تحقيقات وتقارير

تصاديق المطاعم في رمضان.. مواطنون بين مطرقة (الظروف) و(سندان) المحلية.. من يدفع الثمن؟


تصاديق المطاعم في رمضان..
مواطنون بين مطرقة (الظروف) و(سندان) المحلية.. من يدفع الثمن؟
حيدر: التسعيرات التي فرضتها المحلية مقابل العمل غير مناسبة..!!
عائشة: الإيجارات هذه المرة بلغت نسبة مرتفعة جداً مقارنة بالسنوات السابقة..!!
عز الدين: حركة البيع والشراء ما بين 50 و60%
ماجدة: على الجهات المعنية أن تراعي الجانب الإنساني أكثر من كونه مصلحة اقتصادية انتهازية نفعية !

اشتكى بائعو الأطعمة بالمحلات المفتوحة والكافتريات التي تعمل في نهار رمضان من الرسوم التي فرضتها المحلية كصكوك ترخيض وإيجارات مقرين بأنها باهظة وخيالية ولم تراع حاجة الإنسان والظروف التي أجبرته على العمل في الشهر الفضيل، وقطع الكثيرون أن هنالك كثيرا من الجبايات غير المبررة وتسعيرات مقابل العمل غير مناسبة لحجم المعاناة والمجازفة في تدبير رأس مال، مطالبين بتخفيض نسب الإيجار واستثناء كثير من الحالات خاصة النساء لأنهن صاحبات الحاجة الماسة ومنصرفاتهن كثيرة، موصين الجهات المسؤولة والمعنية بالعدول وتخفيف الضغوط على المواطن، بل قطعوا أن يكون التعامل بجانب إنسانى يراعي أمر الكل ويضع اعتبارات متأنية، أكثر من كونه مصلحة اقتصادية انتهازية كي يستفيد منه قلة من بعض المنتفعين. وفي الغالب أصحاب الأعذار وغير المسلمين هم من يدفع الثمن:

تأرجح
بشارع القصر عوالم من الدهشة تنتابك، بل تلجمك الدهشة عند دخولك ما يسمى بحوش الفاطرين، على بدء توقفنا بالقرب من امرأة متقدمة في العمر ودخلنا معها في نقاش حول الرسوم التي فرضتها المحلية وهل هي تكفي لاحتياجاتهم، رفضت التحدث معنا وكانت إجابتها بأننا سوف نقوم ببث صورتها عبر التلفزيون ولكن حاولنا مرارا وتكرارا بأننا نريد عكس القضية دون أن تتضرر منها حتى موافقتها شريطة أن لا نذكر اسمها، وعادت وقالت اسمها عائشة منصور وتعمل بائعة أطعمة تزاول عملها لنحو عامين طوال تلك المدة تتأرجح الإيجارات والأسعار، لكن في هذه المرة بلغت سعراً مرتفعاً جداً مقارنة بالسنوات السابقة، مقرة بأنها دفعت في هذا العام مبلغ 5 ملايين جنيه، وأضافت: رغما عن ذلك العمل لا يكفى التزاماتي الأسرية والظروف الاقتصادية هي السبب والدافع أن أتحمل وأعمل تحت هذا الضغط العالي، التكلفة مقارنة بالعمل في العام الماضي غير مجدٍ، مشيرة إلى أنها عادت للمرة الثانية عسى ولعل العام الحالي يكون أفضل من العام الماضي، وعن فترة العمل بالموقع أوضحت أنهن يعملن منذ الصباح حتى الساعة الرابعة أو الخامسة لعدم وجود إضاءة تجعلهن يزاولن نشاطهن ليلاً، لافتة إلى أن هنالك بعضاً من العاملات يخرجن نحو الشارع لمواصلة العمل.

