تحقيقات وتقارير

تفاصيل تأخير الإعلان.. مواعيد الشهادة الثانوية.. كتابات داخل مستطيل التوقُّعات


الرابط بين الأمين العام السابق للأمم المتحدة “بان كي مون” وبين الأسر السودانية التي يجلس أبناؤها لتأدية امتحانات الشهادة السودانية، هو “القلق”.

“مون” اشتهر بإعرابه المستمر عن قلقه ازاء ما يدور في العالم، ومقابل ذلك يأخذ راتبه الأممي. بينما يقلق الأهالى بشأن تهيئة الجو المناسب للممتحنين، ثم يساورهم القلق على النتيجة، ولاحقاً على المستقبل. فكيف مع ذيوع أخبار إعلان النتيجة أمس (السبت) عزز من ذلك الرسائل التي بعثتها شركات الاتصالات للتعريف بالأرقام الخاصة لمن يريد الوصول إلى نسبته في امتحانات مارس المنصرم.

دواعٍ
ساور الأهالى قلق مضاعف من أن يكون الإعلان عن تأخر النتيجة لما يشاع عن ضعف فيها، خاصة في ظل إشارة عدة جهات لتدني نسبة النجاح هذا العام لنسبة 45%.

حتى السياسة أطلت بوجهها في إعلان النتيجة الأكاديمي القح. ومما قيل في الصدد إن ما يجري من تطورات في الطاقم المكتبي للرئيس “عمر البشير” حال دون اطلاعه على نتيجة هذا العام، الأمر الذي أفضى لتأخير الإعلان.

شائعة ثالثة لدواعي التأجيل؛ ويحاول أصحابها إلباسها لبوس الموضوعية، تتصل بشركات الاتصالات التي جرت العادة أن تقدم خدماتها لمن يريد معرفة النتائج. وقيل إن إحدى الشركات عجزت هذه المرة عن تحميل قوائم الطلاب في الوقت المحدد، الأمر الذي دفع الوزارة إلى إعلان موعد جديد.

حديث مغاير
رغم انتظار الأسر السودانية يوم أمس (السبت) كموعد لاماطة اللثام عن نتيجة الشهادة، تقول وزارة التربية والتعليم إنها لم تضرب ذلك اليوم لإعلان الشهادة، وإنما الموعد ضرب من بنات أفكار وسائل التواصل الاجتماعية.

عليه؛ حولنا تساؤلنا في (الصيحة) من جدل اليوم المضروب، نواحي الأسرار الكامنة وراء حالة الابطاء في إعلان النتائج ولازمت العام الحالي.

يقول مسؤول التخطيط التربوى بوزارة التربية والتعليم “د.صلاح الطيب” فى تصريحات خاصة لـ(الصيحة) (صحيح أن الفراغ من اعمال الكنترول تم في يوم الجمعة الماضية، إلا أن ذلك إجراء تليه إجراءات فنية عكفت الوزارة على انهائها).

مؤكداً أن الوزارة لم تألوا جهداً فى إعلان النتيجة فى الموعد المحدد لها، ذلك أن العاملين فى أعمال الكنترول ظلوا يعملون حتى الساعة الخامسة عصراً من كل يوم، كما تم تقليص عدد الأيام المحددة لأعمال الكنترول، والتى كان محدد لها 50 يوماً، قاطعاً بعدم وجود تدنٍ فى نتيجة الشهادة. وقال إن مركز المعلومات يعمل بتنسيق مع شركات الاتصالات، ويعقد اجتماعاً مع كل تلك الشركات لتقوم بعملها المنوط بها. ولكنه عاد وأقر بوجود تأخير فى إعلان النتيجة لا سيما مع زيادة عدد الطلاب الذين جلسوا للامتحانات لهذا العام بنسبة 10% مقارنة بالعام السابق.

تفادي الأخطاء
نقطة مهمة قد تكون مدعاة لتأخير، وذكرها مسؤول التخطيط التربوي، وتتصل بتحسبهم للوقوع فى الخطأ. مؤكداً أن العاملين فى أعمال التصحيح والكنترول يعكفون حالياً على اتباع خطوات للمراجعة تفادياً لأية أخطاء. وأكد أن أوراق الامتحانات تُراجع قرابة الأربع مرات، وذلك لصعوبة تدارك الأخطاء عقب الإعلان.

