تحقيقات وتقارير

اوقف على ذمة التَّخطيط لتفجيرٍ بجدة عبد العظيم الطَّاهر.. من الاشتباه إلى البراءة


أخذت العدالة مجراها بعد أقل من عام، ظلَّ فيها حبيساً في السجن بالمملكة العربية السعودية بتهمة التخطيط لعملياتٍ إرهابية، كانت تستهدف ملعب الجَّوهرة بمدينة الملك عبد الله الرياضية، وزارة الداخلية السعودية وضعت اسمه ضمن متهمين آخرين مشتبه بهم، حيث ألقت القبض عليهم بذات التهمة.
قبل ساعات، قدَّمت السلطات السعودية، ورقة إلى عبد العظيم الطَّاهر عبد الله إبراهيم، تطلب منه التوقيع عليها حتى يصبح حراً طليقاً، ويخرج من الحبس الذي قضى فيه عُدَّة أشهر. عبد العظيم نفسه، تحدَّث لـ(السوداني)، عبر الهاتف من المملكة بتحفظٍ وهو يؤكد خروجه من السجن، ويحمد اللهَ على ذلك.

شقيق عبد العظيم الذي يقيم معه في المملكة، اتصلت عليه (السوداني) أيضاً، فأشار إلى أن هنالك إجراءات يقومون بها، مؤكداً براءة شقيقه مما نُسِب إليه، واكتفى بتأكيد الخبر واعداً بالتحدث في وقتٍ لاحق.
عبد العظيم الطَّاهر تم إيقافه أواخر أكتوبر من العام الماضي، بتهمة التخطيط لهجومٍ إرهابي يستهدف ملعب الجَّوهرة في محافظة جدة، أثناء مباراة منتخبي المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية، عبر استخدام سيارة مفخَّخة، تمَّ وضعها في مواقف السيارات التَّابعة للملعب، وبعد أن أحبطت السلطات السعودية المُخطَّط، نشرت صور عبد العظيم برفقة باكستانيين وسوري.
وزارة الداخلية السعودية حينها، ربطت المخطط بأنشطة وتهديدات إرهابية يمارسها تنظيم (داعش) في الخارج، الأمر الذي أسفر عن الإطاحة بالخلية المكونة من أربعة أشخاص، والتي كانت تتخذ من محافظة شقراء منطلقاً لأنشطتها، حيث تركَّزت تلك الأنشطة على استهداف رجال الأمن، ‏فضلاً عن التواصل مع عناصر تنظيم (داعش)، وتلقِّي التعليمات والأوامر منه.
الجهات الأمنية حينها قالت إنها فرضت مزيداً من التعزيزات والتدابير، على موقع الملعب بكامل محيطه، للتعامل الحاسم مع أي حالة اشتباه يتم رصدها، وضاعفت من جهودها الميدانية بحثاً وتقصياً حول الأطراف المشتبه بهم، وأن الشرطة تمكنت من إلقاء القبض على كُلٍّ من: سليمان أراب دين – باكستاني الجنسية، وفارمان الله نقشبند خان – باكستاني الجنسية، وحسَّان عبد الكريم حاج محمد – سوري الجنسية، وعبد العظيم الطَّاهر عبد الله إبراهيم – سوداني الجنسية.

من هو عبد العظيم؟
ما أن نُشرت صورة عبد العظيم الطَّاهر، حتى بدأت رحلة البحث عنه بحسابه في الفيس بوك، وبتتبع معلوماته اتضح أنه من أبناء ولاية سنار قرية ود الرَّكين، يبلغ من العمر (31) عاماً، هو خريج جامعة النيلين، كلية التجارة، كان في الخرطوم قبل أن يغادر مغترباً إلى المملكة العربية السعودية.
صور عبد العظيم، بدت طبيعية في صفحته على الفيسبوك .. ظهر وهو يرتدي نظارة شمسية ويتجول في الحدائق العامة، له أيضاً تواصل مع أصدقائه في الصفحة، جمعته صورة مع الفنان جمال فرفور في عام 2014م، وبدا سعيداً بها، حيث ظلَّ ينشر صور فرفور في مناسباتٍ مختلفة.
له صور مع أصدقائه في بعض الرحلات وتعليقات مختلفة من أبناء دفعته.

اختفاء تدريجي
منذ عام تقريباً، اختفى عبد العظيم من صفحته في (الفيسبوك)، وظلَّت التهاني بمناسبة عيد ميلاده الموافق 15 أبريل، تتوالى على صفحته، لكنه لم يرد على تهاني الأصدقاء. وبعد فترة أبدل صورته الشخصية التي كان يرتدي فيها بنطالاً وقميصاً في مكانٍ عام، بصورةٍ يرتدي فيها جلباباً في مسجد.
“مطول الغيبة لي؟”، كان هذا سؤالاً مُوجَّهاً إلى عبد العظيم، لكنه لم يُجب عليه!

الإيمان بالعدالة
الخبر الذي وصل إلى الأسرة شكَّل عنصر مفاجأة بالنسبة لها. (السوداني) حاولت الاتصال بالأسرة والتي نقلَ مُقرَّبٌ عنها، أنها رفضت الاتهام جملةً وتفصيلاً، وأكدت أن ابنها لا علاقة له بالتنظيمات الإرهابية، وأن إلقاء القبض عليه من قِبَل الشرطة السعودية، جاء لأنه يسكن مع مجموعة من الباكستانيين الذين أُلقي القبض عليهم بهذه التهمة. وأكدت الأسرة براءة ابنها من الحادثة، وتحدث شقيقه أن عبد العظيم كان ينوي الزواج، وبدأ في تجهيز نفسه، غير أن الحظ العاثر وقف أمامه.
جميع أصدقاء عبد العظيم ظلَّوا يكتبون في صفحاتهم عن براءة صديقهم، مؤكدين أنه رجلٌ خَلوقٌ، مُتدّين ومُحترم ولم يظهر منه ما يثير حفيظة أحد.
وعلى مدار أشهر، ظلَّت أسرته صامتة، تدعو اللهَ ليلَ نهار أن يفرج على ابنها، وكان شقيقه مزمل على ثقةٍ من براءة عبد العظيم من التهم الموجهة إليه قائلاً: إن العدالة ستظهر عاجلاً أم آجلاً، وهو ما حدث، حيث أطلقت سراحه السلطات السعودية رغم إبقائها على متهمين آخرين.

تقرير: لينا يعقوب
السوداني


‫2 تعليقات

  1. الآن
    بعدما حصل الحصل
    هل هناك تعويضات عن
    السمعة
    السجن
    المرمطه
    كل ما حاق من تأخيره عن العمل اسرته غربته
    يجب ان يكون هناك جزاء مثل ما كان هناك عقاب خاطي
    على السفارة السودانية ان تقوم بدور كبير بارسال محامي لهذا الشخص وان تقف معاه في محنته
    ورد حقه المسلوب
    ما اقبح ظلم البريء