تحقيقات وتقارير

دولة الجنوب.. اتهامات الغرب واعتذارات المعارضة


مشار يعتذر عن قمة عنتبي.. ويطالب بإحياء اتفاقية السلام

المعارضة ترهن وقف العدائيات برفع الإقامة الجبرية عن مشار

تقرير غربي: كل من يدَّعي صُنع السلام في الجنوب متورط في الصراع

ذا فاينانشيال تايمز: الفصائل الجنوبية العرقية تتقاتل من أجل السلطة والمال

اعتذر زعيم المعارضة المسلحة الدكتور “رياك مشار”، عن حضور اجتماع تشاوري دعا له الرئيس اليوغندي “يوري موسفيني” بمدنية عنتيبي، وذلك لمناقشة سبل توحيد فصائل الحركة الشعبية في البلاد. وقال “مشار” في خطاب اعتذار وجهه للمستشار التقني للرئيس اليوغندي لمبادرة سلام جنوب السودان “بيتي بيقومبي” إنه لم يتمكن من حضور الاجتماع، لأنه ما يزال على قيد الإقامة الجبرية بـ”جنوب إفريقيا”، فضلاً عن ضيق الوقت الممنوح لحركته لحضور اجتماع عنتيبي. وشدد “مشار” على أهمية التركيز على سبل إحياء السلام، بدلاً من الانشغال بالمصالحة بين فصائل الحركة الشعبية، وتنفيذ اتفاقية منهارة.

مطالبات المعارضة
قالت المعارضة المسلحة الموالية لـ”ريك مشار”، النائب السابق لرئيس جنوب السودان “سلفا كير ميارديت”، إنها مستعدة للاستجابة لوقف إطلاق النار الذي أعلنه الأخير الشهر الماضي، مقابل إنهاء ما وصفته بـ”الإقامة الجبرية” المفروضة على مشار الموجود حالياً بـ”جنوب إفريقيا”.

وقال “وليم قاتجيث”، المتحدث باسم المعارضة المسلحة في تصريحات لـ”أناضول” إنهم غير ملزمين بوقف إطلاق النار الذي أعلنه “سلفا كير” بالعاصمة غداة تدشين فعاليات مبادرة الحوار الوطني الشهر الماضي.

وأضاف (نحن لسنا جزءاً من إعلان وقف إطلاق النار الذي أعلنه “سلفا كير”، لأننا تحت قيادة “مشار” الموجود تحت الإقامة الجبرية بدولة “جنوب إفريقيا”، لذلك نطالب دول الإيقاد “الهيئة الحكومية لتنمية شرقي إفريقيا”، والمجتمع الدولي بإنهاء إقامته الجبرية إن كانوا يريدوننا أن نلتزم بوقف إطلاق النار وتحقيق السلام).

واتهم المتحدث باسم مجموعة “مشار”، منظمة الايقاد بـ”عدم الجدية”. وافتقاد الإرادة السياسية لإدارة عملية سلام حقيقة بجنوب السودان.

خميرة الأزمة
اتهمت صحيفة “ذا لوموند” الفرنسية، دول الإقليم بإزكاء الحرب فى الجنوب. وقالت الصحيفة فى تقرير أن جميع البيئة الإقليمية للبلاد تشكل خميرة للأزمة، فبحكم صراعها الدائم مع “إريتريا”، تعيش “أثيوبيا” في توتر متصاعد مع “مصر” القلقة إزاء احتمال امتلاء سد النهضة بالماء، الذي سوف يستغرق سنوات، وسوف يربك النيل الأزرق. والنتيجة أن “الخرطوم” تتهم القاهرة بدعم المتمردين النشطين في السودان، خاصة في ولايات “دارفور” و”كردفان” و”النيل الأزرق”.

اشكالية حقيقة
وتقول الصحيفة؛ إن الانشقاقات فى المنطقة تظهر أكثر فأكثر، بعد ان اتهمت “مصر” الجماعات الجهادية العاملة على أراضيها، بالاستفادة من القواعد الخلفية في السودان. في حين اشتكى متمردو “رياك مشار” من أنهم تعرضوا للقصف من قبل الطائرات المصرية، الأمر الذى ينذر بخطر حرب اقليمية .

وأجعت الصحيفة فشل قادة الإقليم فى إنهاء الأزمة لتورطهم المباشر فيها. وقالت (ن كل من يدعي صنع السلام في “جنوب السودان” بداية بالرئيس الأوغندي “يوري موسيفيني”، وكينيا. مروراً بالحركة الشعبية لتحرير السودان، هم في الأصل متورطون في الصراع بدرجات متفاوتة. وهذا واحد من العوامل التي تجعل أية تسوية في جنوب السودان إشكالية حقيقية).

قالت الصحيفة إن فشل القارة الإفريقية في إرساء قواعد السلام في جنوب السودان، وعجزها عن إنهاء العنف والمجازر والصراع، الذي يمزقه منذ ثلاث سنوات ونصف السنة “غير مقبول”.

عنف وتفكيك
ورأت الصحيفة (أن جنوب السودان ما يزال يعيش في ضجيج العنف والمجازر وتفكك البلاد). معتبرة (أن الدعوة للسلام هناك أشبه بطلقة بندقية في الهواء). وأبدت الصحيفة دهشتها من الحوار الوطنى الذى دعا اليه الرئيس “سلفا كير ميارديت” رغم وجود مبادرات إقليمية أخرى. وقالت مصير إعلان رئيس جنوب السودان “سلفا كير” لوقف إطلاق النار من جانب واحد ــ والذي رافقه وعد بإجراء حوار وطني ــ يجعلنا نتساءل فى ذات الوقت عن مصير مبادرات سلام إقليمية أخرى، وحول دور الاتحاد الإفريقي في صنع السلام بالجنوب السوداني. واعتبرت الصحيفة “أن الاتحاد يعيش تحت رحمة البلدان التي يأتلف منها، لذلك لن يقدر على صنع السلام.

وفي النظر لدور “ريك مشار” نائب الرئيس المخلوع، والذي يعتبر أحد اللاعبين الرئيسيين في الصراع، نجد أن المؤيدين له ما يزالون مستمرين في شنِّ الحرب في أجزاء كثيرة من جنوب السودان، رغم وجوده في المنفى في جنوب إفريقيا.

سباق الخريف
ولأن الصراع لم ينتهِ، فإن قوات “سلفا كير” تحاول بكل الوسائل سحق العدو قبل موسم الأمطار الوشيك. إضافة إلى الجنرال “توماس سيريلو سواكا”، الذي أعلن انفصاله عن “سلفا كير”، متهماً الأخير ببناء جيش عرقي في البلاد.

وفي الوقت نفسه؛ يظهر فصيل الحركة الشعبية الأكثر تسلحا، في حين أقيل رئيس هذا الفصيل الأمر الذي يثير مخاوف من الانفجار النهائي للحركة الشعبية، إلا إذا أطاح انقلاب برئيس الدولة، وبعبارة أخرى، فإن جنوب السودان ليس معزولا في مكان محايد. ويخلص تحليل صحيفة “لوموند” إلى أن (السودان يبدو تائها في هذه الرهانات التي تتجاوزه، وأنه نظراً لضعف الحكومة المركزية في جوبا، فإن جنوب السودان يمكن أن يصبح في نهاية المطاف صومالاً آخر، فهو ما يزال دولة في طور التفكك، تساهم أكثر قليلاً في زعزعة الاستقرار بالمنطقة المتاخمة لمنطقة القرن الإفريقي، ومنطقة البحيرات الكبرى، وأيضا خليج عدن).

خذلان أممي
أكد محافظ مقاطعة أوكوروا بولاية فشودة بجنوب السودان “دوقنار أكانج قوج” عن عودة حوالى «5,000» مواطن كانوا قد نزحوا من المنطقة جرَّاء الحرب.

وأعرب المحافظ “دوقنار” عن قلقه بشأن نقص الغذاء بالمنطقة، مبيناً أن العائدين يعانون من نقص الغذاء والخدمات الأخرى. وذاد قائلاً (لا يوجد طعام، ومنظمة اليونميس قد وعدتنا بأنها ستجلب لنا الطعام عبر برنامج الغذاء العالمي، لكنها لم تفِ بوعدها).

انفراج إعلامى
طالبت الهيئة الحكومية المنظمة للعمل الصُحفي في جنوب السودان، جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية العاملة في البلاد للمجيء لمكاتبها للتسجي..

وقال “الفريد تعبان” رئيس رابطة تطوير الإعلام إن القرار الذي أصدرته هيئة تنظيم العمل الإعلامي صائب. واصفاً الإجراء بالقانوني. كما نفى “تعبان” ارتباط قرار تسجيل البيوتات الإعلامية بمنع عدد من الصُحفيين الأجانب من مزاولة العمل الصُحفي في جنوب السودان مؤخراً.

تسريح المعتقلين
أطلق مسؤولون عسكريون بـ”ولاية نهر ياي” سراح 18 مدنياً تم القاء القبض عليهم في وقت سابق بتهم التخابر لصالح المتمردين بالولاية. وجاء الإفراج عقب بدء تنفيذ اتفاقية السلام التي تم توقيعها بين حكومة “ولاية ياي” والمجموعة المنشقة عن الحركة الشعبية في المعارضة بقيادة “ريك مشار” مؤخراً.

وقال “شول دينق شول”، قائد قوات الجيش الشعبي بـ”ولاية نهر ياي” إن المفرج عنهم 17 رجلاً وامرأة واحدة. مبيناً أن الجيش سيطلق سراح جميع السجناء في المقاطعات الأربع بالولاية، كبادرة لتنفيذ اتفاق السلام والحوار الوطني.

من جانبه؛ شكر “يوما سبستيان” رئيس وفد مقدمة فصيل المعارضة الذي وقع على الاتفاق، شكر الحكومة وقيادة الجيش لإبقاء المحتجزين على قيد الحياة.

وفي الأثناء؛ أعرب “جيمس بينارد” ــ وهو أحد السجناء المفرج عنهم ــ عن سعادته، وشكر قيادة الجيش للعمل من أجل بناء البلاد.

قمة مائية
التقى السفير “أحمد فاضل يعقوب”، مساعد وزير الخارجية، مدير إدارة السودان وجنوب السودان، بـ”صوفيا بال جاي”، وزيرة الموارد المائية، والري في جنوب السودان. بحضور سفير مصر “أيمن مختار الجمال”، والمهندس “أحمد صالح” ممثل وزارة الري المصرية.

وصرح مساعد وزير الخارجية، بأن اللقاء تناول الاستعدادات الجارية للزيارة المرتقبة للوزيرة “صوفيا بال” إلى القاهرة في يوليو 2017م. حيث تُعد الزيارة هي الثانية لها منذ توليها منصبها في أغسطس 2016م في حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية.

كما تناول اللقاء مشروعات التعاون الثنائي بين البلديْن، والقضايا ذات الاهتمام المشترك في ضوء العلاقات التاريخية بين البلديْن الشقيقيْن.

وفي ختام اللقاء؛ أعربت وزيرة الموارد المائية والري عن تطلعها لزيارة القاهرة تلبية لدعوة نظيرها المصري، وعن تقديرها للروابط العميقة التي تربط بين البلديْن من مئات السنين.

صراع الكبار
اتهمت صحيفة “ذا فاينانشيال تايمز” قادة الجنوب بالقتال من أجل الحصول على السلطة والمال وقالت: (هذا البلد ليست فيه أية مقومات للدولة من طرق و أبنية ومؤسسات، وإن هذه الأوضاع المزرية كانت متوقعة، بما أن الفصائل العرقية تتقاتل من أجل السيطرة على السلطة والمال).

وتضيف: (إن القتال حصد عدداً كبيراً من الأرواح، فيما يشبه التصفية العرقية، إذ تعتبر قبيلة الدينكا، التي ينتمي إليها الرئيس “سيلفا كير ميارديت” البلاد ملكاً لها، فراحت توغل في الاغتصاب والقتل وحرق القرى.

ووصف كاتب المقال، وخبير العلوم السياسية “أندرياس ويمر” الحروب والنزاعات في الدول الناشئة بأنها تمر بمرحلتيْن، الأولى حرب نشأة الدولة، والثانية هي حرب الصراع من أجل السيطرة على الحكم، وأي عرق أو قبيلة أو مجموعة تكون لها الغلبة. ويبدو ــ حسب الكاتب ــ أن جنوب السودان في المرحلة الثانية.

ويرى أن هذه الحروب العرقية والتناحر ليست حكراً على إفريقيا ــ كما يعتقد الكثيرون ــ فالولايات المتحدة ــ على حد تعبيره ــ نشأت بتصفية واخضاع السكان الأصليين. وبالعودة لتاريخ الحربيْن العالميتيْن تبين أيضاً وحشية ما وقع في القارة الأوروبية.

