تحقيقات وتقارير

شارك فيها البشير.. (ايقاد).. كلهم في الحل (شرق)


لا يمكن أن تكون قمة دول شرق افريقيا (ايقاد) كسابقاتها، فالقمة بالرقم “31” كانت مخصصة للتباحث حول الأوضاع في دولتي “جنوب السودان” و”الصومال”. وشارك رئيس الجمهورية “عمر البشير” مع نظرائه الافارقة لايجاد حلول لقضايا البلديْن، ولكن المهم أنه استغل المنبر الرفيع لتوضيح استمرار دعم دولة الجنوب للحركات المسلحة الدارفورية، وارتباطها السالب بالحركة الشعبية قطاع الشمال.

واستغل السودان المنبر الإقليمي خير استغلال للتسويق لموقفه، وتوضيح تدخلات دولة الجنوب في الشأن السوداني، رغم ما قدمه السودان لدولة الجنوب خلال أزمتها المتطاولة منذ إعلانها كدولة مستقلة عن السودان، عقب ترجيح مواطنيها كفة الإنكفاء جنوباً، وتكوين دولتهم في اعقاب استفتاء أُجري في العام 2011م.

وتأتي توضيحات الخرطوم على بعد أيام من نهاية مهلة منحتها إيَّاها الولايات المتحدة لاختبار مدى جديَّة الحكومة السودانية في انفاذ خمسة مسارات أحدهما يمثل دور السودان في حلحلة أزمة دولة جنوب السودان، وبمقتضى التقدم المحرز؛ ستقرر واشنطن رفع اسم السودان من قوائم الحظر الأمريكية من عدمه.

هامش القمة
شارك السودان في القمة بوفد يقوده الرئيس “البشير”، والتقى على هامش القمة برئيس الوزراء الأثيوبي “هايلي مريام ديسالين”، وبحث اللقاء العلاقات الثنائية وسُبل تطويرها، والقضايا الإقليمية المشتركة، بجانب لقاء آخر عقده “البشير” مع رئيس الوزراء الصومالي، وبحث اللقاء تطورات الأوضاع في الصومال. بجانب ذلك استفاض خطاب الرئيس الذي قدمه أمام القمة في ملف السودان ودولة جنوب السودان، وما ظلت تقدمه دولة الجنوب من دعم للمتمردين في حركات دارفور وقطاع الشمال.

موقف السودان
في تصريحات صُحفية بعد وصول الرئيس لمطار الخرطوم ــ عقب انقضاء القمة ــ أوضح المدير العام للإدارة السياسية والإعلام بالقصر الجمهوري “د.عبدالملك البرير” أن الرئيس “البشير” استعرض خلال القمة تطورات الأحداث في دولة جنوب السودان، وأثرها على دول الجوار. مؤكداً على ضرورة تطبيق بنود إتفاقية السلام مع دولة الجنوب، وإشراك كافة القوى السياسية الفاعلة تحقيقاً، للأمن والاستقرار. مشيراً للدعم الذي قدمه السودان إلى دولة جنوب السودان، واستقباله للاجئين ومعاملتهم معاملة السودانيين.

ودلف “البرير” ليتحدث عن خطاب “البشير” الذي حوى اتهامات واضحة لدولة جنوب السودان لدعمها للحركات المسلحة السودانية، مما يهدد الأمن والاستقرار، خاصة في ولايات دارفور ــ وفقاً للاحداث الأخيرة ــ وعلى ذلك رأى كثير من المراقبين أن الإشارة لدعم دولة الجنوب لتأجيج الصراعات بالسودان، أهم ما حمله خطاب الرئيس لتوضيح الموقف السوداني عبر منصة إقليمية تعتبر مهمة للغاية.

خطاب موفَّق
ناقشت قمة الإيقاد الإستثنائية عدداً من الملفات الداخلية والخارجية التي تهم السودان، وحمل خطاب الرئيس تلك المضامين التي دلقت على قادة الإيقاد مما يتوقع إسهامه في حل القضايا العالقة خاصة مع دولة الجنوب.

ويرى المحلل السياسي والاستاذ الجامعي دكتور “عمر عبدالعزيز” أن خطاب الرئيس الذي تلاه في قمة الإيقاد الإستثنائية كان ضافياً وشاملاً ومعداً بدقة كبيرة لتوصيل رسائله التى يحملها. وقال “عمر عبدالعزيز” خلال حديثه لـ(الصيحة) إن الرئيس “البشير” من خلال كلمته لقادة الإيقاد، أراد إدخالهم في الملف السوداني ودولة جنوب السودان، لتكون الإيقاد حاضرة ومتفهمة لطبيعة الأوضاع، وما قدمه السودان لدولة الجنوب. وأشار ع”مر عبدالعزيز” إلى أن البشير قدم توضيحاً شاملاً لما قدمه السودان للاجئي دولة جنوب السودان من حسن المعاملة والإيواء والدعم المنقطع النظير. وما ظلت تقدمه دولة جنوب السودان من دعم للتمرد واحتضانها للفرقتيْن “التاسعة والعاشرة”. وزاد “عمر” بأن قمة الإيقاد ساهمت في توضيح موقف السودان، خاصة في ملف جنوب السودان، تحسباً لما هو قادم، حتى يكون موقف السودان واضحاً للقارة الإفريقية والإيقاد. خاصة وأن قمة الإيقاد جاءت بعد إثبات دعم دولة الجنوب لحركات دارفور المتمردة في معركة “وادي هور” الأخيرة. وقال “عمر عبد العزيز” إن من إيجابيات القمة أنها مارست ضغطاً على حكومة سلفاكير لإثنائها عن دعم حركات التمرد السودانية بالتلويح بملف إغلاق السودان لحدوده أمام اللاجئين الجنوبيين، بسبب أن دعم دولة الجنوب لعدم الاستقرار في السودان “فات الحد” بحسب تعبير “عمر عبدالعزيز”.

استغلال سانحة
من هنا ينتظر أن تؤدي قمة الإيقاد دورها المطلوب منها، خاصة في خطاب الرئيس “البشير” الذي وصفه المراقبون بالشامل، لإطلاع القادة والدول المشاركة في القمة على تطورات الأوضاع بين الدولتين، وما ظل يقدمه السودان، وما تقدمه حكومة جوبا بالمقابل. وهو ما تم تحليله على أنه استغلال حقيقي وموفق لمنبر مهم لتوضيح رأي وموقف السودان لدعم موقفه في المحافل الدولية. ذات المنحى يذهب في طريق التغيرات الإقليمية الجديدة التى فرضت على السودان وضعاً جديداً، خاصة بعد قُرب إنقضاء الفترة المحددة لفترة الاختبار التى وضعتها الولايات المتحدة الامريكية لحكومة السودان عبر المسارات التى أقرتها إدراة الرئيس السابق “باراك أوباما” لرفع العقوبات من السودان، والتى من ضمنها المساعدة في استقرار وسلام دولة جنوب السودان، ولما كان منبر الإيقاد مخصصاً لمناقشة قضايا دولتيْن تعانيان هزالة الأمن والسلام الداخلي “الصومال” و”جنوب السودان”، فما كان للسودان إلا أن اقتنص الفرصة ليمرر أهدافه وتوضيح موقفه في منبر إقليمي مهم كالإيقاد.

الخرطوم: محمد أبوزيد كروم
صحيفة الصيحة