عالمية

الأثرياء يقدّمون الإفطار للفقراء… تعرّفوا على عادات رمضان في أفريقيا


بالرغم من اختلاف العادات والتقاليد الاجتماعية في المجتمعات الأفريقية، لتعدد الأعراق والقبائل والعشائر من بلد لآخر؛ فإن بهجة قدوم الشهر الكريم وفيوضاته الروحية، لا تزال تصبغ تلك المجتمعات بصبغة متشابهة مهما اختلفت الألسن وتعددت الثقافات.

جنوب أفريقيا ذات التميز العرقي الواسع بين آسيويين وأوروبيين وأفارقة وأستراليين، يظهر فيها تنوع العادات بصورة كبيرة. فمثلاً، كل الموائد الرمضانية للأعراق المختلفة حاضرة وبقوة، وكرنفالات وأسواق الطعام الرمضاني في كل مكان. وفي تلك الدولة المسيحية رسمياً، يوجد 500 مسجد تقريباً، وأكثر من 400 مركز ومعهد تعليمي إسلامي، وكليات للعلوم الإسلامية وتدريس اللغة العربية.

وفي رمضان، تبثُّ التراويح من المحطات الإذاعية الخاصة في كل المقاطعات ذات الكثافة السكانية من المسلمين، مثل إذاعة إسلام في جوهانسبرغ، وإذاعة 786 في كيب تاون، وإذاعة الأنصار في ديربان. كما تنتشر الصحف الإسلامية التي توجه المسلمين وتجيب عن تساؤلاتهم عن رمضان مثل جريدة القلم، ورؤى المسلمين، والأمة، والمفتاح. ويصطبغ الشهر بعادات محببة لدى شعب جنوب أفريقيا مثل زيارة المقابر والترحم على الأسلاف، وتفضيل النساء الصلاة في البيوت، وتزاحم الرجال على المساجد.

وفي الصومال، يستقبل أهلها الشهر بإطلاق الرصاص تعبيراً عن البهجة وتقليداً لمدفع رمضان المصري. وتمتلئ المساجد بالمصلين، ويترجم الوعاظ القرآن للناس. ويفطر الناس عادة على عصير الجوافة والمانجو وثمار الموز والباباي المخلوط باللبن والبطيخ. ولا يفضِّل الصوماليّون أكل الطعام المتبقي من اليوم السابق، لكن يفضّلون الطهي اليومي، ووجباتهم تتنوَّع بين الأرز والخضروات والمعكرونة والعصيدة المصنوعة من الذرة واللحوم المحلية. بينما السحور يعتمد على اللبن والشعرية والمعكرونة كوجبة ساخنة طازجة.

وفي مالي، يستعد الرجال لرمضان بتنظيف المساجد، وتجديد مفروشاتها من حصر وسجاجيد، كذلك تجهيز ساحات المسجد وأماكن الوضوء، إذ اعتاد الناس على المكوث فترات طويلة في المسجد، يلتمسون بعض الهواء الرطب خاصة عندما يأتي رمضان في الصيف. ويقوم الأثرياء وميسورو الحال من الشعب المالي بإعداد وجبات من عصيدة الحبوب والتمور والأرز واللحم، لتوزيعها على المصلين بعد المغرب للإسهام في توفير الطعام للفقراء ولزيادة الإقبال على المساجد. تلك العادة تحول المساجد في مالي إلى مأوى للمشردين والمحتاجين طوال الشهر.

في جزر القمر يتجه الناس الذين يعمل معظمهم بحرف الصيد والبحر إلى السواحل حيث يشعلون مصابيحهم ويسهرون في تذكر روحانيات الشهر وتنقية نفوسهم. ويبدأ ذلك منذ أوائل شعبان استعداداً لرمضان. بينما المساجد تمتلئ بالمصلين وقرّاء القرآن. وفي الليلة الأولى لرمضان، يتجه الناس إلى الساحل رافعين مشاعلهم ومصابيحهم، آملين أن تضيء تلك الأنوار صفحة المحيط الهندي، ثم إنهم يقرعون الطبول للإعلان عن قدوم الشهر في تقليد صوفي موروث. بينما تعمر الموائد لمن أراد ومن حضر الطعام من ثريد ولحم وفاكهة المانغو والأناناس والبرتقال، وتظل الاحتفالات والسهر بين المغرب والسحور لمعظم أبناء الشعب.

في النيجر، يستقبل الناس رمضان بالدفوف، وتنتشر اللوحات واللافتات إعلاناً عن الأعمال الدرامية الإسلامية التي تحمل أسماء الأنبياء والأبطال المسلمين، تروي سيرتهم وتتنافس في اجتذاب المشاهدين من المسلمين وخاصة في العاصمة نيامي.

العربي الجديد