تحقيقات وتقارير

تعيين نواب لرئيس الوزراء.. ترضية أم حوجة ؟


حالة الترقب والانتظار ظلت السمة البارزة في المشهد السياسي والإعلامي، منذ أن أعلن رئيس الوزراء النائب الأول للرئيس الفريق أول ركن بكري حسن صالح، عن تشكيل حكومة الوفاق الوطني، التي أفرزها الحوار الوطني، إعلان تعيين الوزراء ونواب البرلمان وأعضاء المجالس التشريعية الولائية لم ينه حالة الترقب، حيث لا زالت الساحة السياسية تترقب، تعيين نواب لرئيس الوزراء، والتي كشف عنها وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة أحمد بلال عثمان، مشيراً إلى اقتراب موعد صدور مراسيم بتسمية نواب لرئيس الوزراء لمعاونته في تجويد الأداء، خطوة تعيين نواب في ظل حكومة مترهلة، هل رئيس الوزراء بحاجة لها، أم هي ترضية لشخصيات غاضبة؟ .

من يحكم
ثمة مطالبات وشعارات تبنتها بعض القوى التي شاركت في الحوار الوطني أثناء فعاليات لجانه الست، حيث تعالت الأصوات منادية بأن لايكون الحوار من أجل المشاركة في السلطة، بل أن يكون من أجل كيف يحكم السودان وليس من الذي يحكم، غير أن المتابع للأحداث يجد أن تلك المطالبات تلاشت تماماً بحلول توزيع الكيكة، حيث تركز جل اهتمام القوى على من يحكم، ومن لم يجد منصب أو تم منحه منصب أقل من طموحاته عبر عن غضبه، وشن هجوماً عنيفاً على الحكومة، وليس أدل على ذلك من مشاركة أكثر من 106 أحزاب وتنظيمات سياسية، بجانب الحركات المسلحة في الحكومة.

حاجة ماسة
ويرى مراقبون أن دول كثيرة من حولنا لا تستعين بنواب لرئيس مجلس الوزراء، ولا يرون أن هناك حجة أو منطق تدعم تعيين نواب لرئيس الوزراء، إلا إذا كانت الحكومة تريد إرضاء شخصيات، «غاضبة»، لعدم إشراكها في الحكومة، لا سيما وأن تشكيل الحكومة لم يخرج من إطار الترضيات .
بالمقابل هناك من يرى أن نقل بعض سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية لرئيس الوزراء ذات الطابع التنفيذي التي صادق عليها المجلس الوطني، ربما زادت العبء على رئيس الوزراء لذا هو في حاجة ماسة إلى نواب لمساعدته في إدارة ملفات الوزراء، سيما مهمته التي وصفها البعض بالعسيرة، غير أن بكري مكلف بأعباء رئاسية في القصر الجمهوري بحكم منصبه كنائب أول، ما يستوجب وجود عين بديلة تنظر للوزراء وترصد أدائهم .

ترضيات
ووصف محللون سياسيون حكومة الوفاق الوطني بالمترهلة ينوء الصرف عليها بالموارد العامة على حساب حاجات الناس الأساسية، وفي هذا الشأن يقول المحلل السياسي الطيب زين العابدين إن استحداث مناصب نواب لرئيس الوزارء يأتي من باب الترضيات السياسية، لا سيما وأن الحكومة بها أكثر من (70) وزيراً ووزير دولة، وقال زين العابدين لـ(آخرلحظة) السودان لا يحتاج لهذا العدد الكبير من الوزراء، وضرب مثال بدول كثيرة أبرزها أمريكا قال إن وزراءها خمسة أو اربعة وزراء، وتوقع زين العابدين أن يكون رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل أحد النواب، وأن يتم اختيار النائب الثاني من المؤتمر الوطني.

ترهل وظيفي
فيما قال عضو آلية الحوار الوطني عثمان أبو المجد إن تعيين نواب لرئيس الوزراء يعتبر ترهلاً وظيفياً وإرضاءات ليس إلا، وأشار إلى أن جميع الوزارات متخصصة، لذلك لا يحتاج المجلس لنواب، ودعا أبو المجد خلال حديثه لـ(آخرلحظة) إلى أن تعمل مؤسسات الدولة وفقاً لمخرجات الحوار الوطني، والتي لم توص باستحداث مناصب نواب لرئيس الوزراء، بل أوصت بمساعدين، واعتبر الخطوة بأنها تعزز مبدأ إهدار مال الدولة، وتوقع عثمان أن يأتي التيجاني السيسي نائباً لبكري .

ترشيحات
وكان قد خرجت تسريبات إلى العلن بترشيح رئيس حزب التحرير والعدالة القومي التيجاني السيسي، ووزير الاستثمار مبارك الفاضل المهدي نائباً لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الإعلام د.أحمد بلال عثمان نائباً لرئيس مجلس الوزراء القومي للشؤون الإعلامية والمجتمعية، غير أن مصادر مطلعة أكدت عودة التيجاني السيسي من العاصمة البريطانية لندن خلال الأيام المقبلة، وأشارت إلى دخول فضل السيد شعيب، وإشراقة سيد محمود، قائمة الترشيحات.

تقرير: جاد الرب عبيد
صحيفة آخر لحظة


تعليق واحد

  1. رأيي المتواضع
    ان السودان لا يحتاج الي هذا الكم الهائل من الحكومه ياخ ثلث الناس بقو حكام
    السودان محتاج رئيس ونائب
    واربع وزارات
    خارجيه وداخليه ودفاع وباقي الكوم والردوم كلو في وزارة المالية
    ولا ولاية تستاهل يكون فيها وزارة
    حاكم وادارات نفس الي فوق لكل ولاية
    والمفترض ترجع نفس الزمان اقاليم
    البرلمان ممثل حقيقي لكل منطقة من اصحاب الهمة وليس اصحاب الكروش الجائعة
    هو عليك الله نحنا كم نفر عشان يحكمونا كل الكم الهائل من السلطات
    ياخ بالجد نحنا عندنا عقدة سلطة
    بعد شوية كل محلية بكون فيها والي