صلاح احمد عبد الله

الى الشرطة.. إنه الثعلب!!؟


* في كل مرة أكتب عن هذا (الثعلب).. يعتصرني الألم.. ولكنني لن أصل أبداً الى درجة الإحباط.. وفقدان الأمل.. لأنني أعرف.. ومتأكد لدرجة اليقين أن هناك من يقرأ ما نكتب.. ويتابع بصبر.. ليفعل المستحيل.. رغم أنه لا مستحيل إطلاقاً عند من يتحرفون.. ويحترمون هذه (المهنة) التي تتطلب الصبر.. ولا شئ غيره.. ثم التضحية في سبيل طمأنة شعب.. ظل يبحث عن الطمأنينة.. وما يزال ينشدها.. رغم كثرة (السهام) التي تنتاش هذا الجهاز.. ولكن كما يقولون.. لابد من (صنعاء) وإن طال السفر.. ونتمنى أن تعود (لصنعاء) اليوم عافيتها.. ولكل أهداف هذا الجهاز.. قوته.. وعافيته.. ويضع حداً لهذا.. (الثعلب)..؟!!
* ضجت الأسافير.. والصحف اليومية.. وفي هذا الشهر الكريم وهو في رمق أسبوعه الأول.. يسير الهوينى في دولة (المشروع الحضاري).. ضجت بأخبار (حاوية) جديدة.. مثل أخواتها السابقات الى ميناء بورتسودان.. هذا الميناء الذي أصبح يستقبل (حاوية) إثر أخرى.. والأخبار تترى.. والحاويات أيضاً تترى.. ورغم مجهودات شرطة الجمارك.. والشرطة العامة.. إلا أن هناك (دغمسة).. (ما).. في مكان (ما).. والسبب.. أن (الثعلب) يعرف ما يريد.. ويصير.. وبإصرار أن يكون (الميناء الوحيد).. هو منفذه الوحيد الى داخل البلاد.. (….؟!).. بعد ضبط عمليات متفاوتة.. في مطار الخرطوم.. وبعض منافذ البلاد في الشمال.. والشرق.. والمخدرات السودانية القادمة من الغرب.. وتجارة السلاح أيضاً التي هي عبارة عن (تهريب) من أجل غرض (ما) كل فترة وأخرى.. والخمور المستوردة التي توالت وانهمرت على قلب الخرطوم.. وفي أهم الأحياء (شرق المدينة)..!!

* قلنا.. سابقاً.. هي أنواع من (التجارة) في مجملها تتطلب مالاً وفيراً.. وسلاحاً (وفيراً).. إن صح التعبير.. وأصحابها بقيادة (الثعلب) على استعداد.. لفعل أمرين لا ثالث لهما من أجل حماية تجارتهم.. (أ) التضحية بالنفس.. واستعمال القوة لدرجة القتل.. من أجل الحماية للمال.. والنفس.. لأن المحصلة النهائية هي أموال ضخمة.. ومعيشة رغدة.. كما يظنون.. (ب) شراء (بعض) الذمم الرخوة.. بالمال.. لتسهيل دخول هذه التجارة بأنواعها.. وتأمين وسلامة دخولها.. حتى وسط البلاد.. وهنا أتوقف ولن أطيل الحديث.. لأن الحقيقة لا تحتاج لزيادة الشرح تفصيلاً.. وهنا تصبح المسؤولية.. مسؤولية (دولة).. وأجهزتها المنوط بها تأمين سلامة المواطنين.. وخصوصاً شريحة الشباب..!!

* وشريحة الشباب.. من الجنسين هي المستهدفة كما تقول كل الدراسات الاجتماعية التي قام بها كبار المختصين.. وكتاب الرأي.. وصحافة التحقيقات.. التي أثبتت أن (الوباء) الثلاثي قد عم أعداداً كبيرة.. وانتشر حتى وسط طلاب الجامعات.. وبعض الموظفين.. والعمال المهرة.. الكثيرين من العاطلين عن العمل.. حتى يسهل صيدهم الى أوكار هذه التجارة.. ليكونوا أذرعاً سريعة الحركة لهذه التجارة..؟!!
* والسؤال الأخطر.. والأهم.. لماذا هذه البلاد؟.. من دون بلدان المنطقة..؟.. ولماذا منافذنا البرية.. أو البحرية أو الجوية.. وأيضاً نحن فقط.. وأعتقد جازماً.. أن معظم أجهزتنا المنوط بها الحماية.. تعرف الإجابة جيداً.. وأتمنى أن تصلنا الحقيقة منهم.. (ذات يوم).. لأن (الثعلب) ليس أكثر ذكاءً.. من رجال مكافحة إرثهم المهني.. والقانوني.. والاحترافي عمره أكثر من مائة عام..!؟!

* يا قوم.. كل الدلائل تشير وتقول.. إن (الثعلب) ليس وحده في هذه الأعمال القذرة.. والتي من ضحاياها أعداد مقدرة جداً من الشباب.. بلادنا أصبحت مرتعاً خصباً.. واستثماراً سيئاً.. لأناس معظمهم من خارج بلادنا.. قد يكونوا قريبين منا.. ولكنهم ليسو من هذا الوطن.. قد يساعدهم البعض (منا).. في زمان أصبح المال.. وخاصة (الدولار) يدير العقول.. ويشتري الذمم والمبادئ..
* لا تتركوا (الثعلب) يتحكم في مفاتيح (اللعبة).. ويضحك ويسخر من سذاجتنا كما يقول.. ونحن نعرف أننا لسنا كذلك.. انظروا حولكم جيداً.. ستعرفون (الثعلب) وأعوانه..
* بلادنا.. وشعبنا أطهر من الابتلاء بمثل هذه القاذورات.. من أناس في منتهى القذارة..
* نواصل إن شاء الله..

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة