الطيب مصطفى

خواطر حول (قرآن) الشيطان عبدالواحد! (1)


فيديو مستفز انتشر بين وسائط التواصل لشاب تابع للمتمرد الخؤون عبدالواحد محمد نور ينتصب فيه واقفا (يصلي) بصوت عالٍ وبلغة ركيكة زعم أنها (قرآن) وسمى في (تلاوته) زعيمه عبدالواحد رسولاً بُعث لتحرير البلاد والقضاء على الجنجويد مع كثير من القيء العنصري النتن.

قبلها سرب شريط لما زعم أنه (قرآن) من تأليف عبدالواحد محمد نور وانتشر ذلك الشريط كما النار في الهشيم لدرجة أنه أحرج حتى (عبدالواحد) الذي لا يتحرج من فعل شيء ولا يعرف قيمة الحياء ولذلك طلب الرجل التحقيق حول كيفية تسريب شريطه القبيح.

بالله عليكم هل فكرتم قرائي فيما يهدف إليه هؤلاء الحمقى بصنيعهم هذا الذي يصادمون به عقيدة كل أهل السودان ويهوون به كمعول ضخم على رؤوسهم ورأس زعيمهم عبدالواحد وهراوة تفتك بهم وبه وتحطم مستقبله وتدمره تدميراً ثم هل هو عمل مرتب تم بشكل تنظيمي من داخل مؤسسات الحركة أم أنه ناتج عن تصرفات فردية تنم عن تخبط وفوضى تسود تلك الحركة المسلحة البغيضة بعد أن سيطر عليها اليأس والقنوط جراء الهزائم الساحقة الماحقة التي لحقت بها؟.

لا يمكن بالطبع تصور أن يقوم عبدالواحد بنفسه بتلك العملية القذرة التي يفترض أن تفقده أقرب الأقربين إليه فكيف لهذا الحقير أن يهزأ بالقرآن الكريم في إقليم القرآن وبين أهل القرآن ؟! كيف يجرؤ على أن يتلاعب بأعظم مقدسات البلاد ليبث من خلال تخريفاته وأباطيله أحقاده العنصرية الدفينة وما هو بربكم الهدف من استخدام تلك الوسيلة الانتحارية الخسيسة التي دمر بها مستقبله السياسي إلى الأبد؟!

دعونا أولاً نثبت حقيقة لا ينتطح حولها عنزان وهي أن كل قادة الحركات الدارفورية الأخرى سواء تلك التي انتظمت في الحوار الوطني أو حركتي جبريل ومناوي يختلفون عن شخصية عبدالواحد النزقة المتهورة المجردة من الحياء ذلك أن الرجل هو الوحيد بين جميع لوردات الحرب الذي سقط حتى في أنظار داعميه من الخواجات في باريس وتل أبيب وغيرهما بل وفي أنظار الأفارقة بمن فيهم الوسيط ثابو أمبيكي لدرجة أنهم أطلقوا عليه (مستر نو) لأنه ظل يرفض السلام بعد أن أشتهر برفض جميع المبادرات وبتقديم طروحات مستحيلة جعلت حتى الوسطاء يستبعدونه من جولات التفاوض.

كذلك فإن عبدالواحد دون غيره من قادة الحركات الدارفورية دأب على زيارة إسرائيل على رؤوس الأشهاد بل وظل يتفاخر بذلك وقد شاهدته بعيني رأسي وهو يتحدث على الهواء مباشرة لقناة الجزيرة الفضائية من تل أبيب ويعلن أنه فتح مكتباً لحركته في العاصمة الصهيونية وأنه إذا آل إليه الحكم في السودان سيفتح عدداً من المكاتب لإسرائيل في بلاده.

إذن فإن الرجل لا يشبه الآخرين فهو يصدر عن مرجعية فكرية مختلفة مع حقد مركوز في شخصيته المتوحشة فقد نشأ في أحضان الحزب الشيوعي السوداني إذ كان منظماً أيام دراسته الجامعية في الذراع الطلابي للشيوعيين : (الجبهة الديمقراطية) شأنه شأن الشيوعيين عرمان والحلو وباقان ومعلوم أن (الصراع) عنصر أساسي في تكوين الشخصية الشيوعية (صراع الطبقات في النظرية الماركسية) كما أن عبدالواحد ينطوي على شخصية غريبة الأطوار تبيح كل المحظورات الدينية والوطنية والسياسية.

هل بربكم يتوافر مثل هذا السلوك (الإباحي) – أي الذي يبيح لنفسه ما يشاء ولا يكترث لأثر أو عاقبة تصرفاته وأفعاله وأقواله على الآخرين – هل يتوافر في إنسان سوداني عادي عاش وترعرع في ثرى هذه البلاد الطيب أهلها وتشرب قيم وتقاليد شعبها الكريم؟.

تأملت في صنوف مختلفة من البشر واستدعيت نماذج مرت عليّ خلال دراساتي المتواضعة وتجربتي الشخصية الهزيلة لأحاول معرفة العلة الأساسية التي تحرك أمثال عبدالواحد وذلك للتعرف على الكيفية التي يتم التعامل بها معهم.

يحرك شخصية عبدالواحد المبتلاة بتلك النقائص الفكرية والشخصية صفة أخرى أضيفت لتشكل ذلك المسخ المشوه اعتبرها الأقبح بين جميع الصفات التي يمكن أن يرزأ بها الإنسان ، إنه (الحقد الأعمى) الناشئ عن عقدة نقص مركوزة في نفس الحاقد فهي التي تخرج كل تلك الشرور وتنثرها لتسمم بها الأجواء وتصنع بها الفتن وتشعل بها الحروب وتخرج بها الإنسان من رضوان الرحمن.

أواصل غداً بإذن الله تحليل هذه الشخصية الشيطانية الغريبة التي أبتلي بها السودان مستعرضاً نماذج من التصرفات المختلفة إزاء ذات الدافع وفقاً لطبيعة الشخصية من حيث الشدة واللين والتي ينطوي عليها كل منهم فقد كان رد فعل نبي الله موسى مختلفاً عن رؤية أخيه هارون حول قضية عجل السامري وكذلك كان أبوبكر الصديق مختلفاً عن الفاروق عمر في قضية أسرى بدر .

هذا في عالم الأخيار فكيف يتعامل الأشرار من دهاقنة التمرد والتوحش الذين رزئت بلادنا بتمرداتهم اللعينة ؟!

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة