تحقيقات وتقارير

أدى القسم مساعداً للرئيس السنوسي.. شبيه الترابي يسعى بين (المنشية) و(القصر).


يوم أن اتجهت وسائل الإعلام المختلفة في نهار قائظ الحرارة صوب دار المؤتمر الشعبي لحضور المؤتمر الصحافي للأمين العام المنتخب د.علي الحاج، والذي أعلن من خلال ذلكم المؤتمر أسماء مرشحي حزبه في الحكومة، مستبقاً رئاسة الوزراء التي أعلنت حكومتها بعد أسبوعين من تسمية وزراء الشعبي، يومها باغت محرر (الصيحة) علي الحاج بسؤال حول أنباء عن دخول إبراهيم السنوسي القصر مساعداً للرئيس، عندها رد الحاج قائلاً : إن الأمر محض اجتهادات من الصحافة، ولا يوجد اتجاه للدفع بالسنوسي صوب القصر، ولكن أعلن رئيس الجمهورية عن تسمية إبراهيم السنوسي محمد عبدالكريم مساعداً للرئيس بعد أدائه للقسم لتصدق توقعات الصحف بعد طول انتظار.

ديباجة تعريفية

في العام 1937 أبصر إبراهيم السنوسي النور بمدينة الأبيّض (عروس الرمال)، ودرس مراحله الأولية بذات المدينة، ثم نال الدبلوم من معهد بخت الرضا لتدريب المعلمين مطلع العام 1962، ليلتحق بعدها بجامعة القاهرة الفرع ويحوز بكالوريوس القانون.

انضم السنوسي باكراً لحركة “الإخوان المسلمون”، وعمل في مكاتبها الخاصة منذ أمد طويل، ما يجعله من الرعيل الأول لتأسيس الحركة الإسلامية السودانية، لا سيما وقد نجح في فترة دراسته في جامعة القاهرة في تأسيس مكاتب الحركة بالجامعة، فكانت النواة الأولى لتنظيم الإخوان من جيلهم.

مسيرة ذاخرة

محطات السنوسي مع جماعة “الإخوان المسلمون” مليئة بالمواقف والمشاهد المحزنة والمفرحة على حدٍّ سواء، فمنذ بدايته بالحركة الإسلامية تخير السنوسي طريق العمل الخاص، خاصة أن شخصيته كانت تتسم بالصمت والدقة، وهي نفس مواصفات رجل العمل الخاص، فكان السنوسي مسؤولاً أول عن التنظيم الأمني والعسكري داخل الحركة الإسلامية، بل أفلح الرجل في استقطاب عشرات العسكريين لصالح الحركة الإسلامية.

يعد السنوسي من أبرز المدنيين السبعة الذين اختارهم الترابي للمشاركة في تنفيذ انقلاب 30 يوليو 1989م بمعية علي عثمان محمد طه، وعلي الحاج، وعوض الجاز، وعبد الله حسن أحمد، بالإضافة للترابي نفسه، وعقب مفاصلة الإسلاميين الشهيرة انحاز السنوسي لشيخه الترابي، وأسس في معيته حزب المؤتمر الشعبي المعارض.

بالعودة لتجربة السنوسي مع العمل الأمني العسكري لا يمكن أن يغفل أيّ شخص متتبع لتجربة السنوسي مجاهداته في الجبهة الوطنية العريضة التي كانت تضم أحزاب الأمة والحركة الإسلامية فكان أن دخل السنوسي غازياً يحمل سلاحه للخرطوم بمعية مئات المقاتلين من أجل اقتلاع نظام حكم الرئيس الأسبق جعفر نميري، وكان السنوسي مسؤولاً عن الاستيلاء على منطقة شرق أمدرمان، وبعد فشل الغزو غاب السنوسي عن السودان، ليتم الحكم عليه بالإعدام غيابياً، كان ذلك 1976م، ولم يعد للبلاد إلا بعد المصالحة الوطنية، وبعد المصالحة عمل السنوسي في أحد وكالات السفر، ثم تم اعتقاله من قبل النميري في العام 1985، وأفرج عنه عقب انتفاضة أبريل من ذات العام.

