رأي ومقالات

هل طه عثمان بدرجة من الغباء للمغامرة بالاطاحة بالبشير؟


لا طه ولا قوش ـــ بل ……..
لا اقصد ما يقال عن ان الأول اطاح بالثاني، انما قصدت مقاربة بينهما من حيث الطموح الذي يتم النفخ فيه حتى يطيح بصاحبه..
صلاح قوش كان في يوم من الايام صاحب قوة سلطة وقوة مال يكاد يكون الثاني في الدولة بعد الرئيس.
تتوفر تحت يديه اموال ضخمة غير خاضعة للمراجعة الحكومية، لا اقصد انه افسد بها بقدر ما قصدت ان المال متوفر تحت يديه يقضي به مايريد. ومن الناحية الاخرى كان تقريبا ثاني اقوى رجل في الانقاذ بعد البشير تحت يديه واحدة من القوات النظامية التي يمكن ان تكون الثانية من حيث الترتيب لكنها تتفوق على القوات الاخرى بانها كلها تدين له بالولاء.
على النطاق العالمي كان للرجل علاقات قوية مع اقوى جهاز استخبارات في العالم السي آي أي، الذي بالاضافة الى قوته المباشرة له قوة مضافة اخرى اكتسبها من تحالفات مع اجهزة استخبارات اخرى اقليمية ودولية.
لكن الرجل اتهم بمحاولة قلب النظام والاطاحة بالبشير. السؤال هنا ماذا كان ينقص قوش من سلطة او مال حتى يحاول الاطاحة بالبشير؟ أعتقد او اجزم ان قوش كان ازكى من ان يدخل في مغامرة مثل هذه تفقده الكثير إن فشلت ولا تكسبه الا القليل حال نجاحها…
لكنه فعل….
ولنترك قوش هنا ونرجع الى الفريق طه..
ايضا تدرج طه حتى اصبح نصف رئيس، له سلطات اكبر من رجال الصف الاول في الحركة الاسلامية، يقال انه اطاح بالنائب الاول مخطط انقلاب الانقاذ الاول علي عثمان محمد طه.. لنستصحب ان علي عثمان لم يتم اعتقاله طوال شهور الانقاذ الاولى بباطة لانه كان المدير الفعلي وقتها…وهو الرجل الاقوى الذي عندما انحاز الى اصحاب مذكرة العشرة تمت الاطاحة بشيخ الترابي رحمه الله.. في زمن كان الترابي هو الكل في الكل..
طه اصبح ظل الرئيس في الارض بل يمكن ان يفعل الكثير بمجرد ان يعلن الرئيس يريد ذلك، اصبحت تحت يديه اموال واموال، حصل على التابعية السعودية بكل سهولة، ومنها اصبح يمثل رقم مهم في علاقات المملكة الخارجية والدولية، معظم الوفود السعودية الى الخارج كان طه جزء منها… وصلت قوته الفعلية في السودان انه يعلن قطع العلاقات مع ايران بمهاتفة من الخارج وبدن علم الوزير المختص….
ثم اصبح مسؤول السودان للعلاقات مع الدول الاهم في الاقليم. عندما يتعذر سفر الرئيس يكون البديل الاقرب هو وليس الوزير المختص.
ثم ذهب الى واشنطون وعاد ومعه رفع جزئي للعقوبات الامريكية .. قد يكون هو المنجز وقد يكون مجرد صدفة… لكن تم النفخ في هذا الملف حتى اصبح حقيقة ماثلة…
اصبح طه يملك اموال ضخمة بل الخرطوم تهمس جهرا انه كان ينقل دعم الخليج للخرطوم في كل اموال سائلة… ليس هناك رقيب عليه سوى ضميره…
نفوذ طه وصل الى حد الاطاحة بشيخ الأمين الذي عجزت احياء ابروف وبيت المال عن وقف نشاطات مريديه في المنطقة، لكن طه في ساعة نهار جعل شيخ الأمين مجرد لاجئ سوداني في اروبا واغلقت خلوته في ساعات…
طه اصبح يملك الاموال والسلطة داخليا وخارجيا واقليميا ودوليا….وقد لا يملك الكاريزما والطموح الذي يجعله يخطط للاطاحة بالبشير، بل اصلا لماذا يطيح بالبشير وهو يقاسمه تقريبا سلطاته كلها ويفعل مايريد تحت اسم ابن الرئيس الذي لم يلده…
مرة اخرى هل طه بدرجة من الغباء للمغامرة بالاطاحة بالبشير؟ وهو إن نجح واطاح به ورث دولة متهالكة اقتصاديا ومجتمعيا ويعاني اكثر من ثلثيها حروب وتمرد، وإن فشل فقد كل هذه الامتيازات بل قد يفقد روحه نفسها…
لكن على الرغم من ذلم فعلها طه
إذن من القاسم المشترك بين نهاية قوش ونهاية طه؟
اعتقد هو التخطيط للاطاحة بالبشير… لكن لماذا المغامرة؟
او بطريقة اخرى من زيّن لهما القيام بهذا العمل ومن جعلهما يقتنعان بأنها خطوة سهلة تباركها كل الدنيا
اقول ان قوش في آخر ايامه كثّرت سفرياته الى الولايات المتحدة، وأقول ان طه في نهاية ايامه سافر الى الولايات المتحدة ثم قابل الرئيس المنتخب الجديد ترامب
واقول ان عندما كادت ج افريقيا ان تعتقل الرئيس البشير، انتقلت الخرطوم لمناقشة ماذا يقول الدستور في حال اختفاء الرئيس…
اقول ان اطراف الولايات المتحدة لها قناعة بضرورة ذهاب البشير وغالبا تكون المحفز الاول لمحاولة قوش وطه الاطاحة به، اقليميا هناك تسريبات في اوقات سابقة عن عرض استضافة سعودي وآخر اماراتي حال تنازله عن الحكم…
اخلص الى ان مهددات الاطاحة بالبشير ليس في قوش ولا طه ولا اي مغامر آخر، المهددات اصبحت في شبه الاجماع السكوتي الداخلي والخارجي على ان الحل يمر عبر الاطاحة به.