الثلاثاء موعداً
قطعت مصادر في الوزارة؛ بأن إعلان النتيجة يكون فى موعد اقصاه الثلاثاء المقبل، هذا إن لم يكن يوم الاثنين. مؤكدة أن التأخير سببه عدم اطلاع رئيس الجمهورية على النتيجة وإجازتها. مؤكداً أن تخصيص شركات الاتصالات لأرقام خاصة بالنتيجة، وتعميم ذلك على الأجهزة الجوالة يعد نوعاً من الاستثمار المفهوم. منوهاً أنه لا يمكن التعرف على النتيجة قبل إعلانها فى مؤتمر صحفى يبث عبر القنوات الفضائية السودانية. وأكدت المصادر أن التلفزيون القومي لم يخطر حتى كتابة التقرير بموعد إعلان النتيجة ليقوم بدوره بتغطية الحدث. مطمئناً الأسر بأن المؤتمر ينعقد فى غضون يومين. وقطع بأن النتيجة تم تجهيزها بالكامل، ولم ينقصها سوى الإجازة من قبل رئيس الجمهورية.

عدم احتكار
أوضح الخبير التربوي “إسماعيل تيراب” أن أعمال التصحيح والكنترول تستغرق في العادة “75” يوماً. وعادة ما يتم اعلان النتيجة بعد ذلك. وقال لـ(الصيحة) إن الهلع وسط الأسر جاء نتيجة لتسابق شركات الاتصالات في ارسال رسائل خاصة بالنتيجة، الأمر الذي ساق إلى ذهاب التوقعات بإعلان النتيجة يوم (السبت). مؤكداً أن عدم احتكار الأمر لدى شركة بعينها أدى لهذا التنافس المحموم. وأشار “تيراب” أنه حسب الموعد الذى حدد للامتحانات، فإنه ليس هناك تأخير يذكر لتأخير النتيجة. لكنه أكد أن أعمال التصحيح والكنترول فى شهر رمضان الفضيل تعتبر إحدى الأسباب. مؤكداً أن الانتاج والتركيز للعاملين فى رمضان يقل عن بقية الأيام. وقال إن المراجع فى رمضان يراجع عدد (500) ورقة فى ساعتين. بدلاً عن ساعة واحدة مشيراً إلى أن النتيجة عادة تحفظ على قرص يذهب للإدارة العامة للقبول.

امتحانات تقليدية
من جهته اعتبر الخبير التربوي “محمد العبادي” أن قلق الأسر أمر طبيعي وبدهي. مؤكداً أن التأخير يؤدى الى نوع من التجويد والصياغة المطلوبة. لجهة أن النتيجة بعد إعلانها لا تقبل المراجعة والتدقيق. وعاب على وزارة التربية والتعليم الطريقة التقليدية فى أداء الامتحانات إذ يمحتن الطلاب فى مقررات الصف الثالث فقط متجاهلين مقررات الصف الأول والثاني. مؤكداً أن أهم قيمة فى جانب العلم هى التذكر. وأن الامتحانات بتقليديتها الحالية تدحض هذه القيمة. مؤكداً أن الامتحانات فى السابق كانت تحوى خلاصة الصف الأول والثاني الثانوي. بالاإضافة لمقررات الصف الثالث. وقال إن الامتحانات سائرة فى درب الأسهل من وقت لآخر الأمر الذي ينسف أهم خاصية للعلم وهي التطبيق والأداء مؤكداً أن المتبع الآن فى طرق التعليم غير مطلوب فى ظل تطور المعرفة. خاصة أنه لا يحقق المنشود من الأهداف فى اتجاه القدرات التى تحتاج لجمع كم هائل من المعارف. داعياً لضرورة رفع قائمة المعرفة وتحقيق عنصر المفاضلة حتى يتم تحقيق الكفاية فى التعليم وسبل التعامل مع الحياة. وأكد أن أعمال التصحيح مرهقة ومكلفة، وبالتالي فإن أي خطأ غير مسموح به.

الخرطوم: ابتسام حسن
صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. اصلا العالم تجاوز من بدري موضوع الامتحانات التقليدية ..بفترض كل ولاية تقوم بعمل الامتحان الخاص بها .