قبل ذلك تعرض الرجل لاعتقال في العام 1970م، ثم أُفرج عنه في العام 1971، بعدها شارك في ثورة شعبان الطلابية التي قادها أحمد عثمان المكي، وبعد تمكن النميري من إخماد تلك الثورة غادر السنوسي إلى ليبيا هارباً، ولم يعُد إلى الخرطوم إلا غازياً في العام 1976م .

خليفة الترابي

في مارس 2016 خطف الموت الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي، وفي نفس يوم الرحيل عقدت الأمانة العامة بالشعبي اجتماعاً مفصلياً للنظر في اختيار أمين عام مكلف، وبحسب منفستو الحزب كان صاحب الحظ الأوفر هو الراحل عبد الله حسن أحمد لأنه يشغل منصب نائب الأمين العام، وتقول أحد فقرات دستور الحزب إن نائب الأمين العام يشغل موقع الأمين العام في حالة غيابه المؤقت أو الأبدي، ولكن العلة المرضية التي كان يمر بها عبد الله حسن أحمد حالت دون أن يخلف الترابي، وبعد أيام قليلة فارق عبد الله الحياة الفانية.

المهم بعد تعذُّر عبد الله حسن في ملء فراغ غياب الترابي اتجهت الأنظار صوب الأستاذة ثريا عبد الحي باعتبارها نائباً ثانياً للأمين العام، ولكن اعتذرت أيضاً لبعض الظروف، فلم يكُن هنالك خيار أمام الأمانة العامة بخلاف التوجه صوب مساعدي الأمين العام إبراهيم السنوسي، وعلي الحاج، فوقع الاختيار عل السنوسي بسبب غياب علي الحاج عن الاجتماع، ووجوده بألمانيا، فأعلنته الأمانة العامة في الساعات الأولى من صباح 6 مارس 2016م مكلف على أن يعقد المؤتمر العام للحزب في أقرب وقت ممكن لاختيار أمين عام منتخب.

السنوسي في القصر

برغم أن الشعبي أعلن حصته مسبقاً في حكومة الوفاق الوطني لم يكن السنوسي ضمن الحصة، وبعدها اختير الرجل رئيسا لهيئة شورى الشعبي، وقتها ظن البعض أن الشعبي أغلق باب التكهنات التي كانت تجزم بأن السنوسي سيكون مساعداً داخل القصر، بيد أن المفاجأة كانت حاضرة أمس ورئيس الجمهورية يعلن تسمية السنوسي مساعداً له دون توضيح الكوتة التي أتى عبرها السنوسي، هل عبر كوتة حزبه؟ أم بصفته شخصية قومية ، المهم في الأمر قطعاً لم يكن دخول السنوسي للقصر عبثياً، أو من أجل السلطة، حيث يقول قيادي بارز بالشعبي إن الهدف من اختيار السنوسي في القصر هو متابعة إنفاذ مخرجات الحوار مع رئيس الجمهورية الذي يرتبط بحميمية أزلية مع السنوسي، عطفاً على الترتيب على إنزال المنظومة الخالفة لأرض الواقع من خلال تنسيق مشترك بين البشير والسنوسي .

الشعبي يعلم

في السياق يجزم مراقبون بأن الشعبي يعلم بخطوة تعيين السنوسي مساعداً للرئيس، وكشف مصدر مؤكد بالشعبي أن الخطوة تمت بمباركة الأمين العام للحزب، بينما يرى فريق آخر أن السنوسي اشترط ترك الأمانة العامة بالمشاركة في الحكومة مساعداً للرئيس، من ناحيته يقول الأمين السياسي بالشعبي الأمين عبدالرزاق إن السنوسي دخل القصر ممثلاً للشعبي، وأن الأمانة العامة اجتمعت وقررت منح منصب مساعد الرئيس للسنوسي ضمن حصة الشعبي في حكومة الوفاق الوطني .

الصيحة