منوعات

لعبة “سبينر” وأضرارها الصحية: متى تسحب من الأسواق؟


انتشر منذ يومين في مواقع التواصل الاجتماعي خبر منع العناصر الأمنية في إحدى الدول وصول لعبة “سبينر” الى المحال التجارية والمطالبة بإزالتها لما تسببه من أضرار صحية على الأطفال.

فالإشكالية لا تكمن بهوية المبادر بقدر أهمية التحرك السريع تجاه هذه الظاهرة التي اكتسحت العالم العربي بشكل مخيف.

وبغضّ النظر عن مدى صحة هذا الخبر، تبقى الحقيقة المؤكدة في هذا الموضوع الأضرار الصحية لهذه اللعبة على الأطفال والإستنكار الطبي الذي دفع بعدد من الأطباء الى رفع الصوت عالياً.

فهل نحن حقاً في مواجهة خطر ترفيهي بات يُشكّل تهديداً جدياً على صحة أطفالنا؟ وما رأي الطب في لعبة “سبينر”.

أكثر من ربع قرن مرّ على اختراع لعبة “سبينر” التي تحوّلت وبسحر ساحر الى هوس اجتماعي مخيف.

أسباب كثيرة تمّ استعراضها لتسويق هذه اللعبة، بعضها ربطها بمرضى التوحد، فيما البعض الآخر بالإفراط الحركي… أما الحقيقة فهي مغايرة تماماً واقتصرت على هدف ترفيهي من خلال امرأة تُدعى كاثرين هاتنغر لتسلية ابنتها التي كانت تبلغ 7 سنوات في حينها.

وبسبب عدم امتلاكها المال لم تنجح في الحفاظ على براءة الاختراع لأكثر من 8 سنوات.

هكذا بقيت هذه اللعبة محصورة في أميركا الشمالية الى حين صدور مقال صحافي للكاتب جيمس بلافكا يتحدث فيه عن لعبة “سبينر” حتى تصدرت اللعبة قائمة المبيعات في موقع “أمازون”.

هذه اللعبة التي أثارت تساؤلات عدة عن سرّ ظهورها من جديد، أصبحت اليوم بحسب تقرير لجريدة النهار اللبنانية مصدر قلق طبي يتطلب التحذير منه.

هذا ما أكد عليه اختصاصي أمراض وجراحة العين الدكتور وليد حرب في حديث أن “هذه اللعبة التي اجتاحت المجتمع اللبناني بكل فئاته العمرية بدأت تؤثر على صحة الإنسان، فهي تتطلب تركيزاً كبيراً ينعكس سلباً على العين.

يبدو اننا مقبلون على حالات متنوعة بسبب لعبة “السبينر”، ومن المهم جداً ان نعرف ان الإفراط في استخدامها يتسبب بضعف في عضلات العين ناهيك بصداع قوي.

غن التركيز على دوران هذا المثلث لساعة او ساعتين يؤذي عضلات حدقة العين ويضعفها، لكن لا تسبب ضعفاً في النظر او إلتهابا”.

هل الإفراط في استخدامها يتطلب تدخلاً أو علاجاً طبياً؟ يشير حرب الى ان الإفراط باستخدام الـ “سبينر” يحتّم علينا مساعدة المريض من خلال القيام بتمارين لتقوية العين واراحة النظر”.

من جهتها، شددت طبيبة الأطفال والعناية الفائقة لحديثي الولادة ديالا روماني في حديث لـ “النهار” على انه “لم يصدر حتى الآن اي دراسة طبية علمية تؤكد وجود أضرار صحية بسبب لعبة “سبينر”، إلا ان ذلك لا يبرر اللجوء اليها بهذه الطريقة المفرطة والخاطئة.

وبرغم غياب اي إثبات طبي لسلبيات هذه اللعبة، إلا اننا كأطباء نناشد الأهالي عدم شرائها لأطفالهم لأنها تحدّ من تطور نسبة الذكاء عند الأطفال وعدم قدرتهم على التركيز على أمور أخرى.

ان هذه اللعبة شأنها شأن الأجهزة اللوحية التي تحدّ من التطور والتفاعل عند الطفل والتأثير على نموه الذهني”. وتضيف روماني “يتجه نحو 90% من الأطفال الى الاجهزة اللوحية او الهواتف الذكية والتلفزيون لتمضية اوقاتهم والجلوس ساعات طويلة امام هذه الشاشة الصغيرة التي تتحكم بأفعالهم ونموهم الذهني.

يضطر بعض الاهالي الى تلبية رغبات اطفالهم مُكرهين للتماشي مع “الموضة” وعدم حرمان اطفالهم من “التقنيات الحديثة”، إلا ان ذلك يُشكّل بحدّ ذاته خطأ شائعاً لا نُحبذه إطلاقاً.

واستناداً الى خبرتي الطبية يمكنني ان اجزم ان ظاهرة الأطفال الذين يحملون الاجهزة اللوحية او الهواتف الذكية أصبحت خطيرة، حتى إن غالبيتهم يأتون بها الى العيادة ما دفعني الى منع ادخالها الى العيادة، وتالياً أنصح بالبحث عن وسائل ترفيهية اخرى أقل خطراً وأكثر متعة من تلك الألعاب الإلكترونية”.

صحيفة الأنباء