تحقيقات وتقارير

يفتقر العديد من المواطنين خاصة المشاة لثقافة السير في الشوارع العامة الأمر الذي يعرضهم للحوادث المرورية.. العبور الآمن


يفتقر معظم المواطنين في السودان لثقافة السير في الشارع العام أو عبور إشارت المرور إضافة إلى قلة الالتزام بالأنظمة، وحتى في الأماكن العامة والتجمعات، حيث تجد العديد من الخلافات والنقاشات الحادة أو الملاسنات التي لا تفهم منها غير (بتدقش مالك عميان) ليرد الآخر بأسوأ ما عنده من كلام جارح أو يتجاوز، والأمر في الحالتين يصنف عند الآخر مخطئاً.

وإذا وضعنا مقارنة بين طرق التنقل والسير بين بلدان العالم وبين ما يحدث عندنا، سنجد أن هناك فروقات كبيرة ربما تصل للغرامة في حال قطع الشارع بطريقة خاطئة بعيداً عن الرقي المدني، الذي نفتقر إليه بشكل كبير من خلال ممارساتنا اليومية، كما أن هناك استغلالاً للأرصفة في الشوارع الرئيسة في أشكال توقيف سيارات أو تويسع بمظلات أو شكل جديد، يظهر في الأسواق والمواقف التي تحتل خط المشاة لعرض بضاعة أو محلات بيع أو غيرها دون التدخل من المحليات بتحديد أماكن البيع والعرض وتحديد خطوط مشاة تفادياً للاحتكاك والاصطدام مع الناس، لذا على الناس تتولي الاهتمام بنفسهم دون التدخل من جهات معنية.

مجازفة لا داعي لها
في السياق، قال آصف نور الله – موظف – لـ (اليوم التالي) إن ثقافة المشي في الشارع العام أو حتى في الأماكن المفتوحة تتم بشكل خاطئ حتى في الأدراج والسلالم الموضحة عليها صعود ونزول أو دخول وخروج، حيث تجد من يعكس الأوضاع دون الالتفات لسلامته أو نظام المكان الذي يزوره، فنجد من يقطع إشارات المرور خضراء ركضا مجازفا بحياته، ولا ننسى من يتردد في قطع الشارع، إذ يصنف هؤلاء هم الأكثر عرضة للمشاكل والحوادث. وطالب المهتمين بالأمر بتعليم ثقافة المشي في الشارع للمواطنين. وأضاف: “في الفترة الأخيرة انطلقت مبادرة الدراجات التي خصص لها مسار خاص إلا أن الذين لا يملكون ثقافة المشي والعبور يتجاوزون العلامات والخطوط الحمراء والصفراء دون حمرة خجل”.

من جهته، قال المرتضى يس – سائق – لـ (اليوم التالي): “معظم حوادث المرور التي تحدث للمواطنين تلعب فيها قلة تركيز دور كبير، وفي جميع الأحوال إما أن تكون عن طريق الانشغال بهاتف أو التحدث مع شخص آخر”. وتابع: “الكثير لا يحترم إشارات المرور ولا يفهم قواعد السير في الطريق، فيتمشى في الإسفلت بدلا عن طريق المشاة المرسوم له”. وأشار إلى أن هناك من يجازف بحياته عن طريق تحدي السير بقطع الشارع بطريقة بهلوانية قد تؤدي بحياته في أي لحظة.

جسر للمشاة
وأوضح مصطفى خالد أبونورة – مقيم بالإمارات – لـ (اليوم التالي): “كثير من الناس وخصوصا القادمين من الولايات والقرى والمدن الأقل اكتظاظا بالسكان يواجهون صعوبات في قطع الشوارع، وهي مسألة في غاية الخطورة”، مستذكرا: “قطع الشارع يذكرني لعبة في الطفولة، عندما يدس المرء منا رأسه في كتف أخيه.. وصلنا.. حجر الحناء.. قطعنا لسة.. قطعنا لسة.. عموما قطع الشارع واستخدامه يختلف من بلد لآخر، فالذين زاورا نيوزلاند يلحظون هدوء الناس فلو عبرت نلمة الطريق.. لتوقفوا لها”. وتابع: “في دولة الإمارات لو عبرت الشارع من غير الناحية المخصصة للمشاه سترتب على الأمر مخالفة مالية ضخمة عطفا على ما يحدث في السودان فأكثر العبارات نسمعها في السودان (الشارع ده مسجلو باسمك)”، وأردف: “دعونا نتفق أنو بيوتنا ملكا لنا.. والشارع ملك للعامة يجب احترامه ويا حبذا لو تكفلت الدولة بإنشاء جسر لعبور المشاه في موقف جاكسون”. واستطرد: “إنه أمر محزن أنا تعبر كل هذه الملايين الشارع جيئة وذهابا مزاحمة السيارات وأبواقها المزعجة، فإلى متى هذا الذهاب والإياب أو كما قال (غابريال غارسيا ماركيز) في روايته العظيمة (الحب في زمن الكوليرا)”.

العبور الآمن
من جانبه، دعا الطيب حسين – ضابط متعاقد بالمرور – في حديثه لـ (اليوم التالي) مستخدمي الطرق وخاصة المشاة إلى ضرورة العبور الآمن عبر الأماكن المخصصة حفاظا على سلامتهم واستخدام خطوط المشاة والمعابر والجسور المخصصة لهذا الغرض، وغرس سلوكيات العبور الآمن في نفوسهم للحد من حوادث الدهس، والتأكد من خلو الطريق قبل العبور، والتزام قائدي المركبات بأنظمة وقواعد السير والمرور، واحترام خطوط عبور المشاة، وإعطاء الأولوية الكاملة للمشاة والتخفيف من سرعة المركبات عند خطوط عبور المشاة، والالتزام بحدود السرعة المقررة حتى يمكنهم السيطرة على المركبة والانتباه لمفاجآت الطريق لتفادي الحوادث. وطالب بتنظيم حملات تهدف إلى توعية كافة المجتمع ومستخدمي الطريق، خصوصا السائقين، بجانب بضرورة الالتزام بقوانين وقواعد السير وإعطاء الأولوية لعبور المشاة من الأماكن المخصصة لهم حفاظاً على سلامتهم وسلامة الآخرين.

الخرطوم – درية منير
صحيفة اليوم التالي