تحقيقات وتقارير

جاسيك الجاسوس وإخوانه.. عفو السودان عند المقدرة


وجد قرار رئيس الجمهورية بإسقاط متبقي عقوبة السجن على القسيسين المدانين في قضية التجسس مع المدان التشيكي بيتر جاسيك، ترحيباً من الكونغرس. بعد أن جاء القرار استجابة لمناشدات عدد من أعضائه .

وقد أشاد الكنغرس بتجاوب وتعاون الحكومة السودانية وحرصها على المعالجة الحكيمة، مشيراً إلى أنه تلقى تنويراً ضافياً من السفارة السودانية في واشنطن حول حيثيات قضية المذكورين وإدانتهما أمام القضاء السوداني، بعد ثبوت ارتكابهما مخالفات بمعاونة المتهم الرئيس الذي تسلل إلى جنوب كردفان وقبض عليه وضبطت معه مستندات ووثائق تثبت مخالفته للقانون وممارسة التجسس، وإثارة الفتنة، والتواصل مع حركات خارجة على القانون.

ويبدو أن استجابة الحكومة قد كانت فرصة لإطلاع الكنغرس على أنشطة التجسس التي تقودها بعض المنظمات بكثافة ضد السودان لتحقيق أجندة سياسية محضة تهدف للنيل من السودان. ومن المهم أن تتفهم الدوائر الأمريكية ذلك، لتصحيح الصورة المغلوطة لدى الرأي العام الامريكي بأن السودان يستهدف الناشطين بدوافع سياسية، وإن كانت الحقيقة أن هؤلاء قاموا بإرتكاب أنشطة يجرمها القانون، فالسودان استخدم حقه شأنه شأن الدول الأخرى في الحفاظ على أمنه وسيادته.

وكانت السلطات قد افرجت بعفو رئاسي عن التشيكي بيتر جاسيك الذي حكمت عليه محكمة جنايات الخرطوم في يناير الماضي، بالسجن والغرامة المالية لادانته بتهم بينها التجسس واثارة الكراهية بين الطوائف.

جاء الحكم على جاسيك بعد ان اثبتت التحريات تورطه بالتجسس لصالح منظمات معادية للسودان، والتي ظلت توثق لقصص مفبركة في محاولة لاتهام السلطات السودانية بالاضطهاد والتمييز العرقي بين المواطنين.

وعثرت السلطات بحوزة المدان على مقاطع فيديوهات وصور توثق لمزاعم اضطهاد ديني في السودان وقصص مفبركة ليس لها وجود حيث تبين ان تلك الافلام تنتجها منظمة تطلق على نفسها اسم ( قديسون تحت النيران) ومنظمة اخرى وهي منظمة برامج المضطهدين وكذلك منظمة تحالف الوصول العظيم وغيرها من المنظمات المعادية للاسلام.

وتشير الوثائق الى ان عداء تلك المنظمات للسودان بدأ منذ وقت بعيد حيث بدأت خيوط المؤامرة تحاك ضد السودان منذ تسعينات القرن الماضي، تحت ذريعة التوثيق لما سمته بالعنف والانتهاكات منذ ذلك الوقت. وجاسيك هو من اهم اعضاء منظومة تنشط في عمليات التنصير بالدول الاسلامية فضلا عن انه عضو نشط في التخابر والعمل الاستخباري، وله صلات بالموساد الاسرائلي.

واثبتت تقارير استخبارية ان جاسيك ظل يقوم بعمل استخباري وانشطة تهدد امن الدول التي يقوم بزيارتها. وتشير التحريات الى انه زار جميع دول افريقيا عدا اربعة دول فقط وان زياراته لتلك الدول كانت متكررة. وانه على علاقة بمنسوبي ذات المنظمة المسئولين عن التوثيق للاضطهاد في مصر

وفي العام 2015 القت السلطات الامنية القبض على قساوسة جنوبيين بتهمة التجسس وهما بيتر ين ومايكل يات وقدما للمحاكمة امام محكمة بحري والتي ادانتهما بفترة حبسهما وكانا قد قضيا بالحبس بما يقارب اثني عشر شهرا، وامرت باطلاق سراحهما الا ان محكمة الاستئناف الغت العقوبة حيث امرت باعادة القبض عليهما حيث تبين انهما قد فرا الى خارج البلاد في نفس اليوم الذي اطلق فيه سراحهما.

