تحقيقات وتقارير

الإيقاد .. هل تحل أزمة الجنوب؟


يبدو أن منظمة الإيقاد قد قطعت الطريق أمام رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، الذي حاول خلال الفترة الماضية إبعاد د. رياك مشار رئيس الحركة الشعبية المعارضة، سيما من عملية الحوار الوطني الذي أطلقه، وذلك بعد أن أقرت في اجتماع وزراء خارجيتها قبل يومين أن تكون مسيرة السلام بمشاركة كل أصحاب المصلحة الذين بالضرورة بينهم مشار. :: إحياء السلام :: وزراء الخارجية ناقشوا إحياء عملية السلام في جنوب السودان الذي استمرت فيه الحرب لأربعة أعوام، ووفقاً لوزير الخارجية إبراهيم غندور الذي حضر الاجتماعات، فإنهم استمعوا إلى تقرير من وزير خارجية إثيوبيا، وركن نخ كبيو السكرتير التنفيذي بالإنابة للإيقاد، وتقرير من الرئيس البتسواني السابق فيستوس موغاي حول جهود إحلال السلام في الدولة الوليدة :: جدول زمني :: وأضاف غندور في تصريحات صحفية: “الاجتماع نظر في 12 توصية تتعلق بإحياء عملية السلام في جنوب السودان، ووافق عليها الجميع بعد إجراء بعض التعديلات”، مبيناً أنهم أجازوا جدولاً زمنياً لإنفاذ تلك التوصيات يبدأ هذا الأسبوع وينتهي في أكتوبر القادم، وأعرب عن أمله في أن يكون في توصيات المجلس التنفيذي وقرارات القمة التي انعقدت حول جنوب السودان، ما يؤدي إلى إحلال السلام في الدولة الجارة، ووقف الحرب واستقرار أهلها. :: تشابك مصالح :: في السياق ذاته قال يوهانس موسى فوك القيادي بالحركة الشعبية المعارضة إن الإيقاد فشلت في التعاطي مع الصراع القائم في جنوب السودان، بسبب تشابك مصالح الدول الأعضاء وانحياز بعضهم للنظام في جوبا، وبالتالي لا بد لتلك الدول الإقرار بفشل مبادراتها وتحويل ملف جنوب السودان للاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة، وفي حال الاستمرار في تعاطي إيقاد مع القضية عليها أن تتعامل بحيادية، والعودة إلى مسار الاتفاقية دون إبعاد أي طرف من الأطراف الأربعة الموقعة على الاتفاقية. :: خياران للسلام :: فوك الذي تحدث لـ (آخر لحظة) عبر الأنترنت، شدد على ضرورة أن يتولى الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة آلية جديدة لعملية سياسية من أجل إحلال السلام وقدم أحد خيارين، أولهما: أما أن يعود جميع الأطراف لطاولة مفاوضات تشرف عليها الأمم المتحدة، وثانيهما: إعادة إحياء الاتفاقية الموقعة في 2015 دون إقصاء أي طرف، وإجبار أصحاب المصلحة على تنفيذها روحاً ونصاً. :: موقف متأرجح :: القيادي الشاب جمعة زكريا الذي انسلخ من مجموعة لام أكول مؤخراً، قال للصحيفة أعتقد أن دور (الإيقاد) على مستوى حل أزمة جنوب السودان، لم يسر في الطريق الذي يلبي طموحات الشعب في الاستقرار، بل كان موقفها متارجحاً ما بين تحقيق السلام واستمرارية الحرب، وبالتالي خلق مشكلة في اتخاذ موقف موحد، وبين الدول الأعضاء ودورها في حسم الخلافات بين أطراف الأزمة، مما أسهم في إطالة أمد الحرب :: مكاسب اقتصادية:: زكريا اتهم بعض الدول التي لم يسمها بالخروج عن المسار الأخلاقي في دورها المتعلق بالمساهمة في إحلال السلام، وتحولت إلى تحقيق مكاسب اقتصادية على حساب الأبرياء من الشعب الجنوبي، وتابع منذ بداية الأزمة وحتى الآن أجد بأن منظمة (الإيقاد) غير جديرة لوضع حد للحرب الأهلية في الجنوب نسبه لتدخل دول بعينها بشكل سالب، على رأسها يوغندا من خلال تواجدها العسكري المباشر، مما أفقدها الحيادية في موقفها تجاه القضية، ومن جانب آخر نجد أن الدولة الكينية هي أيضاً أخذت نصيباً في استمرارية الحرب عبر وضع القيود على تحركات المعارضة الجنوبية، وأسوأ وأخطر من ذلك مشاركتها في ترحيل قيادات المعارضة إلى جوبا، وهذه الخطوة هي علامة سوداء في تاريخ الحكومة الكينية :: الأولوية الآن :: جمعة أضاف لـ(آخر لحظة) أن الطريق إلى إحلال السلام في جنوب السودان، يكمن في إبعاد كل الأطراف التي تورطت في الصراع الدائر من العملية السلمية، وأردف من أولويات المرحلة الإسراع في إنقاذ المواطنين الجنوبيين الموجودين في معسكرات النزوح وفتح المعابر الإنسانية، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات العاملة بالتركيز على الجانب الانساني، واختتم :على أطراف الصراع أن يعلموا أن الحل من خلال التوافق على الأجندة الوطنية وتفويت الفرصة أمام أعداء السلام .

اخر لحظة