رأي ومقالات

لكن لسان الحال كتب ..!!


(1) أعمى و أبكم و أصم ..
أصدقاء تضيق بهم البلاد نهاراً، فيتسللون إلي قاع الكأس ليلاً..
(لعمري ما رأيت كأساً أرحب من ديارنا)، هكذا لسان حالهم..

تشاجروا ذات ليلة، وأقتادهم حارس القرية إلى العُمدة، فحكم عليهم بالجلد ..
الأعمى لم ير شكل السوط ، ومع ذلك تألم و.. صرخ
الأصم لم يسمع وقع الجلد، ومع ذلك تألم و.. صرخ
أما الأبكم، فقد رأى شكل السوط وسمع وقعه ثم تألم، ولكن عجز عن الصراخ ..
أوهكذا تعلم الأعمى والأصم بأن ( الصراخ نعمة )..!!
(2)
زارهم أمير المؤمنين ذات شتاء ..
فأعدوا له مائدة الغداء وقائمة المفقودات ..
( مياه ، كهرباء ، مدرسة، مركز صحى ، ثم قابلة تجنب النساء مخاطر الوضوع قبل إكتمال المولود (
إستلم القائمة وصعد الى المنبر، وحدثهم عن الدين ساعة وعن الوطن نصفها ..
و نصحهم بربط حزام العزيمة على البطون لحين تجاوز البلاد المنعطف التاريخي الخطير..
ثم غادرهم بعد شد له السائق حزام الأمان..
أوهكذا تعلم أهل القرية الفرق بين ( حزام العزيمة ) و( حزام الأمان)..!!
(3)
(اجتماع لمكافحة الملاريا في المحلية قبل مقدم المعتمد الجديد)
فالملاريا هى التي عجلت برحيل المعتمد السابق، أوكما قال التقرير السري..
اقترح المواطن دفن البرك الآسنة، وسقط الاقتراح لعدم رغبة رئيس اللجنة في تلويث تراب الوطن ..
(وجدتها)، هكذا صاح المقرر، ثم نهض وسرد الاقتراح ، فهللت القاعة وكبرت الكراسي ..
غداً اجتماع خاص بالرئيس والمقرر وأمين المال، لتحديد ميزانية المقترح المجاز بالتهليل والتكبير..
(إقناع أنثى الانوفيلس بغسل فمها قبل غرسها في دم المعتمد)
أو هكذا تعلم المواطن أهم بنود الصرف ..!!
(4)
عطلة رسمية بمناسبة وضع حجر الأساس لجسر النهر العظيم..
أكمل الفريق الهندسي التصميم، ثم الفريق الإقتصادي أكمل دراسة جدواه..
ولم تفت على فطنة الوالي جمع الحشد الجماهيري، ونصب خيم الهتاف وحجز الفنان والمادح وجلب الهتيفة..
ولكن قبل الحفل بنصف ساعة، أخبرهم حكيم القرية بأن المكان المستهدف بالجسر بلا نهر ..
اعتقلوه.. واتهموه بإعاقة النظام عن آداء واجبه، ثم حاكموه بالإعدام ..
رحمة الله عليه .. لم يكن يعلم أن نهج النظام يبني الجسور أولا، ثم يبحث عن الأنهار لاحقاً..!!
(5)
باعة الخضر و الفاكهة في حيرة من أمرهم..
عائد البيع بالكاد يفي رسوم العمدة، فمن أين لهم برسوم علف حصانه؟
عم جمعة عرض ليمونه بسعر التكلفة، ولم يجد شارياً..
رمضان عرض ملوخيته بنصف القيمة ولم يجد شارياً و.. و..
غابت الشمس، و القرية عاجزة عن توفير رسوم العلف ..
غمام الحال يمطر على رؤوس الباعة توجساً وإرتياباً..
وفجأة .. تهليل .. تكبير..
( أرى ضرورة تغيير البرنامج الغذائي لحصان العمدة بحيث تحل الخَضر والفاكهة محل البرسيم في العشاء)
وشكروا كاتب التقرير الطبي الذي أنقذهم من مغبة ( كساد السوق)..!!
(6)
الفصل خريف، ولم ينزل المطر..
فتوجس الجميع ..
وأمر العُمدة مفتي الديار أن يُصلي بهم الإستسقاء ..
واستجابوا للأمر ..
فأمطرت السماء دموع الأرامل و دماء الضحايا ..
تلك هي التي تبخرت في فصل الصيف، أوهكذا قالت نشرة الإرصاد ..!!

الطاهر ساتي
الانتباهة