رأي ومقالات

حكاية النقيب أبوزيد بخيت في مطار القاهرة


(1) > أبوزيد بخيت أحد الذين خدموا في قوات الشعب المسلحة وتعرضوا لإصابة في حرب الجنوب بعد انفجار (لغم) أفقده نصف أطرافه، فقد قدمه ويده حيث تقعده تلك الإصابة عن العمل وتلزم تحركه بكرسي متحرك.

> إصابة النقيب أبوزيد بخيت كانت في تسعينيات القرن الماضي – منذ ذلك التاريخ يسعى أبوزيد لتركيب أطراف صناعية له بعد إصابته وهو في مهمة وطنية.
> تحركت بعض الجهات بعد أن عرض برنامج (مباشر جداً) في قناة الشروق لطلال مدثر قصة الرجل المأساوية بعد أن تجاوز الستين وأقعدته الإصابة في بيته لا حول ولا قوة له.
> غادر الرجل للقاهرة مطلع هذه الأيام بعد أن ظل صابراً على إصابته تلك أكثر من عشرين عاماً ليسافر أخيراً برفقة ابنه الذي لم يتجاوز الـ (18) عاما للقاهرة من أجل تركيب أطراف صناعية له.
> ما كان ينتظر النقيب أبوزيد بخيت في القاهرة لم يكن يقل عن (اللغم) الذي أصابه في أحد ميادين القتال في جنوب السودان قبل الانفصال.
> أبوزيد كان ينتظره (لغم) آخر في مطار القاهرة – لغم لم ينفجر عليه هذه المرة، بل انفجر على أغلى ما يملك…انفجر اللغم (مجازاً) في ابنه بخيت.
(2)
> وصلت الطائرة التي تقل أبوزيد بخيت لمطار القاهرة عند الرابعة صباحاً.
> دخل أبوزيد بخيت مطار القاهرة الدولي محمولاً على (كرسي متحرك) يحركه به ابنه الوحيد الذي لا يعرف شيئاً في القاهرة بحكم صغر سنه.
> كما أنه كانت المرة الأولى له التي يغادر فيها السودان عبر الطائرة, فقد استخرج له جواز سفر من أجل هذه الرحلة ليكون مرافقاً لوالده إلى القاهرة.
> سلطات المطار في القاهرة قررت أن تترك (الأب) أبوزيد بخيت بكرسيه المتحرك وأطرافه المبتورة وتحبس ابنه (بخيت) بحجة ان (التأشيرة) التي دخل بها للقاهرة تأشيرة مزورة ولم تصدرها السفارة المصرية في الخرطوم.
> الولد الذي يفتقد للخبرات وهو حديث عهد بالمطارات والطائرات تم حبسه وأبعد الأب بكرسيه المتحرك خارج صالة الوصول في القاهرة.
> الأب بوضعيته تلك, لم يكن يعرف إلى أية جهة يذهب وابنه حبيساً في مطار القاهرة ، ليلحظ أحد السودانيين الذين أتوا مع العم أبو زيد بخيت في طائرة واحدة حيرته بعد أن تم احتجاز ابنه.
> ذلك السوداني الشهم أشرف إبراهيم , تولى أمر العم أبوزيد بخيت واستضافه في شقته في القاهرة حتى ينجلي أمر ابنه الذي أعلنت السلطات المصرية وقتها عن ترحيله وإعادته للخرطوم.
(3)
> اجتهد أشرف إبراهيم وصديقه محمد في البحث عن ابن أبوزيد في مطار القاهرة وأبلغا السفارة السودانية في القاهرة والتي تحركت بدورها للبحث عن (الابن) بعد أن جن جنون الاسرة والده ووالدته وابنهم الصغير (بخيت) حبيس مطار القاهرة الدولي.
> السفارة السودانية في مصر عندما وصلت المطار واستفسرت عن ابن ابوزيد بخيت أبلغتهم سلطات المطار أنه تم الاستوثاق من (تأشيرة) بخيت أبوزيد بخيت في اليوم التالي وثبت صحتها وعدم تزويرها ليطلق سراحه.
> هنا فقدت اسرة أبوزيد بخيت صبرها ..وهي تعرف أن الابن بخيت أبوزيد لا يعرف شيئا في القاهرة ولا يملك وسيلة اتصال أو مالاً ليتصرف به بعد إطلاق سراحه.
> تحرك أحد أقارب أبوزيد بخيت في القاهرة وظل يبحث في مطار القاهرة عن بخيت ابوزيد بخيت وهو لا يعرف شكله ليقف ويسأل كل من يشتبه فيه إن كان هو ابن النقيب أبوزيد بخيت.
> الرجل فعل ذلك حتى وجد بخيت ابوزيد وهو حائر في أحد أركان مطار القاهرة لا يدري إلى أية جهة يتحرك ولا يعرف كيف يتصرف.
> لتعود الطمأنينة لأسرة ابوزيد بخيت بعد (فيلم الرعب) هذا الذي شاهدوه في مطار القاهرة الدولي.
(4)
> هكذا هو التعامل مع السودانيين في مطار القاهرة ..يمكن أن يحدث لك ذلك دون ان تكون لك علاقة بالسياسة أو الصحافة.
> يحدث ذلك لرجل فقد أطرافه ويتحرك على كرسي متحرك.
> انتبهوا لما يمكن أن يحدث لكم هناك.

