آمنة الفضل

تحت المجهر


* تبدأ الحكاية بحلم جميل بسيط يحمل بين جنبيه ملامح بيت صغير ، وأفراد عائلة يتحلقون حول مائدة حبلى بالألوان ، يصطفون بعدها أمام شاشة التلفاز للقيل من المرح ،أو زيارة أحد الأقارب ، أو الأصدقاء ليتشاركو جميعهم لحظة إبتهاج طال انتظارها ..

* لا تنتهي الحكاية هنا بل تستطيل الى أبعد من ذلك ، تنقشع الغيوم وتتكشف التفاصيل للعلن ، فذلك الحلم البسيط الذي بدأ بتحية بين اثنين جمعتهما وثيقة زواج وأنتهى بطفل ، كان عليه أن لا ينتهي عند هذه المرحلة فأولئك الأطفال حقاً هم أصل الحكاية التي تؤرقنا على مدار الساعة ،أولئك الصغار الذين لم نعد ندور حول فلكهم كما يجب ، فاليوم كل فرد هو دليل نفسه ، وبوصلة ذاته ،لم يعد ذلك الاحتواء موجود، الجميع مهمومين بقضايا اخرى ، تلك الرقابة الأسرية بدأت تتلاشى ، بات كل فرد من العائلة يجدف وحيداً فقد تهتكت تلك الحبال التي تربط القوارب ببعضها البعض …

* يظل الإهمال من اقسى صور الحياة على الأطفال فهو البوابة التي تؤدي بهم مباشرة الى عوالم سوداوية الملامح ، لذا فقد كان واحدًا من المحاور الأساسية التي نصت عليها اتفاقية “حقوق الطفل”، في تحديدها لأنواع الأضرار التي يتعرض لها الطفل، والتي تعتبر خطوطًا حمراء لا نقاش فيها لحماية الطفل وتوفير بيئة آمنة ومستقرة له، لينمو بعيدًا عن الأذى بكافة أشكاله ، ويساهم انشغال الوالدين ومعاناتهم خلال ظروفهم المتباينة في شح نسبة العاطفة التي يقدمونها لأبنائهم، فحاجة الطفل للحب والتقبل لن يستطيع أحد أن يعطيه إياها سوى والديه، وهي حاجة لا تقل قيمتها عن الحاجات الأخرى، وإذا حرم الطفل من العاطفة لن يستطيع أن يعطيها.

* قصاصة أخيرة

ليس هنالك أجمل من إحتواء صغارنا

قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة )