عالمية

روسيا مستعدة لمساعدة الفلبين على محاربة “داعش”


نشرت صحيفة “إيزفيستيا” مقالا كتبه أليكسي رام وناتاليا بورتياكوفا عن احتمال تحول منطقة جنوب-شرق آسيا إلى بؤرة جديدة للإرهاب الدولي.

جاء في المقال:

موسكو مستعدة لاتخاذ ما ينبغي من إجراءات لمساعدة مانيلا في حربها ضد “داعش”؛ بما في ذلك إرسال مستشارين عسكريين وآليات ومعدات العسكرية. هذا ما صرحت به مصادر في الدوائر العسكرية والدبلوماسية الروسية للصحيفة.

هذا، وقد أصبحت الأوضاع في مدينة مراوي بجزيرة مينداناو محط اهتمام العالم بعد الظهور المفاجئ لرايات “داعش” السوداء في شوارعها، ما اضطر الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي إلى قطع زيارته إلى موسكو والعودة إلى مانيلا فورا؛ لأن انتشار نفوذ “داعش” في منطقة جنوب–شرق آسيا يحتم، ليس فقط على بلدان المنطقة، بل وعلى بقية الدول، تعزيز تنسيق جهودها في محاربة الإرهاب. لذلك، فإن الوضع في الفلبين قد يعجل في التعاون العسكري بين موسكو ومانيلا.

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس دوتيرتي ناقش خلال وجوده في موسكو إمكان توقيع اتفاقات بشأن التعاون العسكري. وتشير الصحيفة، استنادا إلى مصدر عسكري–دبلوماسي روسي، إلى أن موسكو، في حال طلب مانيلا المساعدة، ستتخذ كل ما هو ضروري لمساعدتها؛ بما في ذلك إرسال مستشارين عسكريين ومعدات وآليات عسكرية.

يقول خبير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة في مدرسة الاقتصاد العليا فاسيلي كاشين إن “روسيا مهتمة بالتعاون العسكري–الفني مع الفلبين، حيث يمكنها عرض أنواع مختلفة من الأسلحة الخفيفة والمدرعات والمروحيات والزوارق السريعة، وخاصة أنها حاولت في تسعينيات القرن الماضي الدخول إلى سوق الفلبين، لكنها لم تفلح”، – كما يقول الخبير.

في هذه الأثناء، تستمر محاولات الجيش الفلبيني الرامية إلى استعادة السيطرة على المدينة وطرد مسلحي “داعش”، والمجموعات المتطرفة الأخرى التي انضمت إلى التنظيم الإرهابي، بمهاجمتهم من الجو.

ومن الواضح أن الوضع في مراوي ليس شأنا داخليا للفلبين. إذ إن هناك مواطنين من إندونيسيا وماليزيا يشاركون بنشاط في محاربة السلطات الفلبينية. ولذا، أعلنت وزارة الدفاع الفلبينية عن تعزيز الإجراءات الأمنية شمال جزيرتي كاليمنتان وسولافيسي، لمنع تنقل المسلحين الإندونيسيين من الفلبين وإليها عبر البحر. ومن أجل ذلك، سيلتقي مسؤولون من الفلبين وإندونيسيا وماليزيا قريبا للاتفاق بشأن الإجراءات اللازمة لمنع انتشار الإرهاب في المنطقة.

من جانبه، يشير الخبير في شؤون الإرهاب بمدرسة الدراسات الدولية في سنغافورة نور عزام عثمان إلى أن “استمرار هزائم “داعش” في الشرق الأوسط، سيجعل من بلدان جنوب–شرق آسيا وبالذات الفلبين وإندونيسيا وماليزيا معقلا جديدا للإرهابيين، وخاصة جزيرة مينداناو في جنوب الفلبين”.

أما سفير سنغافورة السابق لدى إندونيسيا باري ديسكر فيقول إن الفلبين أصبحت حاليا المكان الذي يجذب كل من يريد خوض الجهاد خارج سوريا والعراق. لذلك، فإذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة والفعالة، فإن انتشارهم سيزداد في بلدان جنوب-شرق آسيا وحتى في مناطق أبعد.

روسيا اليوم