ويضيف “ويمر” (يقدر النزاع في الدول الناشئة بشأن القبيلة أو العرق الذي يسيطر على الحكم، بنحو 60 عاماً)، ويقول (إن الخبر السعيد هو أن أغلب الدول الإفريقية قاربت على هذه المدة، ولكن الخبر السيء هو أن أمام جنوب السودان 50 عاماً أخرى).

عودٌ أحمدُ
تحتضن “جورجينا” ابنها مطولاً.. وبتأثر.. لكن بارتباك واضح، فقط كبر كثيراً منذ افتراقه عنها بسبب النزاع في جنوب السودان طيلة ثلاث سنوات ونصف السنة. بعد أن ظل “ايمانوئل” طيلة تلك الفترة دون أخبار عن أسرته، اجتمع “ايمانوئل” البالغ اليوم 17 عاماً، والذي يقارب طوله المترين بوالدته للتو بعد أن نزحت بسبب المعارك من مسقط رأسها في ولاية أعالي النيل، على الحدود مع السودان. يروي ايمانوئل النحيل القوام ذو الوجه الطفولي قصته قائلاً: (سرت حتى كودوك.. استغرق الأمر يومين.. وهناك عثرت على عائلتي..

وبعد عودته بفترة قصيرة ــ إذ لا يتذكر ايمانوئل عدد الأيام تحديداً ــ طلبوا مني شراء حاجيات من السوق، وعندما عدت الى المنزل لم يكن به أحد من أهلي أو أقاربي).. كانت المدينة آنذاك تضج بالشائعات بوقوع هجوم وشيك، وقامت أسرته على غرار العديد من السكان بالفرار فجأة.

وتابع ايمانوئل: (بقيت في المنزل ثلاثة أيام لكن لم يعد احد). عندها عاد إيمانوئل إلى ملكال، وبعد أن سمع أن والديه ربما توجها إلى العاصمة، تمكَّن من الصعود على متن طائرة تابعة للحكومة متجهة الى جوبا بعد أن دفع مبلغاً من المال أقرضه له قريب بعيد.

عند وصول ايمانوئل إلى جوبا، قام بالاتصال بأحد المعارف في “كودوك” عرفه على الفور على “لينا نغور المندرة” أيضاً من إثنية “شلوك”. تقول “لينا” 45 عاما ــ (اتصلت به في البدء لأقول له إنني سأساعده في العثور على أسرته، وعندما تبيَّن لي أنني لن أتمكن من ذلك، قلت له أن ينتقل للإقامة معنا).

وتمكنت “لينا بفضل” زملائها في العمل على تحديد مكان أسرة “ايمانوئل” في مارس الماضي، والتي عادت لــ”كودوك”.

وفىي مطلع يونيو، عاد “ايمانوئل” أخيرا لــ”أبوروك” البلدة التي تضم أكثر من 10 آلاف نازح. واجتمع بوالدته وعمه على طرف مدرج بدائي للطائرات.

تقول والدته “جورجينا باغام أوبور” (لم أكن أعلم ما اذا كنت سأراه يوماً بسبب الحرب. لديَّ ولدين فقط، والآن وبعد عودته زالت كل الأمور السيئة، أشعر بالسعادة). وتضيف: (الأولوية بالنسبة لـ”ايمانوئل” هي العودة الى المدرسة. نبحث له حالياً عن مدرسة في السودان حيث أعتزم التوجه).

تحوَّل إلى مطار عسكري لنقل الإغاثة

مطار جوبا الدولي.. خيام النازحين لها أكثر من وظيفة

مروحيات عسكرية تحمل مقاتلين، وأخرى تتزود بالقنابل، وطائرات شحن عملاقة تحمل الطعام.. مرحباً بكم في مطار جوبا في جنوب السودان الذي تمزقه الحرب الأهلية.

يمكنك؛ وقرب قاعة الوصول، رؤية عدد قليل من طائرات الخطوط التجارية، لكنها أقل بقليل من عدد طائرات هيئات الإغاثة التي تنقل أفراداً ومعدات كل يوم لمختلف مناطق هذا البلد الذي يعاني الحرب. وعادة ما تهبط طائرات الإغاثة في مناطق مشتعلة بالنزاعات على مدرجات هبوط قذرة وبعيدة.

