تحقيقات وتقارير

دولة الجنوب .. انطلاق الحوار الوطني بمن حضر


انطلاق الحوار الوطني وسلفا يحذر المعارضة من تخريبه
سلفا يعلن وقفاً أحادياً لإطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين

مسلحون مجهولون يعتدون بالضرب على نساء
منظمات إنسانية: ارتفاع الإصابة بالكوليرا في جوبا

فشلا تتحول إلى مدينة أشباح وتغلق أبواب مدارسها

انطلقت في دولة جنوب السودان عملية الحوار الوطني، بعد تأجيل طويل انتظارًا لإلحاق الأحزاب المعارضة الرافضة للعملية

وحذرت جوبا الجماعات المعارضة المسلحة التي ترفض الانضمام إلى الحوار من محاولة تخريب العملية السياسية التي تقودها الحكومة وشددت على عدم التسامح معها، ووفقاً لأعضاء بارزين في الفريق المنظم، فقد أعطى رئيس البلاد سلفاكير تعليماته للجهات المعنية لتوفير الدعم والخدمات اللوجستية اللازمة للجنة الحوار الوطني.

وقال المستشار الرئاسي للشؤون العسكرية دانييل أويت أكوت “إنني سعيد أن أطلع شعب جنوب السودان عبر وسائل الإعلام على أن لجنة الحوار الوطني بدأت أعمالها أمس.

وأضاف: ” لن يكون فقط في جوبا وحدها، بل هو حوار من القاعدة إلى القمة، ومن ثم سيبدأ حوار وطني عام في جميع الولايات في جميع أنحاء البلاد.

وأشار المسؤول إلى أن حكومة جوبا لا يمكن أن تجبر أحزاب المعارضة على الانضمام إلى الحوار الوطني، مؤكداً أن أي محاولة لتقويضها لن تنجح بسبب الدعم السياسي والاجتماعي الكبير الذي تحظى به من الشعب.

وفي الوقت نفسه قال السكرتير الصحفي للرئيس في بيان “إن مكتب الرئيس يناشد جميع أعضاء اللجنة التوجيهية بمن فيهم الرئيسان المشاركان ونائب الرئيس والمقررون والأمناء الحضور للتوقيع.

وفي الوقت نفسه حث إيمانويل مالو دينغ الكاهن الكاثوليكي المسؤول عن باريش جوردهيم في أويل شرق الزعماء السياسيين في البلاد على استخدام الحوار الوطني كفرصة لحل الخلافات ودعا الزعماء الدينيين إلى المثابرة في دورهم كمعلمين من خلال الوعظ والحب والأخوة داخل الأسر والمجتمعات وأماكن العبادة.

كما دعا دنغ جميع أتباع الجماعات الدينية المختلفة إلى زيادة “تصميمنا المشترك على مواجهة الأيديولوجية اللاإنسانية والوحشية.

وقال جمعة عبد الله، وهو مسلم جنوب سوداني ، إن المسيحيين في حالة من العنف والأزمة العميقة يجب أن يسعوا جاهدين لإظهار الرحمة والشفقة.

ثم ذهب إلى الاستشهاد بالأمثلة الكتابية للسامري الصالح. “طوبى هو رجل سخي لأن ذكرى الصالحين يسكنون إلى الأبد). كما استشهد بالقرآن الكريم.

وواصل عبد الله التأكيد على أهمية “الأخوة الشاملة والشاملة”، مع دعوة القادة السياسيين والعسكريين إلى “كسر دوامة العنف والكراهية”.

قرارات رئاسية
أعلن سلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان وقف إطلاق النار من جانب واحد، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، بالتزامن مع انطلاق عملية الحوار الوطني بالعاصمة جوبا أمس الإثنين.

وقال كير خلال كلمته بمناسبة تدشين فعاليات الحوار الوطني، “أعلن عن وقف إطلاق نار أحادي منذ اليوم، كما أوجه قيادة الجيش الشعبي جيش البلاد لتنفيذ هذه التوجيهات.

وأضاف: “كلنا يعلم بأن وقف إطلاق النار الأحادي غير ملزم للطرف الآخر (القوات المعارضة بقيادة نائبه السابق ريك مشار)؛ لذلك فلنا حق الدفاع عن النفس حال تعرضت مواقعنا لهجوم.

وتابع قائلًا: “كما أوجه الأجهزة الأمنية بعدم اعتقال أي من قادة المعارضة الذين يبدون رغبتهم في الانضمام لعملية الحوار في جوبا”.

