تحقيقات وتقارير

الغضب بلغ مداه في نفوس سكَّان الحي المعمورة.. “مكبّ النفايات.. الكمائن.. العشوائيات” الثالوث القاتل


مواطنون يعبثون بجبال النفايات بحثاً عن الخردة والقوارير البلاستيكية

رئيس لجنة تطوير الحي: لم نترك جهة حكومية إلا وطرقنا بابها

عضو اللجنة الشعبية: السكَّان يتركون منازلهم مساءً بسب أدخنة الكمائن

عندما كلفنا رئيس التحرير بالتوجُّه صوب حي المعمورة، الذي يُصنَّف ضمن فئة الأحياء الراقية ــ لوقوعه شرق الخرطوم، وعلى تخوم مجري النيل الأزرق ــ كنَّا نعتقد أن هذه المهمة ستكون بمثابة نزهة، نخرج فيها من أجواء وسط الخرطوم الخانقة. وكنَّا على يقينٍ تامٍ أن عملنا لن يستغرق سوى دقائق معدودة، فيما كنَّا بصدد تقصي حقيقته. فحسب تقديرنا وقتها، ليست بالقضية المعقدة. ولكن بعد أن وصلنا لموقع الحدث، تأكد لنا أن تقديراتنا كانت خاطئة. فالوضع هنا في منطقة “نيفاشا” ــ التي تقع من الناحية الشرقية من حي المعمورة وتحديداً مربع “84” ــ يمكن التأكيد على أنه كارثي، بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ. ولم نكن نضع في حُسباننا حدوثه في منطقة تقع على مُقربة من مقر وسط الخرطوم.

“نيفاشا”.. إحذر أمامك خطر
حينما وصلنا حي المعمورة مربع “84”، أو فلنقل مدينة؛ لبناياتها الشاهقة. استفسرنا عن منطقة تسمى “نيفاشا” فهي مقصدنا. فالأنباء التي استقيناها من رئيس التحرير أنها تحوَّلت لمكب نفايات وأضحت تشكل خطورة على الإنسان؛ إضافة للمجرى المائي الذي يقع على مُقربة من الحي الراقي. وقد تمَّ ارشادنا إلى موقعه ــ مع تحذيرات لم نفهمها من صاحب محل صغير لبيع “الحلويات والسجائر” ــ والذي طالبنا بتوخي الحِيطة والحذر. حديثه وتنبيهه لنا، جعلنا نعيد البصر كرتيْن. فسألنا قبل أن نصل إليها صاحب متجرٍ، فقال إن المنطقة التي نقصدها تقع على الضِفة الغربية للنيل الأزرق، والتي تنتشر فيها المزارع. وأوضح أن اسمها يعود إلى أنها كانت مستقراً للجنوبيين ــ قبل الانفصال ــ وأن بعضهم ما يزال موجوداً بها. لذا فإنها خطرة؛ بعد أن تحوَّلت إلى سكنٍ عشوائي، يمضي في ازدياد. عقب فراغه من الحديث، أيضاً طالبنا، وبعد معرفته هويتنا الصُحفية أن نتوخى الحذر.

وجهاً لوجه
ونحن نتوغَّل شرقاً، بعد أن تركنا “مربع 84 المعمورة” خلف ظهورنا. وبعد ان انتهى طريق الاسفلت، اتخذنا طريقاً ترابياً، فبدأت تلوح لنا في الأفق مبانٍ غير مكتملة، وضعت في مدخلها لافتة ضخمة تشير إلى انها مخطط سكني يسمى “حي الفيصلية” وكنَّا كلَّما توجَّهنا شرقاً تزداد كثافة أشجار المِسْكِيت. وكنَّا نُرسل أبصارنا عبر نافذة العربة للعثور على مكبِّ النفايات ــ الذي بات مثار استياء واهتمام من قِبل سكان حي المعمورة، خاصة القاطنين في “مربع 84” ــ ولم تطل جولة بحثنا النظرية عن المكبِّ، الذي بدأ واضحاً مثله وجبل توتيل، قبل الوصول الى مدينة كسلا بعشرات الكيلومترات. وكلما اقتربنا منه تكشَّفت لنا ملامحه أكثر، فقد كان بالفعل جبلاً من النفايات المتراكمة. وحينما ترجَّلنا من العربة؛ قابلتنا الروائح الكريهة التي حال بيننا وبينها أول مرة زجاج العربة المغلق. وهي رائحة تبدو مُنْفِرة كريهة ــ وهذا أقلَّ تعبيرٍ في وصفها ــ فقد كانت في غاية النتانة، حتى كدنا نُخرج ما في جوفنا، رغم حالة الصيام التي كنَّا عليها. لتكتمل الصورة القاتمة بوجود أعداد كبيرة من الذباب، والتي كانت كأنها تنتظر ترجُّلنا عن العربة، او لحظة فتحنا لنوافذها حتى تتسلل ناحيتنا. تعجَّبنا غاية التعجُّب من وجود جبل النفايات هذا وسط الخرطوم. فهذا المكان ــ حسب تقديرنا وقتها ــ لا يبدو ملائماً كي يكون مكبَّاً للنفايات، ليس لأنه يقع على مقربة من حي سكني، ولكن لأنه على مرمى حجر من مجرى النيل الازرق!!.

