رأي ومقالات

ما أقسى العيد بعيدا عن مناقل الخير والوفاء


باحساس طفل يلعب في الساحة الجنوبية لصهريج الموية بحي المزاد ويدرس بالمدرسة الغربية ويصلي العصر بمسجد الشيخ الجليل ود بقوي وصلاة العيد في الساحة الغربية للمسجد، ويذهب الى السينما خفية مع ابناء الجيران لمشاهدة، سرتانة لا يرحم الضبانة وترنتي وظورو، و نادية الجندي في وكالة البلح تفعل الافاعيل، وشاي سيكو بدون محسنات وطعمية عم محمود تستفز الغدد اللعابية، وعادل طيارة بنادي الموردة يلقي الكدارة الملغمة بالمسامير في الكوشة، احتجاجاً على الكوتش سيد الفيل، ويأتي طيارة في تمرين اليوم التالي ليجد الحذاء في مكانه، لم يقترب منه أحد فيحتذيه مرة أخرى على مضض وغيظ، وعبد الحميد ود أم مليحة يحرز هدفاً رأسياً في حامد بريمة، وجكسا يشرط الشبكة، واولاد سامبو في الهلال يشتبكون مع جماهير المريخ، وود الجنيد يستبد به الغضب عندما تجلجل ضحكة عبد الكريم جمعة، وصلاح عبد الفراج في المقصورة والبحث جاري عن صلاح الهادي. وعم جرقندي زعلان من بعض اولاد المزاد وهم ينتظرون بنات الثانوي عند مداخل الطرق. والمسؤولون يتجنبون ألسنة بعض النساء، فيفدون أنفسهم بتصاديق السكر. وعربة عبد اللطيف الهلالي الحمراء مرت من هنا، وعادل ابراهيم حمد يجعل الخرطوم قريبة وهو يحضر باسم جمعية المزاد الشبابية فرقة الفاضل سعيد ومسرحية (في انتظار البترول)، ومحمد نعيم سعد يشعل زناد الضحك في المدرسة المختلطة، وهل حضر عادل فار مع فريق التحرير البحراوي؟؟؟ وحاج الامين ود ركاب يروي قصص وحكايات كوادر الحزب الشيوعي في استغفال جهاز أمن دولة نميري.
كثير من الذكريات تلح للخروج ربما يأتي يوم لانزالها على الورق، ذكريات في المراحل الدراسية وفي حي المزاد ونادي الموردة ومسجد ود بقوي والمنتدى الثقافي لطلاب مدينة المناقل وزيارة العصرية للاصدقاء في كشكوش و ود نفيع، مروراً بالصديق ود العجمي في حي المستشفى، وجلسة المساء امام منزل العزيز جداً الامين عباس وطمطم لا يكف عن المزاح وعم مأمون بزيه الابيض الانيق وتسريحته المميزة، وحصان عم دراج وقصص من خيال الاطفال مع لصوص الليل.
والرجل الرائع جداً العم اسماعيل أندلي يحمي أسرة مزادية من غضب أنصار نميري بعد فشل انقلاب هاشم العطا و الراحل النبيل معتصم عبد الله حمد النيل يستضيف الاسرة في أصعب الأوقات.
ومشاعر الماحي تصاب بالرعب عندما تجد نفسها ليلا وجهاً لوجه امام عامل الصحة، وهو يحمل في جردله أذ ى الآخرين، فتصاب مشاعر بالارتباك ويتلعثم لسانها وهى تحاول تلافي خطر ما (عم عيفونة ازيك)، والرجل لا يعرف ماذا يفعل، هل يعاقب الصبية بطريقته المعروفة على تلك الكلمة، أم يرد التحية بأحسن منها، لن أخبركم ماذا حدث. ومسلسل محمد رسول الله يشعل حرب السيوف باحياء المناقل واولاد الدسيس شطار وشفوت بشجعوا العمال واولاد غريقانة شفوت ولعابيين، اولاد أمير في مواجهة اولاد دودو، وكل المهاجمين يخافون التفي الا نصر الدين ود سامبو وشيخ الريح وأبكر عضلات تبش وعروق عجور، وعثمانو لاعب الزهرة يواجه كدارات الخصوم حافياً ويعلق: (أنا لابس كدارة الله) وعبد الرحمن بشير يفصل النكات، كما يفعل في بدل السفاري، وصوت ود الجاك في المدرسة 2 يثير الرعب أكثر من سوطه واستاذ كورينا يصيبه الليل بحالة انتشاء رائعة ووليد الدولي يفاجأ بدخول الاستاذ حمد العبيد في المذاكرة، يسأل عن قائمة المهرجلين، فيقدم الدولي كابتن فريق الفصل قائمة اللاعبين ليفدي نفسه بها.
واحدهم يرتكب أخطر جريمة للهروب من المذاكرة يضع شلن معدني في لمبة القلوز فينقطع التيار الكهربائي لمدة 5 أيام، وعمر علي ساتي يصطاد النبق من الشجرة المقدسة، فتصدر العقوبة من ود العبيد بابعاد كل تلاميذ الفصل الثالث من المدرسة لمدة 3 أيام ثم تتم العودة بعد10 جلدات في الطابور واحضار ولي الامر.
قصص وشخوص ومشاهد مقاومة للنسيان و
كل عام وانتم بخير وعلى خير ومتعكم الله بالصحة والعافية ما أجمل تلك الأيام .

ضياء الدين بلال


‫3 تعليقات

  1. التحيه لارض المحنه ارض الجزيره- المناقل مدينة استثنائية وحبيبه – شكرا استاذ ضياء علي هذه الزكريات والاسماء الجميله- ربنا يديم امنه عليك ان شاء الله يا مناقل ودعبدالباقي-

  2. لك كل الود الاستاذ ضياء الدين ـ حقا العيد بعيدا عن المناقل له طعم خاص … ذكريات تثلج الصدور مع أننا لم نعيشها ولكن سمعانا بها وألتقينا بهؤلاء الأشخاص الذين ذكرتهم …ربنا يحضرنا أعياد في مناقل الخير …. حسام قسم السيد