تأجيل متكرر
وكانت جوبا أعلنت تأجيل الحوار عدة مرات آخرها بسبب تغيب أعضاء اللجنة، وقال السكرتير الصحفي أتيني ويك، آنذاك إن أعضاء اللجنة البالغ عددهم 91 عضواً، لم يحضر منهم لأداء القسم الإثنين الماضي سوى أقل من 30 عضواً، الأمر الذي أدى إلى تأجيل أداء القسم إلى أجل غير مسمى، ورجح ويك أن يتم أداء القسم الأسبوع المقبل في حال حضور 50 عضواً من أعضاء اللجنة.
من جانبه أرجع الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المكلف، بجنوب السودان، موسى المك كور، أسباب تأخر عملية الحوار الوطني الذي دعا له الرئيس سلفا كير العام الماضي، إلى عدم نضوج فكرة الحوار نفسه في أذهان من طرحوا الفكرة، بعد أن أشاد بفكرة الحوار من حيث المبدأ، وأكد كور عدم مشاورتهم او إشراكهم في لجنة الحوار الوطني التي شكلها كير للمرة الثانية في الشهر الماضي.

اعتداء وضرب
لقيت امرأة مصرعها إثر تعرضها هي وأخريات لضرب مبرح من قبل مسلحين مجهولين جنوب منطقة أبيي المتنازع عليها مع السودان.

وقال المستشار الأمني لإدارية أبيي، كول لوال، إن عددا من النساء خرجن لجلب القش جنوب مدينة أبيي قبل أن يعترض طريقهن مسلحون قاموا بضربهن ما تسبب في مقتل واحدة وإصابة أخرى إصابات طفيفة تمكنت من الوصول إلى أبيي، مبيناً أنهم أبلغوا قوات اليونسفا بالحادث.

اختفاء صحفى
اختفى الصحفي والكاتب في كل من جريدتي المسار والتعبير الموقوفتين سابقاً باطوم أويل في ظروف غامضة بمدينة جوبا منذ الأمس ولا يعلم له في مكان حيث اقتيد من قبل جهات مجهولة.

في وقت تشير فيه أصابع إلى جهات أمنية ذات صلة بالحكومة وأنها وراء اختفاء الصحفي المفقود.

الكوليرا في جوبا
أكدت منظمة أطباء بلا حدود، انتشار وباء الكوليرا في جوبا عاصمة البلاد وقالت المنظمة إنها تلقت ما يزيد عن 200 حالة جديدة في جوبا وحدها بعضها في مراحل متأخرة .

وأضافت المنظمة في بيان صادر عنها أن المصابين يعانون من جفاف حاد وحالتهم الصحية حرجة.

وأكدت المنظمة أنها تستقبل يومياً 15 حالة إصابة بالكوليرا تقريباً، مشيرة إلى أن أغلبهم من النازحين.

تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية، قد سجلت نحو 3500 حالة إصابة بمرض الكوليرا في 6 ولايات بدولة جنوب السودان من بينها جوبا).

اعترافات رئاسية
أكد سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان على دعم دول المنطقة بما في ذلك الدور الذي لعبه المصريون والشعب المصري في إحراز تقدم في دعم الأمن والاستقرار في بلاده.

سلفاكير فى تصريحات صحفية قال: لقد تم تنفيذ معظم القضايا الرئيسية، ولكننا الآن ندخل مرحلة حرجة، ونحن بصدد دمج القوات المشار إليها في الاتفاق في الجيش، وهذا هو الآن قيد التنفيذ ويتطلب دعماً من المنطقة والمجتمع الدولي من حيث التدريب حتى نحول الجيش إلى مؤسسة خدمة مهنية.
وأشار سلفا كير إلى أن مصر مازالت حليفاً إقليمياً مهماً في الدعم الفني لتدريب وتجهيز الجيش بالمهارات والقدرات العسكرية الضرورية وخاصة في الوحدات الجوية والنهرية في الجيش. وأكد السفير المصري لدى جوبا أحمد عدلي أن القاهرة لاتزال مستعدة لمواصلة تقديم الدعم لجنوب السودان.
ودعا سلفا كير إلى تقديم الدعم الدولي لجهود الحكومة لتنفيذ اتفاق السلام الموقع في أغسطس 2015 بينه ونائبه السابق رياك مشار، مشيراً إلى أن الاتفاق يدخل مرحلة حرجة.
إبادة جماعية

قالت زوجة النائب الأول السابق وزعيم المعارضة المسلحة في جنوب السودان رياك مشار إنجلينا تيني، إن الإبادة الجماعية ما زالت مستمرة في جنوب السودان الذي يواجه فيه عشرات الآلاف من المواطنين الجوع.