شكاوى
بالطبع لم يكن هذا النموذج الأول بل هنالك نماذج أخرى، فمثلا بجوار الكمبوني يجد الإنسان ضالته وتتوفر فيه الوجبات فضلا عن المطاعم التي توجد بالعاصمة وتكون معظم هذا المطاعم بتراخيص لمزاولة العمل حيث هنالك من لا يستطيعون الصيام ويحملون رخصة والبعض من غير المسلمين، فبإحدى الكافتريات بسوق أمدرمان استوقفنا أحد العاملين بإحدى الكافتريات وسألناه عن شكل العمل في نهار رمضان إلى ماذا يخضع وكانت إفاداته بأن المشكلة في الترخيص إذا كنت تحمل الرخصة يمكنك العمل من دون التخوف من المحلية فقط لديك التزامات تقوم بدفعها من رسوم ويكون الأمر طبيعيا جدا. عز الدين “بائع عصائر” تحدث بسخط وبين خلال حديثه أنه لأول مرة يعمل في هذا المكان، وقال: قمت بالإجراءات الاعتيادية المعروفة، أولها إيجار المحل الذي بلغ قيمة “3” آلاف جنيه، ومن ثم استخراج كرت صحي بـ”50″ جنيها، بجانب دفع جباية نظام عام “25” جنيها، بجملة “80” جنيها؛ من بعد ذلك إن كان لديك أدوات العمل ومكتملة تشرع في العمل فوراً، أما إذا لم تكن مكتملة فالمحلية لديها كراسي للإيجار اليوم بجنيه ونصف للكرسي، وحفاظات مياه لليوم “15”جنيها وغيرها من التفاصيل ومتطلبات العمل، ولأن أدواتي مكتملة دفعت فقط إيجار الشهر الـ”3″ آلاف جنيه والكرت الصحي والنظام العام، وزاد: حركة البيع والشراء منذ الأمس واليوم نسبتها ما بين 50 و60% لكن خلال الايام القادمة ستشهد انتعاشا وتزايدا، وزاد متفائلاً: (لكن بالقطع لقدام الحركة بتتصلح).

غير مناسبة
واسترسل في الحديث حيدر عيسى أبكر مشيراً إلى أن التسعيرات التي فرضتها المحلية عليهم مقابل العمل غير مناسبة، واستطرد بقوله: “لو جيت حسبتها بتلقى إنو إنت شغلك بنسبة كبيرة تستفيد منه المحلية، – ضاربا المثل- المحل بـ”3″ آلاف اليوم بـ”100” لمن أجيب باقي الحاجات التانية وعشان اطلع نضيف لازم أطلع “200” جنيه برة، فما بعدها ما معروف تتوفر أرباح “50” أو “100” الله أعلم، والأرزاق بيد الله؛ ليقطع: إن كان الإيجار بـ”1500″ مثلاً، أو لليوم “50” بالتأكيد كانت سوف تكون معقولة، فكما هو معروف واقع الشعب السوداني الناس كلها على قدر حالها، من يعمل هنا يعول أسرة أو لديه ظرف طارئ، خاصة من النساء العاملات في بيع الأكل أو ممن يبعن الشاي، أغلبهن يكفلن عوائل والواحدة تحمل هم عائلة بها عدد من الأفراد، ليقطع: (المطلوب تخفيض نسبة الإيجار حتى الحالات التانية لأن هنالك أدوات تستخدم ومنصرفات كثيرة، وأردف أن العوائد خلال اليوم لم تحصر بعد، لكن ما كعب بالمقارنة لشخص يرجى عائد حتى لو بسيط فما بقدر أكد أحدد ليك قيمة الدخل لكن هو كويس بتقدر تطلع بحاجة كويسة، أملا حصد رأس المال، وإن شاء الله نتمنى ذلك فلو استطعت أن أوفر الإيجار وأجر العاملين معي ومطلوبات العمل بربح بإذن الله حال إتسهلت معانا المحلية).

مجازفات
وبدورها بينت ماجدة البرهاني بائعة أطعمة أن الأسعار لم تشهد أي زيادات وقالت: (الزيادة ليست على قدر كدا)، وكل أنواع العصائر بسعر ثابت بـ”7″ جنيهات والسندوتشات بـ”7″ جنيهات، أما القيمة وسلطة الأسود للساندوتش “10” جنيها، لتضيف البطاطس الطلب بـ”15″ والفول “15” أما اللحمة بـ”25″ وللقهوة “6” جنيهات، لو في شغل بالتأكيد سوف ترتفع للتعويض المنصرفات والتكاليف؛ لتتابع: (أنا لأول مرة أعمل هنا، جازفت رأس المال وإيجار المحل فقط فاق الـ”5″ آلاف جنيه ومن ثم بدأت العمل العائد مقارنة بالمنصرفات لم يحدد ملمحه حتى الآن لأنني لأول مرة أعمل هنا، حركة العمل ليست وفق المطلوب، لذا أوصي الجهات المسؤولة أو الجهات المعنية أن تحاول التخفيف على المواطن، لأنه لطالما تم تفويضك وأنت أمام الله والأمر الواقع وأخلفك عليهم وأصبحت راعيهم بالتالي مطلوب منك أنك تكون بقدر المسؤولية، لأنه إذا الرعية اشتكت أو نامت جائعة أو عطشانة أو شكت من معاناة المجازفة كلها تحسب عليك كمسؤول أو راع، ونحن كمان في ظل شهر كريم بنتمنى إنو الناس ترجع لربها وتتعامل بجانب إنساني أكثر من كونه مصلحة اقتصادية انتهازية كي يستفيد الكل).

الخرطوم: مصعب الهادي – شذى الشيخ
صحيفة الجريدة