تحقيقات وتقارير

يُعد الابتزاز واحدا من مهددات الأمن والسلام الاجتماعيين كما يمثل انتهاكا للقيم والأعراف.. ظاهرة خطيرة


الابتزاز هو واحد من مظاهر تدهور الشخصية وأحد المهددات الخطيرة للأمن والسلم الاجتماعيين، كما يمثل انتهاكاً خطيراً للقيم والأعراف المجتمعية والقوانين وهتكاً واضحاً للعديد من القيم والمفاهيم المتوارثة.
وتعود أسبابه بصورة أساسية إلى شخصية المبتز نفسه من حيث الحقد على المجتمع، الغيرة، الشعور بالدونية، محاولة إثبات الذات والوصول للرغبات المكبوتة والأماني الموؤودة، البحث عن النشوة الزائفة والانتصار المزيف الذي فشل المبتز في تحقيقه بالطرق السليمة.

أسباب عديدة
الأشخاص ذوو الشخصيات المضطربة والطفولة غير المستقرة والذين يعانون من فقدان الإشباع العاطفي والوجداني وضحايا العنف الجسدي والجنسي الشعور العام بالضعف والعار والخوف والشك في الآخرين، وإضافة للأسباب السابقة نجد الدافع الاقتصادي والرغبة في الإثراء على حساب الآخرين والتسلق على أكتاف الضحايا، والرغبة في التشفي والانتقام وإلحاق الأذى بالخصوم والأحباب السابقين لمحاولة تعويض الخسارة التي يعانون منها.

فئات محددة
كل شخص معرض للابتزاز، ولكن أكثر الفئات هي النساء واليافعون وأصحاب السقطات والكبوات والماضي غير المشرق عموما، وهناك نوع من الابتزاز الذي يحصل في أماكن العمل بغرض الحصول على وظيفة أو ترقية أو خدمة معينة، ويكون الضحية أو صاحب الحاجة محلا لعروض غير كريمة تشمل المال أو الجسد أو كليهما معا، كما انتشر الابتزاز السياسي والذي تتم فيه المساومة على هفوات أو سلوكيات غير أخلاقية قام بها السياسي سابقا وغالبا ما تودي إلى إنهاء المستقبل السياسي إذا لم يتم تداركها والتعامل معها.

قلق وتوتر
من المؤسف أنه حتى مصائب الناس أصبحت محلا للابتزاز في حالة طلب مبالغ مالية لتقديم معلومات عن الغائبين والمفقودين مثلا، والابتزاز يجعل الضحية نهبا للقلق والتوتر والخوف في كل لحظة (كتلوك ولا جوك) وكما تجعل الضحية تعاني من الهلاوس الليلية واضطراب النظام الغذائي وفقدان الاستمتاع بالحياة والشعور بالاكتئاب، الذي قد يصل إلى حد محاولة الانتحار والتنخلص من الحياة، وكما نجد الشد العصبي والشرود والسرحان وعدم القدرة على أداء المهام بالجودة المطلوبة.

توخي الحذر
وللتغلب على الوقوع في ضحايا الابتزاز يجب توخي الحذر وتجنب المحظور دائما، وكما يقولون (امشي عديل يحتار عدوك فيك)، وكذلك عدم إعطاء الثقة إلا لمن هو أهل لها، والتحدث إلى الأسرة أو الأصدقاء بكل شفافية عن الأمر، وطلب المساعدة من جهات الاختصاص عند الضرورة، وهذه دعوة لكل المبتزين لمراجعة النفس وأخرى للضحايا بعدم الرضوخ لرغبات ونزوات أولئك الأشخاص والمقاومة حتى ينفك ذلك القيد وتلك السلسلة المكبلة للحياة والمنغصة لكل جميل.

أمدرمان – علي بلدو
صحيفة اليوم التالي