وأعربت إنجلينا في مقابلة تلفزيونية لإحدى القنوات المحلية بأستراليا التي تزورها حالياً، أعربت عن قلقها إزاء قرار الحكومة الاسترالية خفض حجم المساعدات الخارجية في ميزانيتها الأسبوع الماضي، مناشدة المجتمع الجنوب سوداني بأستراليا بضرورة التوحد.

مدارس مهجورة
شكا محافظ مقاطعة فشلا بولاية بوما الجديدة وفقاً للتقسيم الإداري الجديد بجنوب السودان، جاي ادينجورا، من سوء أوضاع التعليم بالمقاطعة، وأرجع ذلك لتردي الأوضاع الأمنية والذي بدوره أجبر الأسر على الفرار لدولة أثيوبيا المجاورة بحثا ًعن الأمن والتعليم لأبنائهم.

وقال المحافظ أن هنالك (8) مدارس أبوابها مفتوحة الآن من جملة (21) مدرسة، كاشفاً عن (16) فقط الآن يعملون في هذه المدارس، مضيفاً أن ضعف الأجور وتأخرها أيضاً دفع المعلمين لهجرة المهنة، مناشداً جهات الاختصاص للتدخل لإنقاذ التعليم في فشلا.

تصريحات مكوي
أعلنت الحكومة في جنوب السودان أن التوقيع النهائي للاتفاق بين شباب دينكا بور ومورلي بالعاصمة جوبا.

وقال وزير الإعلام مايكل مكوي إن الاتفاق النهائي بين شباب دينكا بور ومورلي سوف يتم التوقيع عليه اليوم الإثنين بجوبا وفقاً للتقرير الذي قدمه رئيس لجنة الصلح أمام مجلس الوزراء والذي زار المنطقة الأسبوع الماضي برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية تعبان دينق، وأضاف مكوي أن بعد التوقيع على الاتفاق سوف يتم عقد موتمر للسلام يجمع مجتمع بور وبيبور والولايات المجاورة من أجل الخروج بحلول.

من ناحية أخرى قتلت امرأة بمدينة بور وذلك إثر تبادل إطلاق نار عشوائي من قبل المئات من الشباب المسلحين العائدين من ولاية بوما معقل قبيلة المورلي .

وأكد دينق قرنق محافظ مقاطعة بور غرب أن المرأة أصيبت أثناء تبادل إطلاق النار من طرف الشباب العائدين من ولاية بوماً، مبيناً أن المرأة توفيت متأثرة بجراحها قبل أن تصل إلى مستشفى بور التعليمي، مشيراً إلى إطلاق النار العشوائي من قبل الشباب العائدين تسبب في إحداث رعب وهلع وسط المواطنين بمدينة بور.

ارتياح في أويل
أعرب عدد من مواطني مدينة أويل حاضرة ولاية شمال بحر الغزال سابقاً ومسقط رأس رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي المقال فول ملونق أوان ، عن ترحيبهم بالمصالحة بين رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت ورئيس هيئة أركان جيشه المقال ملونق أوان.

وقال القس دانيال مارش ييل في تصريح لراديو تمازج إنهم يرحبون بالمصالحة التي تمت بين الرئيس ورئيس هيئة أركان الجيش الشعبي المقال فول ملونق أوان، وأوضح بأنهم كانوا يصلون من أجل المصالحة وبالفعل المصالحة بين الرجيلين تمت بحمد الله، وأضاف أنهم كرجال دين “مبسوطين” بسبب المصالحة بين الإثنين.

وفي السياق قال باولينو أكول مدير البرامج بمنطمة أويل للتنمية، إن السلام والمصالحة مسألة ضرورية، وذكر رئيس جنوب السودان سلفاكير ورئيس هيئة أركان جيشه السابق فول ملونق بأن جنوب السودان أكبر منهما وأكبر من الجميع وبالتالي السلام هو الحل بدلاً من الخلافات الشخصية.

يذكر أن رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي السابق فول ملونق غادر مدينة جوبا عقب إقالته وهو في طريقه إلى أويل لكن تدخل عدد من أعيان منطقة يرول لإثنائه للعودة إلى جوبا مجدداً قبل أن تعلن رئاسة الجمهورية من جانبها بأن الطرفين توصلا لمصالحة الأسبوع الماضي.

صحيفة الصيحة