اقتصاد وأعمال

ضرورة أم إسراف السلع في رمضان.. تزايد استهلاك يبحث عن تبرير!!


“استهلاك مضاعف” للسلع في رمضان تلك حقيقة يمكن أن يؤكدها كل متعامل بالأسواق وهو من المعلوم للتجار والمواطنين، أن حجم الاستهلاك للسلع كافة يرتفع ويتزايد الطلب عليها، والثابت أن سلعاً ما يرتفع حجم الإقبال عليها لمستويات قياسية لا يصلها في غير شهر رمضان، وبغض النظر عن حجم الحاجة الفعلية لهذه السلع فهل تعتمد الأسر على موازنات محددة تشتري عبرها ما تحتاجه كل بمقدار أم هو محض شراء لكل ما يقع على العين.

ثمة حالة من الحراك المكثف تظهر للداخل للأسواق خلال شهر رمضان المعظم، خاصة في الفترة المسائية وعقب الإفطار، ويقول تجار إن القوى الشرائية ترتفع مساء بأكثر من النصف بالمقارنة بالفترة الصباحية، ولكن ما الذي يبتاعه المواطنون من هذا الحراك المستمر والتجوال بالأسواق، وبحسب ما يقوله التجار وتؤكده قرائن الأحوال فإن حجم المباع من السلع يمضي في تزايد مضطرد، ورغم الصيام وتقليل حصة الفرد من الغذاء اليومي فإن متوسط ما يتم استهلاكه يومياً لأسرة ما، يزيد عن استهلاك بقية الأيام المعتادة، فما الذي يجعل الأمر كذلك؟.

قبل الدخول في تبريرات المواطنين، وما يقوله أهل السوق، يجدر بنا النظر للأمر من قبل المختصين، وفي هذا السياق تقول الدكتورة إيناس إبراهيم، أستاذة الاقتصاد القياسي بجامعة الجزيرة، التي أرجعت الأمر لمحض أسباب نفسية وعادات موروثة، فقالت إن شراء السلع والمواد الغذائية بكميات وفيرة ليس من المناسب عده كسلوك تبذيري، حيث تقول إن الشهر مرتبط بالصدقات وإكرام الضيوف الذين يكثر توافدهم في زيارات اجتماعية منتظمة لبعضهم خلال الشهر الكريم، منوهة إلى أن البعض وعلى العكس من هذا المسلك التكافلي يتخذ حلول شهر رمضان للإسراف في الطعام والشراب، ووسمت المسلك بالخاطئ، وشددت على أهمية اعتماد مبدأ صرف اقتصادي يضمن ترشيد الاستهلاك وتوفير المتطلبات الحياتية بلا إسراف، لجهة أن الاستهلاك يرتبط أساساً بالحاجة، ولا يمكن استهلاك شيء دون وجود حاجة له، ولم تنفِ اعتماد بعض المستهلكين على النظر فقط للشراء وليس على مدى حاجتهم الفعلية للسلعة من عدمها، فبرأيها عند البعض تكفي نظرة فقط للشراء، دون معرفة ترتيب الأولويات ولا بماذا يستفيد من السلعة.

بائع الخضار بالملجة الواقعة بسوق الكلاكلة اللفة، مصطفى يقول إن القوى الشرائية ترتفع لمستويات فوق المتوسطة خلال أيام رمضان، ويقول إن الكثير من زبائنه باتوا يضاعفون الكميات التي يبتاعونها قبل ذلك، وبرأيه فإن ذلك أمر طبيعي قياساً بمتطلبات شهر رمضان لكنه لم يوافق على سيادة مظاهر التبذير والإسراف في الاستهلاك، وعدها مظهراً لا يتناسب مع روحانية الشهر المعظم، كما أنه لم ينفِ وجود وانتشار الظاهرة وقال إنها واضحة ولكن ليس الجميع يقوم بالإسراف.

وتقول “ربة المنزل” سعاد إن مستلزمات رمضان تختلف عن بقية أشهر العام، وأكدت أن الحاجة تتزايد لبعض السلع خاصة الدقيق والسكر والخضروات واللحوم، وقالت إنها مكونات ثابتة بموائد رمضان ولكل الوجبات، فيما أقرت بأن المطلوب تحضير كميات الطعام على قدر الحاجة وعدم الإسراف في إحضار مواد غذائية وتجهيزها في وقت لا يتناولها أحد، أو يتم تناول القليل منها والاستغناء عن المتبقي بلا فائدة، وقالت إن الكثيرين يبتاعون كل ما تشتهيه أنفسهم نهاراً ولكن يتناولون جزءاً يسيراً منه عقب الإفطار، وهي هنا تشدد على ضرورة ترشيد النفقات وشراء الضروريات وبكميات مناسبة وعلى قدر الحاجة، وقالت إن الفترة المقبلة ستشهد مراجعة الأسر لاحتياجاتها، وتحديد المطلوب، منوهة إلى أن الطلب سيقل تدريجياً خلال الأسبوع المقبل على المأكولات والمشروبات، وبرأيها فإن الاتجاه السائد سيكون لتوفير أغراض أخرى مثل الديكور والأثاثات استعداداً للعيد، حيث تشير لتخصيص ربات المنازل لميزانيات منفصلة لهذه الأغراض وتجديد المنزل بمقتنيات جديدة، وقالت إنهن حريصات على ذلك.

للتدليل على تضاعف حجم الاستهلاك بين المواطنين لمعدلات عالية، يشير صاحب محل تجاري بوسط منطقة السوق العربي، لملاحظة قال إنها تفسر الأمر، قال إن المطاعم جميعها والكافتريات أغلقت محالها منذ بداية الشهر، وهي سوق كبير لأصحاب المخابز والخضروات والفواكه، منوها إلى أن إيقافهم لنشاطهم بفعل الصيام لم يوقف الاستهلاك، وقال إن المواطنين عوضوا كل فقد بأكثر مما كان يوزع من قبل.

الخرطوم: جمعة عبد الله
صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. اولا امن الجميع انه شهر تواصل روحي و جسدي . شخصيا اشتريت بكثافة لانني تعودت في هذا الشهر الاهداء و خاصة الفقراء و كذا بقية الشعب و الجهات الرسمية مثل ديوان الزكاة و وزارة الرعاية الاجتماعية و هيئة الاوقاف الاسلامية و غير الرسمية من منظمات و غيره تضاعف صرفها في شهر الرحمة هذا و هذه من معجزات هذا الشهر . الكثيى من الافطارات تكون في الساحات العامة ايضا تدخل من ضمن جهات الصرف .يعني مافي اسراف زي ما بفول الاستطلاع بل هو اكرام يتجدد سنويا مع شهر الصوم . و اعتقد ان زيادة القوة الشرائية داعم قوي للمتتجين و بالتالي للاقتصاد ان شهر كل شيء كله رحمات و ارحام و زكاوات ..ّ…. الخ