الأطفال… وغيرهم
لم نجد أمامنا غير التجوال في جبل النفايات، والتي وجدناها مختلفة الأنواع والأشكال. بقايا الطعام، والملابس المهترئة، و.. و.. كل ما يمكن تخيله. والأدهى والأمر؛ والذي أثار حيرتنا، فقد وجدنا أن النفايات الطبية أيضاً من مكونات هذا الجبل. والغريب في الأمر أنه تم تسويره بسلك شائك لا يحول بينه وبعثرة محتوياته إلى مناطق تقع على مقربة منه. وأكثر ما اثار حيرتنا ودهشتنا وجود صبية صغار في السِنِ وهم يعبثون بمحتويات تلك النفايات. وحينما اقتربنا؛ منهم عرفنا أنهم يبحثون فيها عن كل ما يمكن بيعه، وكانوا في ملابس رثةٍ وأجساد هزيلة. وأثناء وقوفنا معهم؛ فجأة ركضوا جميعاً يتسايقون ناحية عربة نفايات كانت في طريقها للمكبِّ. اكتفينا بالنظر اليهم لمعرفة أسباب تسابقهم. وبعد دقائق أفرغت العربة ما كانت تحمله في جوفها من نفايات، فتبارى الصغار في بعثرتها مُجدداً للحصول على ما يمكن الاستفادة منه. عدد الاطفال كان كبيراً، ويوجد من هم يفوقونهم عمراً. وقدَّر لنا طفل يدعى “أحمد” عدد الذين يتخذون “جبل النفايات” مصدراً للرزق بأكثر من “مائة” يحضرون يومياً إليه يبعثرون محتوياته للحصول على أشياء يمكن بيعها، مثل، “قوارير المياه الفارغة، والملابس المستعملة، والحديد” والأخير قال إنهم يبيعونه بالكيلو لتَّجار مختصين. وكان منظر الصِغار والكبار وكل واحد منهم يحمل جوالاً على ظهره، ويضع فيه ما يجده في “جبل النفايات” جالباً للحسرة، ومثيراً للحزن. فأقدار هؤلاء جعلت أرزاقهم رهينة بما يتخلص منه الآخرون.

وضع غريب
للمفارقة؛ فإن “جبل النفايات” ورغم الروائح الكريهة التي تنبعث منه، فقد وجدنا عدداً من السيارات تقف بالقرب منه، ليس هذا وحسب، بل عدد من المواطنين ــ لم نتبيَّن في البدء هويتهم وهم يغطون في سبات عميق ــ وأيضاً اكتشفنا وجود جبال أخرى للنفايات، لا تقل ارتفاعاً عن الجبل الذي وقفنا عنده. وفي وسط هذه الجبال برزت لنا عدد من المباني، فتوجَّهنا صوبها لنسأل عن هويَّة الذين يملكون قدرة النوم بعمق بقرب تلك الجبال، فعرفنا أن السيارات والنائمون والمكاتب جميعها تتبع لشركة جياد. وحينما ارتفعت حواجب الدهشة لدينا؛ عاجلنا من كان يتحدث لنا بمعلومة أخرى ــ ربما تكون قد بددت دهشتنا ــ وذلك حينما أشار إلى أن جبال النفايات التي وقفنا عندها، تقع في مكان يعتبر مكبَّاً وسيطاً في مزرعة استأجرتها “شركة جياد” من صاحبها، بغرض تشييد عدد من المكاتب عليها، وأن تكون مكانا لحفظ سيارت الشركة!! ويمضي محدثنا ــ والذي شدَّد على عدم ذكر اسمه ــ في حديثه مشيراً إلى أنه؛ وقبل ثلاثة أشهر، فإن هذا المكان تحول لمكبٍّ للنفايات بعلم سلطات محلية الخرطوم. واضاف: أبرمت شركة “جياد” عقداً مع الوحدة الإدارية بالخرطوم شرق لنظافة أحياء الخرطوم شرق، وأنها اتخذت المزرعة مكبَّاً للنفايات. ويقول الموظف؛ إن تراكم النفايات، وتحولها لجبالٍ، ومكبٍّ وسيط قد أثار ثائرة سكان “مربع 84 ــ حي المعمورة” والذين بحثوا عن صاحب المزرعة لاستفساره.. والشكوى إليه. فاتضح لهم أن ملكيتها تعود لرجل أعمال يدعي “تبيدي”. وأكد لهم أن العقد الذي أبرمه مع “شركة جياد” ليست من بين فقراته تحويل المزرعة لمكبِّ نفايات. ونفى علمه بخرق “جياد” لشروط العقد.

