ثقافة وفنون

تسويق الأعمال الفنية عن طريق الإنترنيت


(معظم تجارة الأعمال الفنية مازالت تجري بطرق تقليدية عبر المعارض والمزادات، إلا أن عددا متزايد من الفنانين يرون أن الإنترنيت أيضا يتيح لهم فرصة كبيرة لتصريف أعمالهم، فهو يمكّنهم من الوصول إلى زبائن محتملين في العالم أجمع).

يقام حاليا في مدينة كولونيا الألمانية معرض يحمل اسم “آرت كولون” وهو أكبر معرض للأعمال الفنية في ألمانيا، وبموازاته يقام في مدية بازل السويسرية معرض “آرت بازل” الذي يُعتبر أكبر معرض من نوعه على الصعيد العالمي. ويجذب المعرضان كل سنة عشرات آلاف الزوار. وعلاوة على ذلك يشكل المعرضان جناحين مهمين لسوق الفن العالمية، فمئات تجار الأعمال الفنية يشاركون فيهما ويعرضون كتالوغاتهم المصورة. ورغم أن الإنترنيت يلعب اليوم دورا ما في التجارة بالأعمال الفنية، إلا أنه لا يمكن إقامة معرض فني بالسبل الإلكترونية فقط. ولذلك، فإن مدير معرض “آرت كولون” دانييل هوغ يرى أنّ الإنترنيت قبل كل شيء وسيلة لإقامة الاتصالات بين التجار بالأعمال الفنية وزبائنهم المحتملين. “يريد معظم جامعي الأعمال الفنية أن يشاهدوا العمل الفني المعني مباشرة قبل أن يشتروه”، كما يقول المدير.

رغم أن السوق صغيرة، إلا أنها إبداعية

ورغم ذلك، فإن العديد من الزبائن باتوا يعتمدون على الإنترنيت. وفي عام 2013 اشتروا عبر الشبكة أعمالا فنية بقيمة مليارين وخمسمائة مليون يورو. ورغم أن هذا مبلغا كبيرا إلا أنه لا يشكّل إلا نسبة 5 بالمائة تقريبا من قيمة المبيعات على الصعيد العالمي. لكن هذا الأمر يتغير تدريجيا، كما يقول المحللون. ويعود ذلك بشكل خاص إلى فنانين شباب يعرفون مزايا الإنترنيت جيدا.

من هؤلاء الفنانة الشابة شتيفاني شايرر التي تعتمد في بيع أعمالها على الانترنيت منذ حوالي عشر سنوات. وتقول الفنانة البرلينية إنّ ذلك مفيد بالنسبة لها، و تضيف: “إلا انه لا يجوز التوقع بأن النجاح في البيع عبر الإنترنيت ممكن أن يتحقق بسرعة، فالإنترنيت مثل بذور لا تنبت إلا بعد فترة معينة، أي أن النجاح يحتاج إلى قسط من الصبر أولا ” .

من جانبها، تقول النحاتة نورا ليشينسكي التي تعيش وتعمل في قرية نائية بعيدة عن العاصمة برلين: “أرى في صفحة إلكترونية نوعا من الكاتالوغ في الإنترنيت. ويسمح لي الإنترنيت بحياة بسيطة وسط الطبيعة” . وتذهب النحاتة الشابة الى أن كل فرد تقريبا عبر العالم يستطيع إلقاء نظرة على تماثيلها الخشبية وصورها.

كل الطرق تقود إلى جامعي الأعمال الفنية

مؤرخة الفن جيني زويل ترى أنّ الاهتمام بالفن الحديث كبير. وأسست مؤرخة الفن عام 2011 منبرا على الإنترنيت لإجراء مزادات يتم فيها تقديم أعمال لفنانين معظمهم غير معروفين حتى الآن. “لم يتلق جميعهم تدريبا. إلا أن ما هو مهم هو أن أعمالهم مثيرة”، كما تقول جيني زويل. وتضيف أن من المحتمل أن يوجد بين كل 100 فنان شاب يقدمون طلبا للمشاركة في مزاد، فنان واحد فقط يمكن قبوله.
ورغم ذلك، فإن العديد من الزبائن باتوا يعتمدون على الإنترنيت. وفي عام 2013 اشتروا عبر الشبكة أعمالا فنية بقيمة مليارين وخمسمائة مليون يورو. ورغم أن هذا مبلغا كبيرا إلا أنه لا يشكّل إلا نسبة 5 بالمائة تقريبا من قيمة المبيعات على الصعيد العالمي. لكن هذا الأمر يتغير تدريجيا، كما يقول المحللون. ويعود ذلك بشكل خاص إلى فنانين شباب يعرفون مزايا الإنترنيت جيدا.

