رأي ومقالات

أسد البراري: فقدنا شهداء قبل أيام، رووا بدمائهم الطاهرة أرض الوطن، وللأسف كانت طلقات الغدر مصرية


(آخر التصريحات الساذجة خرجت من “مفكر” كبير – معروف تاريخه – بأن إحتلال السودان لن يأخذ أكثر من ٤٨ ساعة فقط !، فهذا ” القطّ الذي يحكي إنتفاخاً صولة الأسد، لم يقرأ التاريخ ولا يعرف السودان).

إن النظرة العسكرية، خاصة تلك التي تنظر للحروب وكيفية الإنتصار فيها، تختلف تماماً عن جمهور الفلاسفة، وخبراء “النباح” الإعلامي، فقطعان الكتّاب والخبراء والإعلاميون في القنوات يخرجون يومياً يهددون ويتوعدون ويقسمون بأغلظ أنواع القسم، أن “تأديب” السودان لن يأخذ أكثر من ساعة، وآخر مسافة السكة للخرطوم، وأخيراً مصطلح ٤٨ ساعة.

– هؤلاء من محبّي “النفخ” الإعلامي، هم مثل القطّ الذي يتنمر عندما “ينحشر” في الزاوية ويجد أن لا مفر له، فالدليل القاطع والباين علي الدعم المصري للمرتزقة، ليس بجديد، وتاريخ مصر في دعم الحركات الإنفصالية في القارة ليس وليد اللحظة، وبالفيديو نستطيع يومياً أن نخرج ونثبت دعم المخابرات المصرية لحركات إنفصالية في القارة الإفريقية وغيرها، ولكن هذا لا يعنينا بشئ، فهناك الكثير من الدول التي لجمت هذه الأفعال الصبيانية بالضربة القاضية، وجاء دورنا في هذه الضربة التي تردع تلك الأفعال والمهاترات الصبّيانية.

– علي سبيل المثال ومن ناحية عسكرية بحتة، ومقارنة بسيطة جداً، وبعدها صاحب العقل يميز، إبان وصول جنودنا المشاركون في عمليات #إعادة_الأمل، أول مهام القوات السودانية في #عدن كان هو تدريب الجيش اليمني، وتكوين النواة الأولي للجيش، فكان المدربون من قواتنا، يدربون الدفعات من الجيش اليمني في ستّة أشهر فقط، وكان هناك تخريج كل ستّة أشهر لدفعات جديدة من الجيش اليمني الوطني الذي يصول الآن في جبال صعدة، وأحياء تعزَ، والحديدة، والمخا وحضرموت، والمكلأ، وأسوار صنعاء …. إلخ، هذا التقدم الكبير للجيش الوطني اليمني، جاء نتيجة لتدريب الجيش السوداني له في ستّة أشهر فقط.

– ومن الناحية الأخري كما قلنا مراراً تكراراً أن المخابرات المصرية وضباط الصاعقة المصريون يدربون المرتزقة في #ليبيا، والهجوم الأخير الذي جاء عبر المحاور من ليبيا ودولة جنوب السودان، تدربت هذه القوات لمدّة ثلاث سنوات كاملة وبضعة أشهر، وتم دحرها في ٤٥ دقيقة فقط في معارك #وادي_هور و #عشراية، وتم كنس كل هؤلاء الخونة والمرتزقة بالرغم من كل العتاد الحربي والترسانة العسكرية الضخمة التي عرضناها، والتي دمرناها علي طول الصحراء من الحدود مع ليبيا إلي وادي هور.

– هذه المقارنة من الناحية العسكرية تريك أخي الكريم الفرق بين التدريبين، بعيداً عن أي عنتريات إعلامية وتهديد ووعيد علي شاكلة الذي يتم هذه الأيام من القطط المتنمرة بعد هذا الدعم الواضح والعلني، حيث لم يخرج حتي اللحظة أي مسؤول مصري ويقول أن هذه المدرعات ليست مصرية، ولم يوافقوا حتي اللحظة علي لجنة تحقيق إقليمية لتثبت أو تنفي هذا الدعم، وهو ما يؤكد أن الحجّة المصرية تدور فقط في فلك النفي الإعلامي لا غير.

– الدعم المصري للمرتزقة في السودان ليس بجديد، فأيام حرب الجنوب في التسعينات وبداية الألفينات، كانت شركة #الأمل للنقل البحري التابعة للرئيس المصري السابق “حسني مبارك والمشير أبو غزالة”، تنقل الأسلحة الأمريكية إلي ميليشيات الهالك “جون قرنق”، وأعلن “قرنق” هذا علي رؤوس الأشهاد، وأيضاً وقتها كان هناك حديث مضحك عن “إحتلال” السودان بكتيبة مظلات وغيرها من العبارات المضحكة التي لم ولن تتحقق علي أرض الواقع.