العشوائي يتمدَّد
المنطقة المتاخمة للنيل الأزرق؛ والتي يفترض بها أن تكون وجهة سياحية، لا تشكو من جبال النفايات وحسب!! فقد تكشَّف لنا وجود مظاهر سالبة أخرى، أبرزها تنامي السكن العشوائي، الذي يحيط بالمكبِّ، ويتمدَّد على مسافة متباعدة منه. والغريب في الأمر، وفي خضمِّ كل هذه الفوضى والتردي البيئي بهذه المنطقة، توجد عدد من مزارع الأبقار التي تنتج كميات كبيرة من الألبان، ويتم بيع جزء كبير منها في ذات الموقع، والذي يقع على بعد خطوات من مكبِّ النفايات. ووجدنا كميات كبيرة من الذباب تحيط بهذه المزارع، وفي الناحية الشمالية من المكبِّ توجد أيضاً عدد من الرواكيب العشوائية ــ وفي ذات حي “نيفاشا/ الفيصلية” والذي ما يزال يضم عدداً من الجنوبيين ــ فإن المنازل العشوائية توجد حتى وسط البنايات الشاهقة، خاصة تلك التي لم تكتمل عمليات تشييدها. وفي أثناء تجوالنا في الحي ــ الذي بدأ غريباً في كل تفاصيله ــ وقبل أن نبتعد عن المكبِّ رأينا عدداً من الشباب وهم يهرولون ناحية “جبال النفايات” فحاولنا أن نلتقط لهم صورة، إلا أن أحدهم توقف، وحمل “حجراً” من الأرض، وكاد أن يقذفنا به، ولكن تراجع واستعاض عن ذلك بتوجيه شتائم بألفاظ نابية، واقترب من العربة.. ولكننا آثرنا الصمت حتى ابتعد. ثم واصلنا جولتنا التي كانت الدهشة حاضرة بداعي رؤيتنا للكثير من المنازل العشوائية، والمظاهر التي لا يمكن أن يحتضنها مكان يتوسط النيل، و”حي أركويت” و”مخطط الفيصلية”، فالمكان هنا في غاية الفوضى. ثم وصلنا إلى مزرعة ــ علمنا أنها تحتضن “متنزة الخالدية” الذي شكى منه السكان من قبل في تحقيق اجرته “الصيحة” من داخله من قبل ــ ولكنه ما يزال موجوداً، وذات الشكاوى التي استمعنا اليها قبل عام وصلت لمسامعنا من مواطنين التفوا حول العربة، حينما علموا أننا صُحفيو،ن فجأروا بمر الشكوى من المتنزه، وكشفوا عن أنه بات مقصداً لمتعاطي الشيشة من الشباب من الجنسيْن. وفي شارع آخر باتجاه شاطئ النيل مجدداً أطلت المنازل العشوائية، وبالقرب منها يوجد مبنى ضخماً ــ لم نعرف عنه شيئاً حينما استفسرنا السكان، غير أن من يقطنوه يأكلون الكلاب ــ أما على شاطئ النيل الذي ذهبنا اليه للتمتع بمنظر المياه تفاجأنا بأن الكماين ما تزال تعمل في الضفتيْن، وحال الدخان الكثيف المنبعث منها بيننا والوصول إلى مياه النيل.. فعدنا أدراجنا. وقبل أن نخرج فقد رأينا مجدداً عدداً من الرواكيب وهي على مقربة من النيل أو فلنقل تقع على شاطئه الغربي.