وقد اثبتت التحريات ان القسيسين الهاربين ينتميان لمنظمة التحالف الدولي العظيم التي يمتلكها مستر كليفن ويعملان تحت رئاسة القسيسين جيمس توت وجيمس لاقوس وهما من ابناء دولة جنوب السودان وسبق ان عملا قساوسة بكنائس بالخرطوم قبل ان يتم طردهما بعد ان ثبت تورطهما في عمليات التنصير بالخرطوم.

وتشير المعلومات الى ان لتنظيم تحالف الوصل العظيم الذي يقوده مستر كليف شبكة تغطي كل دول افريقيا كما ان لديه شبكة تعطي كل اقاليم السودان تقوم بجمع المعلومات وتجنيد عناصر بالتركيز على قبائل محددة وشخصيات قيادية. واتضح ان هذه المنظمة تقوم برصد الانشطة الحكومية والعسكرية بمناطق النزاعات خاصة جنوب كردفان وكذلك لديها معسكر ضخم بشرق الاستوائية بدولة جنوب السودان تتخذه كنقطة انطلاق لدول الاقليم، حيث تقوم هذه المنظمة بارسال اشخاص الى معسكرها بشرق الاستوائية لمزيد من التدريب والتاهيل كما اتضح ان انها انشأت مركز لترجمة الانجيل وقصصه الى اللهجات السودانية.

وبحسب المستندات والادلة التي ضبطتها السلطات الامنية بحوزة بيتر جاسك فانه ظل يستخدم مصادر لجمع المعلومات ينتمون لبعض الحركات المسلحة السودانية.

وكان لجاسيك عدة بنود يريد تنفيذها داخل السودان في مقدمتها دعم المحكمة الجنائية ودعم الهجوم على الخرطوم من قبل مجموعات المعارضة وثالثا اشعال الحرب بين السودان وجنوب السودان.

وما بين الإدانة أمام القضاء العادل للأنشطة التجسسية والعفو الصادر بحق المدانين، فإن رسالة السودان كانت واضحة في أنه يرصد الأنشطة التي تضر بالأمن القومي ويتعامل معها وفق الأطر القانونية ليقول القضاءء كلمته بعيداً عن أي تأثيرات. ورغم ذلك فإنه قادر على “العفو عند المقدرة” بعد أن يعرف الذين يتوسطون لإطلاق سراح المدانين، أن السودان لا يسمح بممارسة أي أنشطة غير مشروعه خاصة في ظل الإستقرار الذي تحقق والذي لا يجب التفريط فيه.

SMC


‫5 تعليقات

  1. وعثرت السلطات بحوزة المدان على مقاطع فيديوهات وصور توثق لمزاعم اضطهاد ديني في السودان وقصص مفبركة ليس لها وجود حيث تبين ان تلك الافلام تنتجها منظمة تطلق على نفسها اسم ( قديسون تحت النيران) ومنظمة اخرى وهي منظمة برامج المضطهدين وكذلك منظمة تحالف الوصول العظيم وغيرها من المنظمات المعادية للاسلام.

    تعليقــــــــــــــــــــــــــــــــــــي :

    كـــــــــــــــــــــــيف يكون الإرهاب إن لم يكن هذا إرهابا ؟

    كفرت بهذا العالم الذي نحيا فيه ، ونرى الصور مقلوبة ، فالجاني بريء ، والبريء جانيا

    وهذه في رأيي صورة حية تجسد لنا هلاك الأمم السابقة ، وكيف أمهلها الله ثم أخذها أخذ عزيز مقتدر

    وعالمنا المعاصر تزاحمت فيه الأسباب التي تنتهي بنا إلى نهايته

    أوليست القيامة تقوم على شرار الناس ؟

    قال عز وجل ” فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ”

    نسأل الله حسن الخاتمة

  2. ليس هنالك شئ اسمه العفو عند المقدرة في القانون مشكلة السودان تدخل الرئيس في عمل القضاء وهذا لايحدث في اوروبا وامريكا علي القضاء ان يحكم ويتم التنفيذ من غير مراجعة واعفاء والفصل بين صلاحية الرئيس والقضاء

  3. هنالك ( فرق ) كبير بين المناشدات ( و ) الضغوطات ..
    تُرى …
    هل ..
    .
    ناشد ( الكونغرس ) أم ضغط ( لامن ) جاب الزيت ؟؟؟