سياسية

بتشريف مساعد الرئيس.. إعلان ولاية البحر الأحمر خالية من الألغام


ظلت الألغام مشكلة مستعصية على عدد من الولايات المختلفة بالبلاد، الأمر الذي أعاق سير التنمية في تلك المناطق. وخلفت الألغام أعداداً كبيرة من الضحايا طوال السنوات الماضية، غير أن جهود المركز القومي لمكافحة الألغام كانت متصلة بموازاة ذلك، بنجاحات متتالية في عملية نزع الألغام، تم تتويجها بإعلان ولاية البحر الحمر خالية من الألغام الأرضية في احتفالية أنيقة مساء، أول أمس (الأربعاء)، بتشريف مساعد رئيس الجمهورية “موسى محمد أحمد”، ووزير الدولة بوزارة الدفاع الفريق “علي أحمد سالم”، ووالي البحر الأحمر اللواء “علي حامد” وأعضاء حكومته وممثلي المنظمات العاملة بمجال المكافحة.
كلمات الحضور خلال الاحتفالية لم تخل من الأرقام التي تعكس لغة الواقع، وأشارت إلى أنه لا يزال هنالك حوالي (26) مليون مربع، ملوثة بالألغام يتوجب العمل على إزالتها، بجانب شرح وافر لسيرة الأعضاء الذين لقوا حتفهم بفعل الألغام، بجانب إلقاء الضوء على كيفية محاربة هذا الخطر، الذي يشكل هاجساً مزعجاً خاصة لسكان شرق السودان.
{ إعلان المناطق الخطرة
وفد كبير ضم ممثلي المنظمات وعدداً من أعضاء المركز القومي لمكافحة الألغام انطلق في وقت باكر من صباح (الثلاثاء) الماضي عبر بص سفري خاص لحاضرة الولاية، بورتسودان، التي وصلها في السابعة مساءً.. قطعاً كانت بعض تغييرات قد طرأت على الولاية، تلفت النظر، فثمة بعض الأشياء الجديدة التي ظهرت على الأسواق والكورنيش، بجانب غياب زخم بعض المشاريع التي قامت في عهد الوالي السابق.. الأجواء معتدلة مقارنة بالعاصمة الخرطوم.. في الثامنة من مساء أول أمس (الأربعاء) تزين الكورنيش الكبير بمعرض أنيق للبعثات المشاركة بالفعالية، بجانب “صيوان” كبير تم نصبه منذ وقت باكر من ظهر ذات اليوم.. الحضور بدأ بالتوافد منذ الثامنة، تعبيراً عن حرصهم على الحفاوة بهذه المناسبة الكبيرة المهمة، التي يجهل قيمتها الكثيرون، ربما لضعف الإعلام المسلط على جهود مكافحة الألغام.
وخلال مخاطبته الاحتفال أعلن مساعد رئيس الجمهورية “موسى محمد أحمد”، تطهير المناطق المسجلة بالولاية خالية من الألغام الأرضية، مبيناً أن إعلان ولاية البحر الأحمر خالية من الألغام الأرضية، يأتي تأكيداً لجهد الدولة المتقدم في مجال العمل الإنساني، وتابع: (تقارير المؤسسات الدولية العريقة تشير إلى تقدم البلاد في مجال العمل الإنساني ومكافحة الألغام)، وأشار إلى أن إعلان المناطق الخطرة بالولاية يشكل رسالة واضحة عبر أجهزة الإعلام، مفادها أن السودان ماضٍ في التزامه باتفاقية (اتوا)، ويسعى مع إسهامات الشركاء، للوصول إلى غاية إعلانه خالياً من الألغام والذخائر غير المنفجرة في العام 2019م، ونبه إلى أن إعلان البحر الأحمر يفتح الباب أمام حكومة الولاية لتنمية الإنسان وترقية الخدمات وتطوير البيئة المحلية لإحداث التقدم، وأضاف إن “معاناة السودان مع الألغام بدأت منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أن الدولة ماضية لتحقيق شعار (نحو سودان خالٍ من الألغام). وأكد أن برنامج إعمار ولايات الشرق يمضي قدماً في مساراته الصحيحة الموضوعة له، وعدّ إعلان ولاية البحر الأحمر خالية من الألغام يؤكد جني ثمار برنامج إعمار الشرق، التي أصبحت واضحة للعيان. وثمن مجهودات الشركاء والمانحين والمنظمات الوطنية وحكومة الولاية
