تحقيقات وتقارير

مشروع النقل النهري.. وأد الفكرة


تسربت معلومات تفيد أن والي الخرطوم الفريق ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين قد الغى مشروع مواصلات النقل النهري بالولاية، عقب دراسة أجراها خبراء اقتصاديون أكدوا عدم الجدوى الاقتصادية للمشروع.وكانت خطوة مفاجئة للمراقبين، حين أصدر حسين توجيهاته بتسليم المشروع بالكامل لمجموعة جياد. في وقت كانت فيه الولاية قد صرفت (70) مليون جنيه في تأسيس المحطات وبناء المواعين النهرية عبر قرض من أحد المصارف

مشاهدات:
وكشفت جولة لـ(آخرلحظة) بمشروع النقل النهري عن استخدام بعض المواعين النهرية كمخازن للقوارير البلاستيكية، فيما توجد(7) سفن ست منها صغيرة الحجم، وواحدة كبيرة تابعة للنقل النهري للولاية، في وقت يلاحظ فيه عدم وجود أي عمل أو نشاط منتظم فىي المشروع، مما يدل على تجاهل حكومة الولاية للمشروع الحيوي.
بينما توجد (34) سفينة تقريباً تابعة للنقل النهري العام، تجاور مشروع النقل النهري التابع لولاية الخرطوم، وأبرز سفنه سفينة القيصر التي تبدو متهالكة من الداخل، وبداخلها كميات كبيرة من قوارير المياه الفارغة، وتتسرب المياه الى سطحها عبر الثقوب والفتحات ويقوم العمال بتفريغ المياه من داخل السفينة، وفي الاتجاه الشرقي للنقل النهري، توجد بوابة كبيرة يتواجد فيها الحرس والعمال الذين يقومون ببعض أعمال الصيانة في السفن وتفريغ السفن التي امتلأت بالمياه وربط البعض الآخر بالمرسى.
مباني متهالكة
ويلاحظ أن المباني والمرافق الموجودة قديمة ومتهالكة، وبعضها تهدمت جدرانها مما جعلها مأوى للحيوانات والكلاب الضآلة، ومعتادي الإجرام، وفي أطرافها يقوم بعض المواطنين بربط دوابهم (الحمير)، وبسؤال أحد المتواجدين بالقرب من المشروع عن خلو المنطقة من السكان والمارة أجاب بقوله:(بعد إغلاق المشروع تم طرد كل العاملين وإغلاق المنازل، أصحبت مهجورة مافي زول بحرسها).
حل مشكلات الموصلات
ويقول أحد العمال بالمشروع لـ(آخرلحظة): إن الغاء مشروع النقل النهري أدى الى تشريد العمال والموظفين وأسرهم، وحتى المساكن التي كان يقطنها العمال انهارت وتكسرت، وأضاف إذا تم تشغيل مشروع النقل النهري يمكن الاستفادة منه في مشاريع حيوية وخدمية مهمة، لا سيما أنه يمكن أن يسهم في حل مشكلات المواصلات القائمة بالولاية، ويخفف الضغظ على الشوارع والإحتقان المروري وانسياب الحركة في الشارع العام.
تلوث مياه النيل
وينتقد مهندس بالنقل النهري تركيز الدولة على الإهتمام بالنقل النهري بولاية البحر الأحمر، لأهميته السياحية وجذب السواح، الأمر الذي القى بظلال سالبة على مشروع النقل النهري فى ولاية الخرطوم ويقول إن التراجع عن تشغيل النقل النهري جاء نتيجة لمخاوف من تلوث مياه النيل، قاصداً بذلك محطة مياه المنارة التي تغذي مدينه أم درمان، والتي لا تبعد كثيراً عن الموقع الرئيسي للنقل النهري، وخاصة بعد تراجع قيمته الاقتصادية، مضيفاً إن المخاوف تكمن في افراز مواعين النقل للوقود والزيت في عرض النيل، وبالتالي تسرب هذه المواد الى مياه الشرب، بما أن مشروع النقل النهري كلف الدولة مليارات الجنيهات، وقال المهندس لـ(آخرلحظة): الولاية تنعدم فيها البنية التحتية وأبسط مقومات النقل النهري من خطوط الملاحة والمواقف النيلية والسفن، بالإضافة الى التكلفة العالية لاستيراد السفن.
تدخل جهات عليا
وأقر مدير الإدارة الاستراتيجية للمواصلات بوزارة البنية التحتية والمواصلات ولاية الخرطوم عبد الواحد عبد المنعم بتدخل الجهات العليا في حكومة الولاية، التي حولت النقل النهري من مواصلات لنقل المواطنين الى نقل سياحي، وأكد سعي الوزارة في تكملة المشروع وتسييره. موضحاً أن مشروع النقل النهري لن يخدم قطاع المواصلات، مع تدخل جهات عليا وظفت المشروع لصالح النقل السياحي.
وكان والي الخرطوم الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين قد وجه ، إدارة النقل بوزارة البنى التحتية بالولاية ، بتسليم مشروع النقل النهري بالكامل، إلى مجموعة جياد الصناعية، وتم الاتفاق وقتها مع مجموعة جياد على بناء مواعين النقل النهري، وإن ولاية الخرطوم صرفت (70) مليون جنيه في تأسيس المحطات، وبناء المواعين النهرية عبر قرض من أحد المصارف،
تقرير الوزارة:
وتحصلت(آخرلحظة) على تقرير صادر من وزارة البنية التحتية بالولاية تقول فيه إن الهدف من المشروع تفعيل قطاع النقل للقيام بدوره في خفض الفاقد في الاقتصاد، مما يساعد الإنتاج الزراعي والصناعي في النمو بجانب المساعدة في تلبية الطلب المتنامي للمواصلات والنقل بالولاية، وتقديم وجه جديد من أوجه النقل وتخفيف الضغط على الطرق والمعابر والجسور، وإضافة بنيات تحتية للنقل بالولاية، وعمل مسارات آمنة للملاحة النهرية وإيجاد فرص عمل جديدة، إضافة الى المظهر الحضاري والعصري للعاصمة وتنشيط السياحة بادخال وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في مجال النقل النهري
تصنيع بصات نيلية
وأضاف التقرير أن مكونات المشروع لتوفير بنية تحتية خاصة وتجهيز المجرى الملاحي، وتحديد المسارات وعمل البنيات التحتية الخاصة بالنقل النهري، وتصنيع بصات نهرية حديثة مزودة بكل وسائل الراحة ومتطلبات السلامة، وفقاً للمواصفات الدولية .
وشمل مشروع المجرى الملاحي مقومات صناعة النقل وعامل حاسم في انجاح المشروع، لذلك بدأ العمل في دراسة وتحديد المعوقات وطرق إزالتها فبدأ العمل مستنداً على دراسة قامت بإعدادها الوزارة تتعلق بالواجهات النيلية بالولاية، كما تم تقسيم المجرى الملاحي بالولاية لثلاثة مسارات، ثم عمل مقاطع طولية في مسار المجرى الملاحي للاستفادة منه في استصلاح المجرى الملاحي واعتماد دراسة استصلاح المجرى الملاحي.
مخطط هيكلي
وتناولت الدراسة تحديد مواقع المراسي النهرية للولاية من قبل وحدة تنفيذ المخطط الهيكلي، التي حددت (855)مرسى موزعة على نهري النيل الأبيض والنيل الأزرق وتغطي الولاية بصورة كاملة في المرحلة الأولى، يتم تنفيذ(13) مرسى ويتم اختيارها على أساس قربها من الشوارع الرئيسية الموجودة حالياً حتى يسهل ربطها بوسائل النقل الأخرى، ووضع مواصفات مرجعية لتصميم المراسي حسب الحاجة لكل مواقع منها تحديد مرسى الوابورات كمرسى مركزي مساحته (5898)متر مربع، مرسى جبل الأولياء بمساحة 6421متر مربع، ومرسى الشجرة بمساحة (8826) متر مربع، ومرسى الحتانة بمساحة 6000متر مربع، ومرسى حلة كوكو بمساحة 8356متر مربع، بالإضافة الى المراسي الفرعية وهي توتي الخرطوم بمساحة 2994متر مربع، الكلاكلة بمساحة 1000متر مربع، ومرسى الموردة بمساحة6000متر مربع، المنشية بمساحة 1498متر مربع، ومرسى شمبات بمساحة 2622، ونادي الزوارق بمساحة 6132، ومرسى مدينة النور بمساحة 6000متر مربع، وتوتي بيت المال بمساحة 10000متر.
مواصفات فنية
واستعرض التقرير المواصفات الفنية للبصات النهرية وأن العدد الكلي حسب دراسة التشغيل(155) بص نهري سعة الواحد منها 50 راكباً تم وضع المواصفات بالاتفاق مع شركة جياد للصناعات البحرية، حيث يتم استخدام الفايبر في بناء جسم البص النهري، والأبعاد الطول18 متراً، والعرض 6أمتار الغاطس0.7متر ومولد يقوم بتوفير الكهرباء لأغراض الإضاءة وأجهزة الملاحة، وناقل سرعات وأجهزة ملاحية، وأجهزة تكييف، وأجهزة ومعدات السلامة، وشاشات عرض راديو، ومشغل موسيقى، حيث يبدأ تشغيل المسار الأول من توتي –توتي أم درمان-الطابية-شمبات- الحتانة المحطات قاعة الصداقة وشمال سوق الموردة وأم درمان، وكلية الزراعة شمبات، وشارع النيل، والمسار الثاني توتي مزن بيش -مدينة النور -الشجرة -جبل الأولياء، والمسار الثالث توتي الخرطوم -الديار القطرية حلة كوكو.

اخر لحظة