منوعات

“السواك” مظهر رمضاني بارز في إثيوبيا


يشهد الإقبال على عروق شجرة “الأراك”، أو ما يعرف بـ”السواك”، إقبالاً كبيراً في إثيوبيا، خصوصاً خلال شهر رمضان.

ويشغل باعة السواك حيّزاً كبيراً من الأسواق الشعبية والساحات العامة، خصوصاً حول المساجد، حيث يستغلّ الباعة المتجولون الإقبال الكبير للناس على المساجد في رمضان.

ويعرف السواك محلياً باسم “مفاكيا”، وينتشر العشرات من باعته المتجولون، وهم غالباً من الشبان والفتيان، في الأسواق وتقاطعات الطرقات والمساجد وقرب محطات توقف الحافلات.

كما تزاحم نسوة في سوق السواك، سعياً لتحقيق دخل من بيعه، وهو ما أدخل لمسات لطيفة إلى هذا المجال، من حيث طريقة تزيين وتسويق وبيع السواك.

وللسواك عدة أصناف، فمنه ما هو صغير وكبير، رشيق ومتين، وكل سواك له سعره الخاص.

ويلفت المتجول في العاصمة أديس أبابا، تصدر الفتيان المسيحيين في هذا المجال، خاصة في نهار رمضان، وهو ما يجعله شهر خير عليهم كما هو على المسلمين، حيث يؤمن لهم مصدر دخل جيد، يعينهم في توفير احتياجاتهم ومساعدة أسرهم.

وقال عدد من الباعة، الذين تحدثت معهم الأناضول، في سوق “ماركاتو”، وهو أكبر تجمّع تجاري مفتوح في إفريقيا، إنهم يحصلون على دخل يتراوح بين 70 و100 بر إثيوبي (3-4.5 دولارا) يومياً، خلال رمضان، والذي يفوق بثلاثة أضعاف معدل الدخل اليومي لعمال قطاع النسيج، الأكثر انتشاراً في البلاد.

وقال البائع المتجول “نانتائل يوهنس” (14 عاماً) إنه يتنظر رمضان بفارغ الصبر كل عام، فهو فرصة لزيادة الدخل، مشيراً إلى أنه يعمل منذ 4 سنوات في بيع السواك.

وأضاف “يوهنس” أن سعر السواك الواحد يتراوح بين 0.05 و0.20 دولارا.

أما “شارنت تسفاي” (15 عاماً)، فقال إنه يحرص على بيع السواك لأنه يدر عليه دخلاً يعينه في دعم أسرته.

بدوره قال “أسناقي تخلي” (17 عاماً) إنه يعمل في بيع المسواك الخشبي منذ سنتين، وأنه يحصل على أنواع السواك المختلفة بسعر الجملة الزهيد جداً من باعة سوق “ماركاتو”.

والسواك عود من عروق شجرة الأراك، يستخدم لتطهير الفم وتنظيف الأسنان، وهو مما يشدد على أهميته الدين الإسلامي.

ويحرص المسلمون الإثيوبيون على الالتزام بهذا المظهر الإسلامي، خصوصاً في رمضان، حيث قد يؤثر الصيام على رائحة الفم، ما جعل منح تجارة السواك تلك المكانة المتميزة في الأسواق الإثيوبية.

وينتشر شجر الأراك في العديد من الدول العربية والإفريقية، وخصوصاً المملكة العربية السعودية والساحل الشرقي للقارة الإفريقية.

وكالة الأناضول


تعليق واحد