داء السعر
بخلاف “جبال النفايات” و”المساكن العشوائية” و”أبخرة الكماين” فقد أفادنا عدد من السكان ان الكلاب أضحت تشكل خطراً آخر يحدِّق بالمواطنين. وسردوا لنا عدداً من الوقائع التي تؤكد وقوع أضرار بالغة عليهم. ومنها حالة امرأة أصابها داء السعر بعد تعرضها للعض من كلب مسعور. وأشاروا إلى انها توفَّت لاحقاً بعد أن عجز جسدها عن تحمل الداء. وأوضحوا أن طفلاً آخر لقي ذات المصير وفارق الحياة سريعاً ولذات السبب. ويقول مواطن بـ”مربع 84″ إن ما يحدث في هذه المنطقة يدعو للدهشة والتعجب. وأردف: أين السلطات الحكومية؟!! فهل يعقل أن يوجد مكبٌّ للنفايات بالقرب من الأحياء السكنية.. وعلى مقربة من النيل. أليس هذا سبباً كافيا لانتشار الأمراض ومنها الاسهال المائي؟؟!! وفوق ذلك توجد كماين.. وكلاب ضالة مسعورة.. وسكن عشوائي..!! بكل صدق أصبح الحي طارداً، وحتى “مخطط الفيصلية” فإنه لن يجد من يقطن فيه في ظل هذه الأوضاع المتردية. وفي ذات الاطار فإن امرأة أربعينية أكدت أنها تمتلك منزلاً في ذات المخطط، إلا أنها صرفت النظر عن الاستقرار فيه بسبب الكماين ومكبِّ النفايات.

استياء وغضب
ولأن كل شيء كان غريباً في المنطقة التي تجولنا فيها، خاصة مكبُّ النفايات الذي يجاور المنازل، ومزارع الألبان، توجهنا ناحية رئيس لجنة تطوير الخدمات بحي المعمورة “أبوعبيدة أحمد علي” والذي صب جام غضبه على سلطات محلية الخرطوم، كاشفاً في حديث لـ(الصيحة) أن الحي لا يعاني من مكبِّ النفايات وحسب، بل من مهددات أمنية عديدة. واعتبر المنطقة الواقعة على الشريط النيلي تمثل مصدر قلق للسكان وازعاج دائمين، ومنها كماين الطوب ومزارع الابقار. ويلفت الى أن قدرهم وضعهم بين مكبِّ نفايات، وزرائب، وكماين. وأنهم جراء ذلك محاصرون بالنفايات والروائح الكريهة، ويحلق حولهم الذباب. موضحاً أن مخاطر الحي لا تتوقف على الثلاثي الآنف ذكره، بل تشمل تمدد ظاهرة السكن العشوائي، الذي بات مصدر ازعاج ومخاوف لسكان المعمورة. وقال إن التردي البيئي ــ الذي وصفه بالخطير ــ أسفر عن وفاة طفليْن بالاسهالات المائية. وقال إن دور لجنتهم ينحصر في اصحاح البئية والردميات. وفيما يتعلق بالمكبِّ فقد كشف عن طرقهم للكثير من الأبواب لا يجاد حل نهائي، ولكن دون جدوى. كاشفاً عن أن المواطنين بلغ بهم الغضب مدى بعيداً، وذلك حينما هدد بعضهم باقتحام المكبِّ وحرق السيارات التي توجد في داخله. مؤكدا أنهم في اللجنة رفضوا هذا المسلك، وطالبوا المواطنين بالهدوء، واتباع الاجراءات القانونية، الى أن يتم الغاء المكبِّ. ويعود “أبوعبيدة” للحديث موضحاً وجود ظواهر سالبة أخرى تتمثل في صناعة الخمور بالمناطق العشوائية. إضافة لتنامي معدل السرقات، والتعرض للتفلتات بهدف النهب. وقال إنهم أبلغوا كل الجهات المسؤولة بولاية الخرطوم، ومنها المحلية.. والشرطة.. والمجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية.. ولكن ــ كما يشير ــ فإن الأوضاع لم تتغير حتى الان. موضحاً أن معظم سكان الحي يخرجون مساءً ويتوجهون نحو الحدائق والمتنزهات هروباً من أبخرة الكماين، وروائح مكبِّ النفايات. مجددا شكواه من الممارسات التي وصفها بالسالبة بـ”متنزه الخالدية” مؤكداً أن حي نيفاشا العشوائي بات مرتعاً خصباً للمجرمين. موضحاً أن أعداد لاجئ دولة الجنوب أيضاً في ازدياد بالمنطقة، وأن مساكنهم التي يقطنوها لا توجد بها دورات مياه، ويقضون حاجتهم في العراء.