من هؤلاء الفنانة الشابة شتيفاني شايرر التي تعتمد في بيع أعمالها على الانترنيت منذ حوالي عشر سنوات. وتقول الفنانة البرلينية إنّ ذلك مفيد بالنسبة لها، و تضيف: “إلا انه لا يجوز التوقع بأن النجاح في البيع عبر الإنترنيت ممكن أن يتحقق بسرعة، فالإنترنيت مثل بذور لا تنبت إلا بعد فترة معينة، أي أن النجاح يحتاج إلى قسط من الصبر أولا ” .

من جانبها، تقول النحاتة نورا ليشينسكي التي تعيش وتعمل في قرية نائية بعيدة عن العاصمة برلين: “أرى في صفحة إلكترونية نوعا من الكاتالوغ في الإنترنيت. ويسمح لي الإنترنيت بحياة بسيطة وسط الطبيعة” . وتذهب النحاتة الشابة الى أن كل فرد تقريبا عبر العالم يستطيع إلقاء نظرة على تماثيلها الخشبية وصورها.

كل الطرق تقود إلى جامعي الأعمال الفنية

مؤرخة الفن جيني زويل ترى أنّ الاهتمام بالفن الحديث كبير. وأسست مؤرخة الفن عام 2011 منبرا على الإنترنيت لإجراء مزادات يتم فيها تقديم أعمال لفنانين معظمهم غير معروفين حتى الآن. “لم يتلق جميعهم تدريبا. إلا أن ما هو مهم هو أن أعمالهم مثيرة”، كما تقول جيني زويل. وتضيف أن من المحتمل أن يوجد بين كل 100 فنان شاب يقدمون طلبا للمشاركة في مزاد، فنان واحد فقط يمكن قبوله.
“من الضروري تشجيع فهم الزبائن لأي عمل فني وحيد من نوعه”، كما تقول كاتالين بوغه التي تدير شركة تحمل اسم مايليتي. وتبيع شركتها حاليا أعمالا لـ 86 فنانا. وتضيف المديرة أن الزبائن فقدوا هذا الفهم في حالات كثيرة. وبالتأكيد يتحمل الإنترنيت قسما من المسؤولية عن ذلك، فهناك أناس يطبعون مرة بعد الأخرى صورا من الإنترنيت تعرضها شركة مايليتي . “إنهم يريدون الصورة، ولا تهمهم حقيقة أنّ الصورة المطبوعة تختلف عن الصورة الأصلية”، كما تقول كاتالين بوغه.

وترى تريشا رامبه صاحبة شركة أمريكية لتجارة الأعمال الفنية أن الإنترنيت يواجه مشكلة حاسمةتتعلق بصعوبة تسويق الأعمال الفنية غالية الثمن. ولذلك تعير شركتها أعمالا فنية مقابل رسوم شهرية. إلا أن شراء هذه الأعمال ممكن أيضا لأنّ من المحتمل أن تؤدي الاستعارة إلى الحصول فيما بعد على ملكية العمل الفني.
وأدرك العاملون في عالم الفنن اليوم أن الإنترنيت هو منصة تسهّل تداول الأعمال الفنية إلى حد كبير، كما يقول ماريوس سوفكا صاحب شركة في كوبنهاغن تقدم أعمالا مطبوعة ليس على ورق فقط، وإنما على حقائب وألبسة أيضا. “لا يساهم بيع كل عمل فني في دخل الفنان المعني فقط، وإنما في تمويل نشاطات منظمة خيرية أيضا”، كما يقول سوفكا.

لا يمكن التخلي عن القنوات التقليدية بشكل كامل

سواء أكانت الأعمال المقدمة على الإنترنيت غالية أم زهيدة القيمة ، فإن سوقها سيتنامي، وفي رأي الخبراء ، يتنامي السوق كل سنة بنسبة الربع. ومن المحتمل أن تصل قيمة الأرباح المتحققة فيها عام 2020 إلى عشرة مليارات يورو. ويشمل هذا المبلغ جميع البضائع الفنية، سواء المباعة منها على الإنترنيت أو في محلات بيع تقليدية.

وهذا تطور تستفيد منه أيضا نورا ليشينسكي وشتيفاني شايرر الحريصتان على استخدام الإنترنيت في عملهما. ورغم أنهما تقيّمان مزايا الإنترنيت تقييما عاليا، إلا أنهما ليستا مستعدتين للتنازل عن العالم الواقعي. وتؤكد ليشينسكي قائلة: “أنا أنتج أعمالا فنية من قطع خشبية ثقيلة، ورغم أنه يمكن إظهار هذه الأعمال في الإنترنيت، إلا أنه لا يمكن في الإنترنيت إظهار ألوانها الحقيقية ورائحتها”.

وتحسم شتيفاني شايرر الحوار بالقول”لا يمكن تبديل طرق البيع التقليدية ببساطة” مشيرة إلى أن هناك فرق هائل بين إقامة الاتصالات الإلكترونية وبين إقامة الاتصالات الشخصية، و تضيف: “أثناء التعامل المباشر بين شخصين تحدث أشياء أكثر ، ورغم أن الإنترنيت ضروري وفعال، إلا أن الإنترنيت لن يحملني على استبدال علاقاتي الشخصية “.

DW