تحقيقات وتقارير

تنشط هذه الأيام تجارة بيع المساويك حيث يحرص الكثيرون على استخدامها في نهار رمضان.. الشاو والأراك


تنشط هذه الأيام تجارة بيع المساويك خاصة بعد حلول شهر رمضان المبارك، وشهدت الأسواق انتعاشا كبيرا في حركة البيع، حيث يعد شهر الصيام أفضل المواسم لجمع وبيع المساويك بنوعيها الأراك والبشام.
وذلك نظرا لأن الكثيرين يحرصون على استخدامها طوال النهار في رمضان، فنجد باعة المساويك منتشرين أمام المساجد والمراكز التجارية الكبيرة، وفي السياق قال متعاملون في سوق المساويك إن شهر رمضان المبارك يعد من أهم المواسم بالنسبة لهم من واقع إقبال الصائمين على الشراء بكثافة.

ارتفاع الأرباح
ويفيد النور الضو – بائع مساويك – بأنه يتخذ من الناحية الجنوبية للمسجد الكبير موقعا له بأن شهر رمضان المعظم يعد من أهم المواسم الرائجة لتجارتهم. وأضاف في حديثه لـ (اليوم التالي): تزداد الحصيلة اليومية للمبيعات ويرتفع هامش الربح مقارنة بباقي شهور السنة، لافتا إلى أن أجود أنواع المساويك يتمثل في مسواك (الشاو)، وهو يتميز باللون الأخضر، بجانب دخول أنواع أخرى من بينها الأراك. وأردف: يعد الأول هو الأكثر مبيعا. وعن الأسعار، قال النور إنها تتراوح ما بين (5 إلى8) جنيهات.

استحباب السواك
في السياق، قال الشيخ محمد أحمد حسن لـ (اليوم التالي) إن السواك سنة أقرها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في رمضان وغير رمضان، وقال صلى الله عليه وسلم “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء/ كل صلاة” وفي رواية أخرى عند كل صلاة. وأكد ضرورة تنظيف الأسنان بعد كل وجبة من الوجبات الثلاث من ناحية طبية، لافتا إلى أن (المسواك) اسم يطلق على ما يستعمل في عملية السواك سواء أكان عود أراك أو جريدة نخل أو فرع شجرة أو فرشاة، موكدا أن التسوك بكثرة في رمضان غير ممنوع، لجهة أن العلماء أجازوه بشرط أن لا يدخل ما يتكسر من الفرع من نتف صغيرة في بطن الصائم، وحذر فضيلته من أن ممارسة التسوك بالعود في الشارع يعد مظهرا غير حضاري.

أتباع السنة
قال الطيب عمر بائع مساويك لـ (اليوم التالي) إن المساويك هذه الأيام تشهد رواجا كبيرا. وأضاف: “أتوقع أن ترتفع دخول أصحاب المهنة بصورة جيدة مع ازدياد الأسعار هذا العام”، مشيرا إلى أن الرجال والنساء يستاكون خلال نهار رمضان اتباعا للسنة وتطييبا لرائحة الفم. وأردف: “الطلب في الغالب يكون على مسواك (الشاو) لأنه يعمل على زيادة بياض الأسنان ويزيل رائحة الفم لاحتوائه على نكهة طيبة”. وقال الطيب إن المساويك الحالية يبلغ طولها في العادة نحو (40 سم) كما يتم قصها إلى ثلاثة أجزاء بحسب رغبة الزبون أو يباع العود كاملا، لافتا إلى أن هناك اقبالا كبيرا على شراء المساويك من قبل الجميع شبابا وفتيات ونساء ورجالا كبارا في السن.

تحت الهجير
تحت هجير شمس الخرطوم الحارقة وفي شهر الصيام يفترش الكثيرون الجوالات والكراتين ويستظلون بأخرى عسى أن تقيهم حرارة الطقس، وأمام مسجد سوق أم درمان وضع منتصر فرح أمامه أعداداً من المساويك رتبها بعناية على الأرض في جوال مبتل بالماء في انتظار الزبائن. وعند سؤالي له عن حال السوق قال: “في رمضان يكثر الإقبال على مساويك الأراك حيث يعد موسما رائجا لبيعها خاصة وأن البعض يتخوف من استخدام معجون الأسنان خشية أن يكون سببا في الإفطار”. وعن أهم المناطق السودانية التي تأتي منها المساويك قال منتصر: “الأغلبية تكون من شرق السودان وشمال كردفان”.

أجر كبير
للسواك في رمضان أجر يزيد عن ممارسة العملية في ما دونه من اشهر من منطلق أن الأجر يزيد عند ممارسة أي عمل صالح في رمضان، وكان الشيخ الصغير يبلغ أربعة عشر عاما، ويدعي الشيخ البلال، روى لـ (اليوم التالي) عن قصته مع المساويك، وذكر أنه ينتظم عند كل شهر رمضان في بيعها. وأضاف: “فيها قروش كثيرة وأنها تدر دخلا يتفاوت في اليوم الرمضان ما بين ١٥٠ – ١٤٠- ١٠٠ حسب السوق”. وقال إن أسعارها تتفاوت ما بين الخمس جنيهات للعود الطويل الأخضر، وثلاثة جنيه للعود الأقل في المزايا، ولكنه لفت إلى أن معظم الدخل يأتي من بيع الأخير. وأوضح أنه يأتي بها من جبل أولياء.

الخرطوم – رندا عبد الله
صحيفة اليوم التالي