– في ظل هذه الأدلة الدامغة علي دعم مصر لزعزعة أمن وإستقرار السودان، لم تقدم مصر حتي اليوم – ونؤكد علي ذلك – لم تقدم أي دليل ملموس أو أسماء أو صور أسلحة ضبطت جاءت من السودان لزعزعة أمن وإستقرار مصر، في حين أن الأسلحة المصرية كانت تضبط في جنوب السودان سابقاً وهاهي مدرعات الجيش المصري في دارفور “صورة وصوت”.

– وعندما نقدم أدلتنا يخرج إلينا جمهور “السفهاء” بالتهديد والوعيد والشتائم فقط، دون دليل أو تحليل منطقي للأحداث حتي، وآخر هذه التصريحات الساذجة خرجت من “مفكر” كبير – معروف تاريخه – بأن إحتلال السودان لن يأخذ أكثر من ٤٨ ساعة فقط !، فهذا ” القطّ الذي يحكي إنتفاخاً صولة الأسد، لم يقرأ التاريخ ولا يعرف السودان، فعليه بمراجعة تاريخ أجداده الذين جاءوا مع الإستعمار الإنجليزي وما حدث لهم، وعليه أن يدرس إختراق المربع “الإنجليزي” وماذا فعل أبطال السودان من الثوار إبان ذلك الوقت، وليقرأ، كيف إعترف الأنجليز في مذكراتهم عن شجاعة السودان وثواره الذين كانوا يستردون المدن واحدة تلو الأخري “رجالة” من أيدي المستعمر الإنجليزي وأدواته المصرية، وعليه أن يراجع تاريخ أجداده الذين كال لهم المستعمر الأنجليزي الثناء والشعر وهم يذودون عن حمي “بيوت وثكنات” ضباط الجيش الإنجليزي في ربوع السودان، وكيف كان يدفع لهم المستعمر لمحارق ثوار المهدية، وليس كما يصور لهم إعلامهم المريض بأن السودان كان يوماً جزءاً من مصر، فمصر نفسها حتي اليوم لا تمتلك أي عيد إستقلال، لأنها لم تخرج المستعمر بالقوة إنما خرج طوعاً عكس السودان الذي نال إستقلاله – عنوة وإقتدراً – قبل مصر بعشرة سنوات كاملة.

– وعليه، ونود أن نلفت نظر ساسة العقلية الخديوية تلك، أن ٤٨ ساعة، هذه، فقط في مخيلاتكم المريضة، وإن كان هناك من يريد أن يجرب فلسنا في المريخ، وعليه بدخول معترك رمالنا وسيري ما يسّره بإذن الله تعالي، حتي لا تكون تهديدات كغيرها من تصريحات بغبغاوات إعلام الصدور العارية.

– ختاماً وحتي لا يتهمنا البعض بإشعال نار الفتنة وغيرها من الذين يريدون لنا “السكوت المذل” للتصرفات المصرية، نحن لا نهاجم الشعب المصري أبداً، ولسنا في حاجة لذلك، نحن فقدنا شهداء قبل أيام، إخوة لنا، رووا بدمائهم الطاهرة أرض الوطن، وللأسف كانت طلقات الغدر هي #مصرية، وهو بالعرف العسكري الواضح هو إعتداء سافر علي سيادة السودان، ويجب الردّ عليه، وما نفعله هنا في صفحتنا المتواضعة هو أضعف الإيمان، لذا لا يزايد علينا أحد من أصحاب وأد الفتنة، وهل هناك فتنة وغدر أكبر من أن ترسل سلاحك لدولة جارة لتقتل بها شعبها؟

– عموماً نختم ونقول أن السودان، لن يؤتي من أي جهة أو جبهة كانت، وطالما هناك نفس في قواتكم المسلحة فلن يطأ أي أحد أرضنا دون أن يوسد في التراب دفينا، ورمال وادي هور وقبلها قوز دنقو وقبلها غابات الجنوب تشهد علي ذلك، وكل من يريد أن يجرب فنحن مستعدون، والله أكبر والعزّة للسودان، والله أكبر ولا نامت أعين الجبناء.

بقلم
أسد البراري


‫5 تعليقات

  1. يا استاذ أسد البراري أثبت فعلا. انك وطني وسوداني. أ صيل. أحيي فيك هذه الوطنية وارجو من اللة أن. يوفقنا لخدمة هذا الوطن. وإن نعي هذا الدرس جيداً. وإن يوفقنا الله في توحيد شملنا. ورد كيد الكائدين. و الخونة والمتامرين.

  2. (فلن يطأ أحد ارضنا دون ان يوسد في التراب دفينا) وماذا عن حلايب وشلاتين؟؟

  3. سودان مين؟ دي مصر بصاروخ تدكهاههههه قال سودان قال .انتم مصدقين نفسكم بجد ابقوا اتغطوا كويس قبل ماتناموا الا شكلكم بتحلموا