الفاتح جبرا

ضد (معلوم) مااافي؟


في أبريل من العام 2015 قامت سلطات الجمارك بضبط (خمس حاويات) من الحبوب المخدرة تحتوي على نحو 14 مليون حبة مخدرة، حيث وصلت إلى الميناء ضمن شحنة قادمة من اليونان عبر لبنان كذرة شامي (علف) بواسطة شركة سودانية.
الحاويات (ما جات فجأتن وكده) إذ أنها كانت تحت مراقبة أجهزة مكافحة المخدرات العالمية (قبل شحنها ذااتو)، وقد قامت هذه الأجهزة العالمية ممثلة في (الإنتربول) بتزويد (أجهزتنا المعنية) بكافة المعلومات المفصلة (قبل عام) من وصول الشحنة..
المنطق الأمني بيقول إنو (الأجهزة المعنية) لدينا ستقوم في هذه الحالة بالإمساك بالمتورطين وهم في حالة تلبس تااام، كل ما على هذه الأجهزة إنو (تعمل رايحة وما عارفة وتراقب من بعيد بعيد حتى يتم تخليص (البضاعة) واستلامها والشروع في تخزينها أو توزيعها (المهم حيازتها) ومن ثم يلقي القبض على المشاركين في االجريمة (بالثاااابتة) ومن ثم يتم تقديم (القضية) للمحكمة مكتملة الأركان لا مكان (للدفاع) فيها (كان نطط)!

طيب نشوف (أجهزتنا عملت إيه)؟ أجهزتنا (أول حاجة عملتا) دعت لمؤتمر صحفي حضره لفيف من الفضائيات وأجهزة الإعلام أعلنت فيه عن ضبط (حاويات) محملة بالمخدرات، ثم بعد ذلك بحثت عن الجهة المرسلة لها الشحنات والتي بالطبع (أنكرت كل الشغلانة)، وعندها استفاد المتهمون من الشك (لا توجد حيازة وكده) الذي يفسر لصالح المتهم وقامت المحكمة بتبرئتهم حيث استندت إلى عدم وجود بينات كافية تؤكد تورط المتهمين في استيراد شحنة المخدرات وأن مستوى الإثبات المطلوب في الدعاوى الجنائية يكون فوق مرحلة الشك المعقول وأن أي شك يفسر لصالح المتهم، كما أن البينات الظرفية التي تم عرضها لم تكن تؤسس لإدانة المتهمين.

وكشفت المحكمة في قرارها عن قصور في إجراءات التحري حيث أن الحاوية موضوع البلاغ تم تشكيل لجنة لكشفها بواسطة الشرطة قبل وصولها لمرحلة الكشف بواسطة الجمارك الأمر الذي لم يحقق الحيازة الفعلية بجانب أن الاتهام لم يقدم شهوداً يؤكدون علم المتهمين بوجود مخدرات في شحنة الذرة الشامية!
أذكر أنني وبعد إسدال الستار على هذه (القضية) أن كان لي حديث هاتفي غاضب مع أحد المسؤولين بشرطة مكافحة المخدرات (حينذاك) وقد عكست له حينها علامات الاستفهام الكثيرة التي أفرزها تعامل (أجهزته) مع هذه القضية.

الشيء المحير في الموضوع أن ذات السيناريو قد تكرر في التعامل مع حاويات مماثلة عديدة (آخرها التي تم الكشف عنها قبل أيام) حيث تتم المعالجة بنفس السيناريو.. الحاوية تصل الميناء وبها مخدرات.. بدلاً عن انتظار (العصابة) للحضور واستلامها (للبضاعة) ومتابعتها للقبض على أفرادها بالثابتة يقوم المسؤولون بالكشف عن وجود (حاويات المخدرات).. ثم يتم تقييد البلاغ (ضد مجهول) وفي أحسن الأحوال تقديم قضية فطيرة يمكن لأصغر محامٍ أن ينال لموكليه فيها الحكم بالبراءة.

المواطن يتساءل:
إلى متى تعجز (الأجهزة المعنية) في الوصول إلى مستوردي هذه (الحاويات) التي تأتي عن طريق الميناء الرسمي للدولة (عديل كده) ببواليص شحن من المؤكد أن عليها اسم وعنوان (المستلم).. إلى متى تقيد هذه الجرائم ضد مجهول .. ؟؟

كسرة:
مرة واااحدة ضد (معلوم) مااافي !!

• كسرة ثابتة (جديدة لنج):
أخبار إجابة رئيس الجهاز القضائي بالخرطوم على (الاستئناف أبو يوم) شنو (و) !

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟87 واو – (ليها سبعة سنوات و3 شهور)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 46 واو (ليها ثلاث سنوات وعشرة شهور)

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة