تحقيقات وتقارير

تُواجَه حكومة الخرطوم بعدة معضلات.. ماذا عن فصل الخريف وماذا عن الإسهالات وبداية فتح المدارس.. وما العمل؟ “لا وقت للتباهي”


قد يبدو طرح قضية استعداد ولاية الخرطوم لفصل الخريف عبثياً في الوقت الراهن، وفقاً لنظرة من يعتبر أن هنالك قضايا أخرى متشعبة أكثر إلحاحاً، فأخبار إحكام الإسهالات المائية لقبضتها على بعض الأحياء في أكثر من محلية، واقتراب عيد الفطر وما يترتب عليه من ضغوط مالية، بجانب إعلان انطلاق العام الدراسي مطلع يوليو المقبل، كل هذه يمكن وصفها بالقضايا المهمة، لحضورها الطاغي في يومية المواطن على الأقل، لكن هذا لا يقلل من ضرورة طرح سؤال عن أسباب تجاهل حكومة الولاية لاقتراب حلول فصل الخريف وما يترتب عليه من أضرار بليغة، إذا لم تسبقه حركة ملموسة نتجت عنها إزالة كاملة للأنقاض وفتح المجاري ورصف المصارف.
عهد الناس في حكومة ولاية الخرطوم أنها تعلن سنوياً عن إنجازات مهمة ضمن حزمة استعداداتها للخريف، ولكنها هذه المرة لم تكتفِ بأن تُظهر نفسها وهي واقفة على رصيف الحياد التام، كأنّ الأمر لا يمسها من قريب أو من بعيد بحسب إبراهيم عيسى – الموظف السابق بوزارة الشؤون الهندسية – إنما ظلت تسعى خلال الأيام القليلة الماضية للتباهي بقيامها بأعمال أخرى مهمة وجليلة، لا تقل عن أهمية الاستعدادات المبكرة للخريف، على رأسها مشغوليتها بأمر النظافة وإصحاح البيئة ومراقبة الوضع في ظل الانتشار السريع لعدوى الإسهالات المائية التي لم تنجُ منها ولاية منذ ظهورها قبل عدة أشهر.
لا يستبعد إبراهيم عيسى ضعف أو انعدام الميزانية الخاصة بالقضية، لكنه يؤكد على أن مثل هذه الأعذار ليست مجدية، ولن تكون مبرراً مقنعاً حينما يجد الناس أنفسهم وجهاً لوجه مع الفيضانات والسيول التي تنحدر من الأماكن القصية وتجتاح الأحياء في طرفة عين فتدكها دكاً، والشواهد كثيرة والأحداث المشابهة ماثلة وفقاً لرؤيته. ويضيف عيسى لـ(اليوم التالي): “الخاسر الوحيد هو المواطن؛ لأن حكومة الولاية بكل تأكيد لن تعجز عن إيجاد ملهاة أخرى تشغل بها نفسها حين تتهاوى أحياء بأكملها تحت السيول”.
على عكس إبراهيم اعتبر محمود عبد الله – مواطن بالحارة (30) أمبدة – أن حديثه عبارة عن نصيحة يرغب في تقديمها لحكومة الولاية أوجزها بشدة في أن عدم الاحتياط لفصل الخريف لا ينفي أن الخريف هذا العام لن يلوح في أفق ولاية الخرطوم وغض الطرف عنه، بالتأكيد سوف يجلب مصاعب قد تكلف ضعف ما يبذل في الاستعداد المبكر له، ولهذا من الأهمية بمكان أن تترك الولاية منطق سد هذه بطينة وتلك بعجينة، وأن تشمر ساعد الجد لفعل ما يمكن فعله في ما تبقى من أيام، وأن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي بتاتاً، كما هو معروف.
لا يكتفي البعض باتهام جهات الاختصاص بولاية الخرطوم بالابتعاد عن العمل بالتخطيط السليم والانشغال بعملية رزق اليوم باليوم فقط، كما تشير تحركاتها هذه الأيام في موضوع إصحاح البيئة، إنما ينظر إليها آخرون بأنها لا تقيس الأمور بموازين صحيحة بعدم وضع خطط واحتياطات لمجابهة أخطار الخريف، كما يرى محمود عبد الله، بل هنالك من يطرح سؤالاً مترعاً بالاحتمالات، فحواه: على أي أرجل سوف تقف حكومة الفريق عبد الرحيم محمد حسين لو أن الإسهالات المائية استمرت بهذه الوتيرة إلى فصل هطول الأمطار، فاختلط حابل ماء الإسهالات بنابل مياه الأمطار التي لن تجد لها مصرفاً نحو النيل أو الصحراء بكل تأكيد؟

اليوم التالي


تعليق واحد

  1. زي ما زمن كان عبدالرحيم قال الصواريخ جات بالضلمه ماشفناها
    هسي الخرطوم برضو ما شايفين فيها اي مشكلة