تحقيقات وتقارير

هل ينجح التحالف السعودي الأمريكي .. في إيقاف تطلعات إيران في المنطقة؟


حظيت زيارة الرئيس الأمريكي المثير للجدل “دونالد ترمب” للمملكة العربية السعودية، التي بدأت يوم أمس، كأول زيارة له خارج الولايات المتحدة الأمريكية، منذ تنصيبه رئيساً، باهتمام كبير شغل معظم وكالات الأنباء ووسائط التواصل الاجتماعي، التي ظلت تتداول أخبار الزيارة، لحظة بلحظة. وتعتبر زيارة “ترمب” للشرق الأوسط، بدءاً من السعودية التي تمثل قيادة للدول السنية، إرهاصاً بقيام حلف لوقف المد الشيعي الذي تمثله دولة إيران والحوثيون في اليمن، لاسيما أن العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة، في نهاية ولاية الرئيس الأمريكي السابق “أوباما”، قد توترت بعض الشيء، خاصة بعد مصادقة الكونجرس الأمريكي على قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا)، الذي يسمح لعائلات ضحايا الهجمات الإرهابية، بمقاضاة دول أجنبية ومصادرة ممتلكاتها بأمريكا. وتتوقع الدوائر السياسية والدبلوماسية العربية والإسلامية أن تكون لزيارة “ترمب”، نتائج مهمة، تلقي بظلالها في مخرجات القمة الإسلامية الأمريكية، التي تختم أعمالها اليوم بالعاصمة السعودية “الرياض”، بمشاركة الرئيس الأمريكي وتأخذ أهميتها، بجانب المشاركة الأمريكية فيها، مع تزامنها مع قمة دول مجلس التعاون الخليجي، وما يرافقها من لقاءات قمة على هامشها تضم الرئيس الأمريكي والعاهل السعودي. وتختتم القمة، التي تجمع زعماء أكثر من (50) دولة إسلامية وعربية، أعمالها اليوم، بخطاب للرئيس الأمريكي، ظل محل ترقب العالم، لما سيكشف عنها من مبادرات وتوجهات أمريكية تجاه المنطقة.
وكان وزير الخارجية السعودية، “عادل الجبير”، قد قال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي، أمس في “الرياض”، إن العلاقة مع “واشنطون” ستتطور إلى شراكة إستراتيجية، وستعزز سبل مكافحة الإرهاب، إلى جانب سعيها للبحث عن السبل الكفيلة بالتصدي للتدخل الإيراني في المنطقة، بجانب العمل على تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين . ومن جهته قال وزير الخارجية الأمريكي “تيلرسون”، إن بلاده ستعمل مع المملكة العربية السعودية على حل الأزمات في المنطقة والعالم، وأن الاتفاقيات مع السعودية ستعزز أمن واستقرار المنطقة، مشيراً إلى دعم السعودية في مواجهة التهديدات الإيرانية والإرهاب.
وكان الرئيس الأميركي، قد قال في تغريدة على تويتر، عند وصوله العاصمة السعودية، (إنه لأمر عظيم أن أكون في الرياض)، وقلد العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبد العزيز آل سعود”، أمس (السبت)، الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، بوسام الملك “عبد العزيز”؛ وهو أعلى وسام مدني في المملكة.
وأبدى العاهل السعودي، ترحيبه بالرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، قائلاً: إن زيارته (ستعزز التعاون الاستراتيجي وستحقق الأمن والاستقرار للعالم). وعقد “سلمان” أمس (السبت)، سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع “ترمب” تركزت على (إعادة تأكيد الصداقة العريقة وتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية الوثيقة بين البلدين)، حسب الموقع الرسمي للقمة السعودية -الأميركية. وأعلن مسؤول في البيت الأبيض، أمس (السبت)، عن إبرام عقود عسكرية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، بقيمة (110) مليارات دولار، وذلك في اليوم الأول لزيارة الرئيس الأميركي “دونالد ترمب” إلى “الرياض”. وقال المسؤول إن الاتفاق يشمل تجهيزات دفاعية وخدمات تعزز قدرة المملكة (للمساهمة في مكافحة الإرهاب) في المنطقة، حسبما ذكرت فرانس برس.
