل، برزت يوم الثلاثاء الماضي، مسألة إفشاء الرئيس الأمريكي ترامب معلومات أمنية حساسة مصدرها إسرائيل في اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.

وتسابقت وسائل الإعلام الإسرائيلية في نقل تفاصيل هذه القضية، عن وسائل الإعلام الأمريكية، التي أشارت إلى أن إفشاء هذه المعلومات عن تنظيم “داعش” في سوريا يعرض مصدرها للخطر.

لكن إسرائيل لم توجّه الانتقاد إلى الرئيس الأمريكي على هذا الفعل، بل سعت إلى التماس العذر له.

وسارع وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إلى القول في تصريح صحفي حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه إن “العلاقات الأمنية ما بين إسرائيل وحليفنا الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية عميقة، كبيرة، وغير مسبوقة في حجمها”.

وأضاف ليبرمان:” العلاقات مع الولايات المتحدة غير مسبوقة في مساهمتها في تعزيزنا، هكذا كانت، وهكذا ستبقى”.

ولكن صحيفة “الجروزاليم بوست الإسرائيلية، نقلت على موقعها الإلكتروني، أمس الأربعاء، عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين سابقين، لم تسمهم، قولهم إن إفشاء هذه المعلومات لروسيا “مقلق للغاية”.

وتتجنب إسرائيل إبداء الخلافات العلنية، مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد أن كان الخلاف هو سمة علاقة نتنياهو مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

وتُعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأكبر لإسرائيل، وأكبر داعم عسكري لها في العالم.

وكالة الأناضول