منوعات

حدثَ في 27 رمضان 24 هجريّة| كسوة الكعبة في عهد عثمان: أول من كساها مرتين خلال العام


لكسوة الكعبة تاريخ طويل، بدأ في العصر الجاهلي قبل دخول الإسلام، وفتح مكة، حيث كان يرى أهل قريش أن كساء الكعبة شرف ديني، ومثبت تاريخيًا أن أول من كساها هو تبع أبي كرب أسعد، ملك حمير، عام 220 قبل الهجرة، وإن كانت هناك رويات غير موثقة تشير إلى أن سيدنا إسماعيل عليه السلام، أول من كسى الكعبة جزئيًا، حسب ما جاء في «العربية» وصحيفة «الشرق الأوسط».

ويرصد «المصري لايت» في التقرير التالي، حدثًا محددًا في تاريخ كسوة الكعبة المشرفة، كثير التفاصيل والصراعات، عندما قرر عثمان بن عفان، رضي الله عنه، كساء الكعبة بكسوتين، فكان هذا العمل هو الأول من نوعه في الإسلام، وتبعه في ذلك الخلفاء من بعده، قبل لأن يتم الاتفاق في النهاية على تجديها في يوم النحر.

يقول الأزرقي عن خالد بن المهاجر فى كتب «الترمذي» و«ابن ماجة»، إن الرسول خطب فى الناس، يوم عاشوراء، قائلاً: «هذا يوم عاشوراء يوم تنقضي فيه السنة وتستر فيه الكعبة»، كمّا روي عن أبي حبيب أن «البيت كسي في الجاهلية، ثم كساه النبي الثياب اليمنية، ثم كساه عمر وعثمان بالقباطي المصرية من بيت المال، ثم كساه الحجاج بالديباج.

وقد كانت الكعبة تكسى بالديباج مرتين في العام، ويتم إلباسها الكسوة الأولى في يوم التروية، الموافق الثامن من ذي الحجة، أما الكسوة الثانية فتلبسها في يوم السابع والعشرين من رمضان.

واستمر كساء الكعبة بكسوتين، في زمن معاوية بن أبي سفيان، واحدة يوم عاشوراء من الديباج «ثوب من الحرير الخالص»، وأخرى في آخر شهر رمضان من القباطي ـ ثياب من مصر ـ يمتاز بالرقة والبياض، وصناعته منسوبة إلى القبط.

كما كساها الحجاج في زمن عبدالملك بن مروان بالديباج، وفي عهد المأمون كانت تتم كسوتها ثلاث مرات في السنة، فتكسى بالديباج الأحمر يوم التروية، وبالقباطي يوم هلال رجب، وبالديباج الأبيض يوم 27 رمضان، وفي عصر المأمون يذكر للمرة الأولى بوضوح ألوان كسوة الكعبة، وفقًا لكتاب «مرآة الحرمين».

جاءَ فى كتاب «مرآة الحرمين» أيضًا، أن مصاريف الكسوة عام 1318 هجرية بلغت 4143 جنيهًا، بينما انخفضت ميزانيتها عام 1325 هجرية إلى 4084 جنيهًا، كما زادت إبان الحرب العالمية الأولى وبعدها حتى بلغت في سنة 1340 هجرية (10322) جنيها، لارتفاع الأسعار وزيادة أجور العمال بشكل كبير.

ويقول البنتوني: «كان يتبع الكسوة الشريفة ستارة باب الكعبة من خارجها ويسمونها (البرقع)، وستارة باب التوبة من داخلها، وهو باب الدرجة المصعدة إلى سطح الكعبة، وكيس مفتاح بيت الله الحرام، وكسوة مقام الخليل إبراهيم، وستارة منبر الحرم الشريف وهي من الأطلس المصنوع بالمخيش الذهبي والفضي»، وكل ما تقدم داخل في التقدير البياني المرسوم أعلاه.

المصري لايت