تحديثات ولكن؟!
على النقيض؛ فإن مدرج هبوط مطار جوبا في العاصمة، في حالة ممتازة، نتيجة عملية تطوير وتوسعة كلفتها 160 مليون دولار “قرابة 143 مليون يورو” نفذتها شركة “هاربور انجينيرنغ” الصينية للهندسة، ومُولت بشكل كبير عبر قرض صيني.

وجرى مد مدرج مطار جوبا من 2400 متر، لــ3100 متر وإضاءته. وهو ما سيسمح للمرة الأولى على الإطلاق باستقبال رحلات ليلية في الشهور المقبلة. وقالت الشركة الصينية ــ في بيان حديث ــ (إن مطار جوبا الدولي أصبح بحق مطاراً دولياً حديثاً). لكن من الصعب تصديق أنه أصبح كذلك لمجرد تطوير المدرج.

منشآت ناقصة
فبمجرد الخروج من الطائرة، يفاجأ الزائر برؤية ثلاث قاعات وصول منفصلة ــ جنبا إلى جنب ــ وفي مراحل تشييد مختلفة.

الأولى؛ قاعة ضخمة من الزجاج والاسمنت، ذات أسقف معقودة، لكنها غير منتهية البناء.

بدأ بناء هذه القاعة في 2012م، حين كانت رياح التفاؤل لا تزال تهب على جنوب السودان بعد عام من حصولها على استقلالها من السودان، وبعد عقود طويلة من الحرب الأهلية.

وتعطل العمل في هذه القاعة بعد اندلاع حرب أهلية جديدة في نهاية 2013م، هذه المرة داخل جنوب السودان.

ويقول مصدر في المطار (إن مقاولي التشييد حزموا أمتعتهم واستقلوا طائرتهم ورحلوا بعد خلاف مع الحكومة).

وتوقف البناء مع اشتعال الحرب الأهلية بين قوات الرئيس “سلفا كير” ونائبه “ريك مشار”، والتي قسمت أحدث دول العالم على أساس قبلي.

وفي نهاية العام 2016م قررت الحكومة التخلي عن قاعة الوصول التي تعثر بناؤها، وبناء أخرى جديدة، لا تزال قيد الإنشاء.

والقاعة الثانية أكثر بساطة، وتعكس ظروف جنوب السودان ضيقة الحال، وطموحاتها المكبوحة.

صالات الخيام
أما قاعة الوصول الثالثة؛ فهي الوحيدة المستخدمة حالياً. وهي عبارة عن مجموعة من الخيام من النوع الذي يمكن أن ينصب في حفل زفاف في الريف أو في افتتاح بئر مياه جديدة يحضره نخب.

ووضعت هذه الخيام المفتوحة من كل الجهات على أرضية طينية رصت عليها ألواح من خشب “الأبلكاش” الممتلىء بالثقوب تماماً كالجبنة السويسرية.

وقد أدى النزاع الدائر لتدمير وتجفيف الاقتصاد في جنوب السودان. وانهار قطاع النفط، وتراجعت قيمة العملة بشكل حاد، وصل التضخم لمستويات قياسية، ودمرت الأسواق والقرى والمدن الصغيرة، فيما قطعت طرق التجارة.

وما تبقى من الأموال القليلة لدى الحكومة يذهب دوماً لخدمة مجهود الحرب، ورغم هذا الوضع الاقتصادي السيئ فإن القاعة الجديدة البسيطة من المقرر أن تفتتح في شهر يوليو المقبل، لتتزامن مع الذكرى السادسة للاستقلال.

في الوقت الراهن؛ يجد الزائرون أنفسهم تحت خيام قماشية في “حجرات استقبال” بها مقاعد معدنية متهالكة تماماً لدرجة أن معظم الركاب ينتظرون وقوفا. ويهرول حاملو الحقائب بلهفة أملاً في الحصول على اكراميات. ويقول عامل إغاثة ــ يزور جنوب السودان باستمرار ـ (يجب أن نخبر أي واصل جديد عن حالة المطار، فالأمر قد يشكل مفاجأة حين لا يكون لديهم أدنى فكرة عن الوضع).

والآن، فإن هذه الخيام تشكل مدخلاً مناسباً لبلد يعيش قرابة ثلث سكانه، الذين نزحوا بسبب الحرب، في خيام مماثلة.

صحيفة الصيحة