من جهته، قال والي ولاية البحر الأحمر اللواء “علي حامد” إن وجود الألغام في أية منطقه خطر يعطل التنمية، مشيراً إلى التكاليف الباهظة لعمليات التطهير من الألغام، مما استدعي الاستعانة بالشركاء والمانحين، وتعهد بتقديم الدعم للضحايا واستقطاب الشركات للاستثمار بمختلف المجالات في المناطق التي تم تطهيرها.
{ سودان خالٍ من الألغام
وأعلن مدير المركز القومي لمكافحة الألغام العميد “عامر عبد الهادي” انضمام جميع المناطق المسجلة خطرة البالغة (55) منطقة إلى خارطة الإنتاج بالولاية، مؤكداً استمرار العمل لإعلان ولاية كسلا خالية من الألغام بنهاية العام الحالي، مشيراً إلى أن عدد ضحايا الألغام بالولايات الشرقية بلغ (548) ضحية منهم (58) من ولاية البحر الأحمر، متعهداً بدعم ضحايا الألغام بالمناطق المتأثرة. وأكد ممثل الأمم المتحدة “حبيب الحق جافيد”، وجود حوالي (26) مليون متر مربع ملوثة بالألغام في البلاد، وشدد على أهمية العمل على إزالتها حتى يصبح السودان خالياً من الألغام، وقال إن السودان أحرز تقدماً ملحوظاً في الالتزام باتفاقية (اتوا). ولفت إلى أن إعلان خلو ولاية البحر الأحمر من الألغام يؤكد التزام السودان بالاتفاقية، وأضاف: (نتطلع لإعلان كسلا قريباً خالية من الألغام)، مشيراً إلى إمكانية إزالة الألغام في جنوب كردفان والنيل الأزرق في حال تحسن الأمن، ممتدحاً دعم المانحين.
{ جهود المركز القومي
بدوره عبر وزير الاستثمار بالولاية عن سعادته بإعلان البحر الأحمر خالية من الألغام، وأشاد بالجهود المبذولة من المجلس القومي لمكافحة الألغام، وعد تأثير الأمر على الاستثمار كبيراً، الذي سيظهر خلال الفترة المقبلة.
وتخللت أمسية الاحتفالية فواصل غنائية، بجانب تكريم عدد من الشخصيات الحاضرة، وبدا واضحاً الاهتمام الكبير الذي حظيت به الأمسية التي أقيمت بالكورنيش جوار رئاسة شرطة الولاية، وذلك من خلال الإقبال الكبير للجماهير والتنظيم الجيد لها، وتخللتها فواصل غنائية حماسية تفاعل معها مساعد الرئيس والحضور، هذا بجانب الوفد الإعلامي الضخم التي رافق بعثة المركز القومي من الخرطوم، وضم عدداً كبيراً من ممثلي الصحف والفضائيات.
عدد كبير من المواطنين تحدثوا لــ(المجهر) وعبروا عن سعادتهم البالغة بهذا الإنجاز الذي يحسب للمركز القومي لمكافحة الألغام، وعدوه نصراً كبيراً يضاف إلى سلسلة الإنجازات، ويحمل بشريات للمواطنين بأن يتجولوا كيف ما شاءوا وأين، بعد أن تلاشت هواجس الخوف، بجانب أنها ستكون خير سند لاستمرار عجلة التنمية ودورانها، بعد أن تم الإعلان عن الولاية بكاملها خالية من الألغام الأمر الذي سيوفر، أيضاً، فرصة للمستثمرين لارتياد هذه المنطقة البكر والواعدة بالخير.

المجهر


تعليق واحد