وتشمل الاتفاقيات الموقعة صفقات عسكرية قيمتها (350) مليار دولار على مدى الأعوام العشرة المقبلة. وبموازاة الاتفاقيات العسكرية، أبرمت “الرياض” و”واشنطن” صفقات جديدة بقيمة 22 مليار دولار في قطاع النفط والغاز. وقال وزير المالية السعودي، إن الاتفاقيات التي وقعت أمس هي اتفاقيات استثمارات مشتركة وليست اتفاقيات شراء فقط. وكذلك وقع الزعيمان اتفاقية الرؤية الإستراتيجية المشتركة بين الدولتين، إضافة إلى عشرات الاتفاقيات الأخرى الاقتصادية والتجارية والتقنية والاستثمارية، وتلك الخاصة بمجال النقل والبنية التحتية. وطبقاً لوكالة (أسوشيتد برس) للأنباء فإن الخطاب الذي سيلقيه “ترمب”، اليوم (الأحد) سيدعو للوحدة في مكافحة التطرف في العالم الإسلامي، وسيصف الجهود بأنها (معركة بين الخير والشر). وقالت (أسوشيتد برس) إن الخطاب سيدعو أيضاً القادة العرب والمسلمين إلى “طرد الإرهابيين”، ومن المفترض أن يجتمع “ترمب” مع قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وسيتناول الغداء مع قادة أكثر من (50) دولة إسلامية، ومن المفترض أيضاً أن يسافر “ترمب” بعد ذلك أيضاً إلى إسرائيل والفاتيكان وبلجيكا وإيطاليا.
ووصل الرئيس الأمريكي، “دونالد ترمب”، إلى العاصمة السعودية، الرياض، المحطة الأولى في أول جولة خارجية له منذ تسنمه منصب الرئاسة الأمريكية. وعرضت القنوات التلفزيونية السعودية لقطات لوصول طائرة الرئيس الأمريكي إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض. والتقى الرئيس الأمريكي ملك السعودية، “سلمان بن عبد العزيز”، عقب وصوله، في قمة ثنائية.. وقال، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية الدكتور “أنور ماجد عشقى” في تصريحات، إن الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” سبق له أن وعد بتنفيذ أربعة أهداف بالشرق الأوسط، متمثلة في مكافحة الإرهاب والتطرف، وإيقاف أيدي إيران عن العبث بمنطقة الشرق الأوسط، ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين لحل مشكلة القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن تلك الأهداف ستكون على رأس جدول أعمال القمة العربية الإسلامية الأمريكية اليوم . وأضاف “عشقى”، أن المملكة العربية السعودية سوف تستفيد من الولايات المتحدة الأمريكية في دعم الاقتصاد، ورؤيتها للإصلاح الاقتصادي بالمملكة، بالإضافة إلى إبرام عدة اتفاقات من كافة الجوانب الاقتصادية والالكترونية والتجارية والسياسية وغيرها. وأشار إلى أنه سيتم إلقاء الضوء على تجييش الدول الإسلامية والعربية لمحاربة الإرهاب والتطرف، وإظهار سماحة الإسلام والتفرقة بين من يستخدم الدين ومن يخدم الدين، بالإضافة إلى إنشاء مركز للأمن بالمملكة العربية السعودية، تمده الولايات المتحدة بالمعلومات لمواجهة التحديات بالمنطقة.
من جهتها أبرمت شركات سعودية وأميركية، أمس (السبت)، صفقات بقيمة بلغت 22 مليار دولار أميركي، خلال منتدى “الرؤساء التنفيذيين” السعودي الأميركي الذي نظم في الرياض.
وشارك في المنتدى الذي حمل اسم “شراكة للأجيال” عدد من كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع النفط والغاز من الدولتين، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي “دونالد ترمب” للسعودية. وقال المنتدى في بيان إن المسؤولين التنفيذيين في الشركات (التقوا من أجل تطوير قطاع النفط والغاز والارتقاء به ارتكازًا على الموارد والخبرات المشتركة). وتابع أن المنتدى ركز (على التطلعات المشتركة التي تصب في مصلحة الجانبين ومنها توفير فرص العمل، وأمن الطاقة العالمي، وتوسيع آفاق النشاط التجاري).
وأضاف أن نتائج المنتدى أثمرت (عن نتائج مهمة تتماشى مع رؤية المملكة 2030، والتزام الرئيس “ترمب” بتوفير فرص العمل للمواطنين الأميركيين). وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، “أمين الناصر”، في المنتدى عن توسيع برنامج الشركة لتعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد “اكتفاء”، وهو برنامج يُمثل مبادرة إستراتيجية تهدف إلى مضاعفة نسبة المنتجات والخدمات المحلية المرتبطة بالطاقة.

المجهر السياسي