مزيد من الشكاوى
من ناحيته؛ فإن رئيس لجنة الخدمات وعضو اللجنة الشعبية “أوشيك عبدالقادر” فقد لفت الى أنهم قدموا شكوى الى الوحدة الإدارية برئاسة “حسن مصطفى” الذي وعدهم بايجاد حلول نهائية للسكن العشوائي، والكماين، ومكب النفايات. نافياً في حديثه لـ(الصيحة) وجود اسهال مائي بالمنطقة. وقال إن الكمائن ظلت موجودة منذ عهد الوالي “عبدالرحمن الخضر”، ورغم ايقاف عملها إلا أن أصحابها يحضرون لممارسة عملهم. مبيناً عن دفعهم بشكوى لمعتمد الخرطوم، والذي قال إنه وعد بحل المشاكل. ومن ناحيته؛ فان رئيس اللجنة الشعبية بالمعمورة “عمر عبدالله” أكد على وجود عدد من المشاكل بالمنطقة. وقال إن مكبَّ النفايات محطة وسيطة لتجميعها، ومن ثم ترحيلها. مقراً بوجود تجاوزات من أصحاب الكماين. مبيناً ابلاغهم السلطات قبل شهر بوجود كلاب ضالة، ورأى أن المزارع تمثل بؤرة خصبة للجريمة.

عمر نمر: أصدرنا قراراً فورياً أمس باغلاق المكبِّ العشوائي
من هي الجهة المسؤولة؟
من هي الجهة المسؤولة عن هذا المكب؟ الاجابة التي بدأت لنا واضحة أنه المجلس الأعلي للبيئة والترقية الحضرية ــ هذا ما جاء في لافتة وضعت أمام المكب ــ الأمر الذي جعلنا نسأل رئيس المجلس الأعلي للبيئة والترقية الحضرية بولاية الخرطوم “اللواء عمر نمر”، عن هذا المكبِّ الذي ظل سكان حي المعمورة يجأرون منه بمرِ الشكوى. فكشف في حديثه لـ(الصيحة) أن اللافتة التي تم وضعها أمام المكبِّ لا علاقة للمجلس الأعلى للبيئة بها، وأنه لم يضعها. ويمضي في حديثه قاطعاً بعدم مسؤوليتهم أيضاً عن هذا المكبِّ، مؤكداً أن محلية الخرطوم هي الجهة المسؤولة عنه. موضحا أن أعمال النظافة بحسب القانون وتوجيهات الوالي تقع ضمن اختصاص المحليات، ومن ثم نقل النفايات نحو المحطات الوسيطة. وأردف: من المحطات الوسيطة تبدأ مسؤولية هيئة نظافة ولاية الخرطوم بنقلها الى المرادم النهائية لإجراء عمليات الفرز والمعالجة.

قصة مكبِّ المعمورة
وفيما يتعلق بمكب المعمورية ــ قال ــ انشأته شركة تعاقدت معها المحلية لنظافة أحياء شرق الخرطوم لتجميع النفايات قبل ايصالها المحطات الوسيطة، بداعي عدم امتلاكها آليات كافية، حيث تستعمل “جرارات ومواتر” وقد استأجرت مزرعة بالقرب من المعمورة لهذا الغرض. وقطع “اللواء نمر” بخطأ إنشاء مكبِّ نفايات بالقرب من حي سكني لأضراره البالغة على البيئة. وكشف “اللواء نمر” عن أنهم؛ وحينما علموا بأمر هذا المكبِّ ــ عقب إثارته بزاوية رئيس التحرير في عدد الأمس ــ عقدوا اجتماعاً وتأكدوا من حقيقة المعلومات التي جاءت في الزاوية. فأصدروا قراراً فورياً باغلاق المكبِّ، وعدم السماح بترحيل الأوساخ إليه مطلقاً، إضافة لازالة اللافتة التي تشير الى أنه يتبع للمجلس الأعلى للبيئة. ومن ناحية أخرى فإن رئيس المجلس الأعلى للبيئة اعترف بوجود مشكلة في النفايات، وقال إن الحل يكمن في دخول القطاع الخاص صاحب الإمكانات الكبيرة مثل “الشركة المغربية” التي تدشن عملها اليوم بمحلية الخرطوم.

الخرطوم: مياه النيل مبارك
صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. لا إله إلا الله ..
    إلى متى ومثل هذه الكوارث تظل بلا حلول ..
    كيف تعجز دولة بكل ااجهزتها عن إيجاد حل لمثل هذه المشاكل ..

    لا حول ولا قوة إلا بالله