حوارات ولقاءات

الفريق عبدالرحمن سرالختم : شرعيتنا لا يحددها اتحاد منتهي الصلاحية


ما زالت أزمة عمومية الاتحاد السوداني لكرة القدم، تسيطر على الشارع الرياضي بالسودان، في ظل المتغييرات المتلاحقة ما بين استمرارية مجموعة معتصم جعفر في إدارة النشاط، ورفضها الإعتراف بالجمعية العمومية التي انعقدت في الثلاثين من أبريل الماضي، وما بين مجموعة الفريق عبد الرحمن سر الختم التي فازت بصناديق الاقتراع، وما زالت تبحث عن شرعيتها ما بين الجهات المسؤولة في السودان والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وما بين هذه وتلك.
كشف الفريق عبد الرحمن سر الختم في هذا اللقاء مع (آخر لحظة) الكثير المثير عن قيادته لوفد مجموعة النهضة والإصلاح إلى البحرين، التي شهدت اجتماع الجمعية العمومية للفيفا، ولقاءه بالسيد أيفانتينو رئيس الفيفا، والسنغالية فاطمة سامورا الأمين العام للفيفا:

* تغييرات كبيرة طرأت على ملف الجمعية العمومية التي خرجتم منها فائزين بثقة الأعضاء لقيادة الاتحاد كيف ترى ذلك ؟
نعم حدث حراك كبير خلال الأسبوعين الأخيرين، ومن جانبنا قمنا بخطوات إيجابية تدعم مساعينا الرشيدة وفق الطرق القانونية لأجل مباشرة مهمامنا التي انتخبتنا من أجلها الجمعية العمومية للاتحاد السوداني لكرة القدم في الثلاثين من أبريل الماضي، وجاءت بدايتنا كما تابعتم في ظروف استثنائية، وقادرون بالصبر والجلد على تجاوزها لتصحيح الأوضاع غير السليمة.
*وماذا عن رحلة البحرين ؟
قرار السفر إلى البحرين كان موفقاً جداً، وبدأت نتائجه تظهر الآن من خلال حراك نراقبه عن كثب، وهذه سانحة لأجدد شكري وتقديري للجالية السودانية من الرياضيين بالبحرين، وبالمنطقة الشرقية في السعودية، على الكرم والحفاوة التي استقبلونا بها، والتفاعل الكبير الذي وجدناه منهم، وحرصنا على أن نقدم تنويراً لهم في ختام الرحلة عن جملة المكاسب التي خرجنا بها، ولهم فيه القدح المعلى.
* فصل أكثر؟
ما أستطيع الحديث عنه الآن يبدأ من لقاء الأمين العام للاتحاد الدولي السنغالية فاطمة سامورا، التي وجدتها على خلاف ما تم الترويج له من رسم صورة غير عنها، وحتى ما تم إشاعته زال في مستهل اللقاء الذي استمر لفترة زمنية طويلة، قدمت لها شرحاً مفصلاً لما جرى في السودان من عقد جمعية عمومية انتخابية على ضوء جمعية عمومية دعا إليها المجلس السابق، وفيها تم إجازة النظام الأساسي الجديد، وانتخاب لجنة الإشراف على الانتخابات، ولجنة الاستئنافات، وتحديد يوم الثلاثين من أبريل موعداً للانتخابات، وأزيدك أني سألتها مباشرة عن صحة الخطابات التي وردت إلى الاتحاد السابق، فأفادت بأنها من كتبتها، ولكن لاعلم لها ولا للجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي بأي دعوة لانتخابات، أو إقامتها حتى يتم إلغاؤها، أو عدم الاعتراف بشرعيتها، وبإهتمام كبير وإنصات تام تلقت مني كل ما أود شرحه، وقامت باسدائي نصائح تتبعها توصيات جوهرية، وأبانت أن هناك ثلاث دول بجانب ملف السودان سيتم التقصي عنها، وأكدت أيضاً أن التواجد الحالي في الفيفا من أجل لقاء الكونغرس، ولا يوجد فيه أي سانحة لمعالجة أزمات، ومن جانبي أوضحت لها أنني لم أحضر لاستلام أي قرار، بل كان الهدف عكس حقائق مغيبة وجب تمليك اللجنة التنفيذية بالفيفا لها.
*وماذا عن لقاء رئيس الفيفا (انفانتينو) ؟
على هامش لقاء الأمين العام للاتحاد الدولي التقيت برئيس منظومة الفيفا المستر أنفانتينو، وبعد سماعه لشرح مني عن أسباب التواجد في المنامة، أمَّن على ذات توجيهات الأمين العام (فاطمة سامورا)، أن الحضور في البحرين من أجل انعقاد كونغرس الفيفا، وليس هنالك فرصة لاتخاذ قرار الآن، وطلب منا التواصل الإلكتروني وعبر الفاكس الخاص، على أمل اللقاء في سويسرا، وما سقته للأمين العام أوضحته لرئيس الفيفا وهو أن حضوري لم يكن بهدف الحصول على قرار، بل عكس حقيقة الأوضاع، وفوز مجلس جديد، في ظل تغييب للحقائق عن المنظومة الدولية. مع طلب الاسراع في إجراء اللازم من أجل التحول إلى التعامل مع المجلس المنتخب في جمعية عمومية انتخابية بإشراف لجنة انتخابات منتخبة في عمومية جرت بـ(5) أبريل.
*هل أنتم راضون عما خرجتم به من رحلة البحرين؟
بكل تأكيد كانت الزيارة إيجابية وعلاوة على ذلك أوضحت تمكنا من فتح قنوات تواصل مع وسائل إعلام دولية كبرى، والتقيت بقيادات من الاتحادات الإفريقية، والعربية والقارية، وبدأنا تنسيق كبير من أجل لقاءات أُخرى لها ما بعدها، حقيقة هي مكاسب كبيرة، ولا يمكن أن نفصح عنها الآن.. لكن ما نؤكد عليه أننا شرعنا في إجراء اتصالات بالجهات المعنية وذات الصلة بقضيتنا.
* وماذا بعد العودة من البحرين؟
بعد العودة من البحرين عقدنا اجتماعين، وفيهما اتخذنا عدداً من القرارات، وجملة من التدابير، أما القرارات فقد كان أبرزها الدعوة لجمعية عمومية حددنا لها يوم (24) من مايو الحالي، والذي يوافق الأربعاء المقبل، وفيها سنقدم تنويراً لقاعدتنا بالاتحاد السوداني لكرة القدم عبر تقرير عن ما جرى في المرحلة التي تلت الفوز بالانتخابات، وكذلك انتخاب اللجان العدلية وتقديم الميزانيات المقترحة بدءً من العام المقبل 2018م، وهذا يأتي من صميم عملنا القائم على المضي قدماً في مسارين، أولهما الخارجي وهو ما تحدثت عنه منذ قليل، والثاني هو الداخلي، وهو ما يتابعه الكل من أحداث بدأت بالبلطجة والهمجية يوم قيام الجمعية العمومية، وللأسف حدثت في وجود أسانيد تؤكد التأييد من جانب بعض قيادات الاتحاد السابق، ونحمد لرئيس لجنة الإشراف مولانا عبد العزيز سيد أحمد التعامل بحكمة عبر نقل العمومية إلى اتحاد الخرطوم، ومن بعد الفوز كان لزاماً علينا ألا ننزل إلى درك الهمجية والعنف، وآلينا اتباع المسارات القانونية التي بدأت تبطل فعلياً وإجرائياً المحاولات اليائسة من الاتحاد السابق لعرقلة استلامنا لمهامنا، ونشير إلى أننا نتابع عن كثب حراك المجموعة الأخرى في العمل على زعزعة عضويتنا الراسخة، ونؤكد لهم أننا كسبنا المزيد من المؤيدين الذين سيرونهم في الجمعية القادمة مشاركين بما سيفوق (ثلثي أعضاء الجمعية).. وهذه القناعات سببها الفشل المتكرر للاتحاد السابق في كل الملفات الفنية والإدارية والمالية والقانونية، ومن جانبنا أكملنا التدابير من أجل إرسال الدعوة إلى كل عضوية الجمعية العمومية لأجل المشاركة وإثراء الملتقى الديمقراطي بالنقاش الهادف والمشاركة الفعالة في اتخاذ مايلزم من قرارات.
* يلاحقكم اتهام باستصدار قرار حكومي من وزارة العدل لإجلاء المقر؟
