تحقيقات وتقارير

حكومة الوفاق الوطني .. احتجاج الحركات


(31) حركة مسلحة قبلت دعوة رئيس الجمهورية وشاركت في الحوار الوطني، بعضها منذ بدايات الحوار، وآخرى إنحازت للسلام وإلتحقت به مؤخراً، بعد أن إطمأنت للضمانات التي منحتها لها الحكومة للحضور للخرطوم والانخراط في مسيرة الحوار الوطني، جزء كبير من هذه الحركات عبرت عن استيائها من تشكيل حكومة الوفاق الوطني، واعتبرت المناصب التي منحتها لهم الحكومة ضعيفة لاتساوي حجمها

غير منصف
رئيس الحركة الديمقراطية لجيش تحرير السودان الجنرال أفراح إبراهيم إدريس من الشخصيات التي لفتت النظر في مسيرة الحوار بإرتدائها للزي العسكري، كشفت عن صعوبات واجهتهم في أواخر ايام الحوار نسبة لتمسكهم بآرائهم الداعمة لقضايا الشعب، وقالت تفاجأنا بوضع معايير للمشاركة في حكومة الوفاق لجهة أنهم على علم بأننا ظللنا نناضل أربعة عشر عاماً، مما لم يمكننا من تكملة المراحل الدراسية، وأوضحت أفراح في حديثها لـ(آخر لحظة) أن الأسباب التي أبعدتهم من الحكومة غير مبررة، وجاءت في توقيت غير مناسب، وقالت كان ينبغي أن توضع المعايير ضمن بنود خارطة الطريق قبل بداية الحوار، وليس في نهاياته كما حدث الآن، واتهمت أفراح شخصيات لم تفصح عنها بأنها تسببت في إبعادهم من تشكيل الحكومة، مشيرة إلى أنهم أفضل وزناً من شخصيات تم إشراكها في البرلمان، واختتمت حديثها بأن اختيارهم لتشريعي ولاية نهر النيل غير منصف .
قوى تقليدية
حركة العدل والمساواة السودانية «بقيادة دبجو»، قالت إنها قدمت مهراً غالياً من أجل السلام، وتعرضت لمحنة إلا أنها رغم ذلك مضت مطمئنة قدماً، حيث كانت من أوائل الذين قبلوا الدعوة والداعمين للحوار والمبشرين بمخرجاته، وأشارت الحركة في (بيان) مقتضب إلى أن المؤتمر الوطني تمسك بقوى سياسية تقليدية على حساب تيار القوى الحديثة في حكومة الوفاق، بإعتبار الأولى صمام الاستقرار والوجة المشرق للسلام، واعتبر البيان تنصل الوطني عن اتفاقه معها ردة عن مشروع وروح الحوار وكيل غير عادل، ونقض صريح لبرتكول المشاركة، وكشفت عن انعقاد اجتماع للمكتب التنفيذي للحركة خلال الأيام المقبلة ليقرر حول الوضع المخل من عدم تنفيذ وثيقة الدوحة، وقالت إن قوى داخل المؤتمر الوطني لم تلتزم بتنفيذ توصيات الحوار واتفاقيات السلام الموقعة، وأنهم قابلوا ذلك بصد وتحجيم مساعي الحركة الجادة نحو السلام، والتي مرجعيتها لدخول إلى حلبة السلام هي وثيقة الدوحة 2013 التي لم يكتمل تنفيذ بنودها .
نصيب الأسد
فيما إتهم صديق أندر ممثل حركة العدل والمساواة السودانية بقيادة (عبدالرحمن بنات) جهات لم يسمها بالتآمر ضد الحركات في تشكيل حكومة الوفاق، وقال نحن غير راضين بهذه المشاركة الضعيفة التي أتت بأقل من الجهد الذي بذلناه، وأضاف صديق لـ(آخرلحظة) احتفلنا بمخرجات الحوار في وقت وقفت فيه أحزاب ضد المخرجات، والآن تنال نصيب الأسد في الحكومة، وأضاف كان من المفترض أن تشارك الحركات في المركز، وألا تكون مشاركتها محصورة في بعض الولايات البعيدة كما حدث الآن، واعتبر مشاركة الحركات في مجالس الولايات التي ينتمون إليها يقسم السودان إلى جهويات، ولكن صديق عاد وقال إن ثمن السلام لا يقاس بالمحاصصات، وسوف نعمل على تطبيق المخرجات ونحسم قضية المشاركة فيما بعد .
وضع معالجات
أما رئيس حركة كردفان للتنمية والسلام (كاد) عمر سراج الدين اتفق مع صديق حول تهميش قوى أصيلة شاركت في الحوار منذ بداياته، ومنح المناصب الوزارية والبرلمانية لجهات لم تشارك في الحوار الوطني، وقال إذا حدث خلل في الحكومة سيكون بسبب الذين لم يشاركوا في الحوار، وأضاف سراج الدين لـ(آخر لحظة) رغم مساهماتنا المشهودة في لجان الحوار الست، إلا أننا تم منحنا مقعد واحد في المجلس التشريعي، وكنا نتمنى أن نشارك في جميع مستويات الحكم لننفذ رؤيتنا على أرض الواقع، مشدداً على ضرورة وضع معالجات لتوسيع المشاركة على جميع مستويات الحكم، وأشار إلى أن المحك كيف يتم تنفيذ المخرجات .
المتابع للشأن السياسي يلحظ اتساع دائرة الاحتجاجات حول عدم المشاركة، بالرغم من أن المراقبين يصفون حكومة الوفاق الوطني بالمترهلة لجهة استيعابها اكثر من 70 وزيراً، وكان رئيس الجمهورية المشير عمر البشير قد قال من قبل إن الكيكة صغيرة، والأيادي كثيرة، وتم توزيع الكيكة، إلا أن القسمة لم تعجب الكثير من المشاركين .

اخر لحظة