بقلم
علي ميرغني

علي ميرغني
علي ميرغني

‫6 تعليقات

  1. يا راجل لولا البشير لكنت الآن لاجئا تتوسد الأرض وتلتحف السماء في بلاد ضيقة بأهلها هل الشعب السوداني بهذه الدرجة من الغباء السياسي الذي يجعله يبدل الخبيث بالطيب نعم هناك فساد ولكنه موجود في كل الدنيا والبشير نفسه لا يستطيع كبح خيول الفساد لوحده لو لم يساهم كل مسؤول ومواطن معه يعني نصلح أنفسنا كمواطنين أولا ونرجو صلاح الدولة والمرتشي لو لم يجد راشيا إلا يموت كمد ياربي اصلحنا في هذه العشرة الاواخر ونصيحة مقالك فطير يعني بتاع ثالثة اساس

  2. بالنسبة لاجابة السؤال نعم .. الغرور يخلق نوع من الغباء يسحب صاحبه إلى قبره.

    اما ان يكون عند مسؤول ما حتى لو كان رئيس الجمهورية نفسه مبالغ ضخمه غير خاضعه لاي مراجعه فهذا والله من اعجب ما سمعت فاذا بليتم فاستتروا .. طبعا رجل ثقه من الاشراف ولا يمكن يفسد مش كده والا ايه!!!!!

  3. يا علي ميرغني الاطاحة بالبشير بانقلاب (ناعم أو خشن) هو أسوأ سيناريو
    يُمكن أن يحدث للسودان في هذه الظروف التي لاتُخفي على أي إنسان عادي
    إذاً بأي حالٍ مِن الأحوال لايُمكن أن يكون الحل عبر الإطاحة به

  4. يا علي ميرغني الاطاحة بالبشير بانقلاب (ناعم أو خشن) هو أسوأ سيناريو
    يُمكن أن يحدث للسودان في هذه الظروف التي لاتُخفي على أي إنسان عادي
    إذاً بأي حالٍ مِن الأحوال لايُمكن أن يكون الحل عبر الإطاحة به

  5. هذا الكاتب , علي ميرغني يكتب بغل وكره وبغير إنصاف ( بلد ثلثيها في حالة تمرد وحروب ) هل يكتب هذا عن السودان ؟ ثلثا السودان !!!؟ أين هما هذان الثلثان يا رجل ؟ هناك جيبان صغيران في النيل الأزرق وجبال النوبة , هل هذان الجيبان يمثلان ثلثي مساحة السودان ؟ أم أنك حركة شعبية وحزب شيوعي تتكلم بحقد وكراهية وغل وترى السودان من خلال خرم إبرة الحزب الشيوعي المصاب بالقهر لأن الحياة تسير بدون وجوده !!

  6. هناك كثير من الغط بخصوص طه والفساد مع كثير من الغرائن. لكن بكل اسف هناك ايدى خبيثه استغلت تلك الاحداث لتنسف تحالف السودان بدول الخليج وتعيد السودان الى دولة ضد ومن ثم يخسر كل علاقاته الاستراتيجية معها واستثمارتهم. فالحذر الحذر