محمد عبدالماجد
الانتباهة


‫5 تعليقات

  1. إنها العلاقات الأزلية والتاريخية واوصر الدم والعمق والأكاذيب والهراء الذي يحدثونا عنه

    على حكومة السودان إتخاذ مواقف أكثر حزما وقوة حتى يتوقف مثل هذا العبث او تتوقف العلاقات الشائهة المهترئة

    كفانا

    والله لا نفقد إلا شوية صحون بلاستيك أو حلل أو حلوى سئية الصنعة

    كفانا

  2. حسبنا الله ونعم الوكيل .ياأخوانا إضعاف السودان واحتقار شعبه هي من ثوابت بقايا أنجاس جيوش نابليون والخديوية

    حتى مع الحكومات السودانية الموالية لشيطينهم .

    إلغاء كل حميميات العلاقات مع هذا الكابوس الأرعن والجدية الجدية كفاية طيبة.

    ناس يفتقرون المبادئ إ أين تعاليم الإسلامإ أين حقوق الإنسان ومذكرات يوسف والي للفرنجة والتي يتهم فيها السودان

    بالاساءة إليها ومعه الكاذب صفوت الشريف لتكبيل السودان وعزله دوليا.

    سوف لن تتوقف مضايقات مخابرات دولة الحقد والكذب فعليكم باللجوء إلى الله بأن يسلط عليهم جم غضبه وسخطه وأن يقصم

    ظهورهم بسييئ السقام والآفات والذل والمسغبة إنه ولي ذلك والقادر عليه.

  3. يا اخواني اليس منكم رجل رشيد?دي قصة تدخل العقل قال عمه راح يلف علية في القاهرة اللي هي 40مليون شخص ولا يعرف شكله من قبل وحصل علية لية قمر صناعي والسفارة السودانية اتحركت بسرعة فقالوا لهم التاءشيرة مزورة وبعدين مش مزورة وفي الاول قللك رجعوه للسودان ولية السوداني البطل اللي بيملك شقة في القاهرة ما اعطاش العنوان للشاب?والمطار عمره ما يترك اي حد الا لضامن معاه الي مؤجج الفتن اتقي الله الفتنة اشد من القتل _ما يلفظ من قول الا لدية رقيب عتيد

    1. أرجو قراءة المقال مرة ثانية فكل أسألتك به ومن أولها لم يقل أنه بحث عنه في القاهرة وإنما قال أحد الأقرباء بالقاهرة يعني المقيمين بالقاهرة وأخيرا وجده بالمطار ..وثانيها السوداني صاحب الشقة وجد الرجل خارج المطار وعرف قصته بعد توقيف الإبن .. وهكذا فقط أعد القراءة مرة ثانية وبتأني..