كما ذكرت لك، لسنا من يجاري تلك العصبة بالهمجية والبلطجة، واتبعنا الطرق القانونية، على الصعيدين الداخلي، والخارجي، وقد تم إصدار قرار إخلاء المقر من جانب وزارة العدل بناءً على شكوى تقدمنا بها مطالبين باستلام مقر الاتحاد السوداني بعد فوزنا في عمومية 30 أبريل، ولعل إطلاق الشائعات والأقاويل الزائفة التي لم تقنع الشارع الرياضي ولا مطلقيها أنفسهم من زمرة المجلس السابق، وأؤكد أننا نعي أن التدخل الحكومي الذي تم الترويج له بطريقة خاطئة لا وجود له، ولا يعدو أن يكون ذريعة في إطار البحث عن مبررات لوقائع السقوط المبكر، والدولة لها سلطاتها في حدود ما يستدعي إحقاق الحق، ونحن فزنا بخيار الرياضيين في جمعية عمومية مشهودة شارك فيها (48) ناخباً من أصل (74)، وقرار وزارة العدل هو حماية للحق المكتسب من خلال جمعية عمومية قامت بكل أركان أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية، وهو قرار عدلي من جهة عدلية وليس تدخلاً حكومياً من أجل التأثير على الانتخابات كما يُشاع منذ أمد ليس بالقصير.
* قابلتم قبل يومين الوزير الجديد للشباب والرياضة هل أسفرت المقابلة عن جديد؟
كان لزاماً علينا أن نلتقي الوزير الاتحادي الجديد بوزارة الشباب والرياضة الدكتور عبدالكريم موسى، وكان الهدف الأول من الزيارة هو المجاملة والتهئنة، ومن بعدها قدمنا شرحاً للوضع الحالي في اتحاد الكرة بعد فوزنا، ومن خلال حديث طويل خلصنا إلى أن وزارة الشباب والرياضة كسبت وزيراً متفهماً، وصاحب أفق رياضي كبير يعمل على قيادة الوزارة بجناحي الشباب والرياضة، ووجدناه أيضاً ملم ومتابع للتفاصيل التي جرت في أحداث الاتحاد السوداني لكرة القدم، وأول انطباع لنا جيد للغاية، ونثق في أن العهد القادم سيشهد نقلة كبيرة بإسهامات الوزارة التي كسبت دكتور (فاهم، ملم، وصاحب أُفق ورؤية) ستنصب جميعها في إصلاح الكثير من الذي إعترى الرياضة بصفة عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص في الفترة الماضية، ومن جانبنا كمجلس إدارة منتخب في اتحاد كرة القدم استعرضنا له برنامج النهضة والاصلاح الذي يتكامل عبر المسؤولية المشتركة مابين الاتحاد والوزارة، ونحمد الله كثيراً أن تم تعيين وزير رياضي ومتابع للشأن الكروي، الأمر الذي سهل مهمتنا في استعراض قضيتنا التي وجدناه متابعاً لها ولكل ماجرى بالسنوات القادمة، وستختلف الأوضاع في المرحلة المقبلة من خلال ما لاحظته من تواجد وزير متفهم.
* هناك خطاب ورد من الفيفا إلى مباني الاتحاد يدعو لعمومية من أجل تعديل ملاحظات على النظام الأساسي؟
من خلال الشرح في هذا الحوار يتأكد لك أننا لا زلنا في طور الوصول لبلوغ نيل الحق الشرعي في التعامل المباشر مع الفيفا، ونحن قد علمنا بالخطاب من خلال تسريبات، ولدينا تأكيداتنا الخاصة، ولا نزال في طور التحقق، وعلى كل دعوتنا للجميعة العمومية ستكون قائمة، وبكامل جدول أعمالها وما يتم مناقشته فيها، ونثق انها ستكون حائزة على أعلى نسبة نجاح.
* قبل الختام نود لتعليقك على تأكيد المجلس السابق بقيام الانتخابات في 30 أكتوبر؟
لا يعنينا ما يصدر من تصريحات، والانتخابات يعلم الجميع أنها أقيمت في جمعية عمومية موثقة ومثبتة بمحضر الجمعية، ولن ننجرف في الرد على أحاديث مجلس انتهت صلاحيته، ويتواجد بلا أي مسوغ شرعي وسند قانوني، استغلالاً لبعض النقاط الرخوة التي يحدث الاجتهاد فيها للنفاذ من شبح الوداع ونهاية التواجد في قيادة الكرة
* كلمة أخيرة؟
أشكركم على الاهتمام واللقاء، وأنتم من ناصرتم الحق، ووقفتم بقوة خلف المجلس المنتخب، والذي لا يحتاج إلى إثبات شرعية من مجلس إنتهى وفقد صلاحيته، وثقتنا كبيرة في استقرار كل الأوضاع قريباً بعون الله.

اخر لحظة


‫2 تعليقات