تحقيقات وتقارير

الخرطوم وموسكو .. تقارب في توقيت مناسب


مع اقتراب الموعد المحدد لرفع العقوبات من عدمه في الثاني عشر من يوليو الجاري، أقدمت جمهورية روسيا الاتحادية بحسب بيان صادر من وزارة الخارجية، بتقديم دعوة للرئيس البشير لزيارتها في منتصف أغسطس القادم، تعزيزاً للعلاقات الثنائية بين البلدين، واعتبر محللون تلك الدعوة من روسيا مع اقتراب موعد قرار رفع العقوبات بمثابة تطمين وضمان لاستمرار علاقتها مع السودان في حال رفع العقوبات، وتحسين علاقة السودان مع أمريكا، بينما يراها آخرون خطوة استباقية من السودان لفتح مجالات تعاون أخرى في حال لم ترفع العقوبات تقرير:ناهد عباس تطمينات ويرى المحلل السياسي راشد التيجاني أن الغرض من الدعوة هو تطمينات وتأكيدات بأن العلاقات بين البلدين لن تتأثر في حالة رفع العقوبات وتحسن علاقة السودان مع أمريكا، وقال التيجاني إن تلك الدعوة جاءت نتيجة لجهود لجنة العلاقات السودانية الروسية، وأكد على ضرورة أن يكون للسودان علاقات خارجية مع دول عظمى، وأن يكون له خيارات يختار من بينها بدائل، وفي حال عدم رفع العقوبات يمكن أن تخفف العلاقة مع روسيا من وطأة العقوبة وتصبح تعويضاً . نظرة سلبية وبنظرة أخرى يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين حسن الساعوري أن تلك الدعوة للزيارة قد تنظر إليها أمريكا بنظرة سلبية بحكم عداوتها مع روسيا، ولكنه عاد وقال لابد من أن يقوم الرئيس بالزيارة وألا يحصر السودان علاقاته مع دولة عظمى واحدة، حتى لا يتعرض للابتزاز منها، ووصف الساعوري الاتجاه إلى روسيا بالخطوة الإيجابية، ودعا إلى تنويع العلاقات مع الدول والبعد عن الاعتماد على دولة واحدة . دور استراتيجي ومن ناحية اقتصادية قال الخبير الاقتصادي عبد الله الرمادي إن الدعوة للزيارة جاءت بعد قناعة الكل بالدور الحيوي للسودان اقتصادياً وسياسياً، وبأنه مؤهل للقيام بدور استراتيجي في الشرق الأوسط، وشعرت روسيا بأهمية السودان في المرحلة المقبلة، لذلك رأت أن تنزل بثقلها في السودان، وأن تحجز لها موضع قدم في السودان، وأوضح أن كثير من الشركات الأوربية أقدمت على الاستثمار في السودان، ولابد من تهيئة المناخ للاستثمار، وجعل البيئة جاذبة، وختم الرمادي حديثه بأنه لايوجد ما يمنع من فتح أكثر من نافذة في أكثر من دولة في حال رفع الحظر أم لا. بعد اقتصادي وفي ذات السياق ذهب الخبير الاقتصادي محمد الناير في حديثه لـ(آخر لحظة) بأن الزيارة ذات بعد اقتصادي في المقام الأول، لأن روسيا من الدول التي دخلت في الاستثمار بعمق في مجال التعدين، لما لها من خبرات واسعة في هذا المجال وغيرها من الاستثمارات الأخرى، كما أن روسيا تحتاج إلى منتجات زراعية، إضافة إلى ذلك فإن العلاقة بين السودان وروسيا علاقة قوية وظلت روسيا مساندة للسودان في كل المحافل الدولية، وتشكل سنداً كبيراً له، وإذا كان هنالك تمرير قرارات ضد السودان نجد روسيا والصين ذات دور كبير في الوقوف ضدها، وأكد النايرعلى أن رفع العقوبات سيشكل دافعاً للسودان بأن يتوجه بكل قوة إلى الدول الأخرى، وبذلك يكون في موقف متساوي مع كل الدول، أما إذا كان القرار سلبي فبالتأكيد سوف يتجه نحو البدائل الأخرى التي يمكن أن تعوِّض عن الحظر المفروض عليه، ومن مصلحة السودان أن يتعامل مع الجميع . زيارة لاجدوي منها وبنظرة متشائمه فند المحلل السياسي صلاح الدومة ما يمكن أن تجنيه البلاد من علاقاتها مع روسيا، حيث قال لن نستفيد من روسيا في شيء، وذلك لأنها تعتمد في اقتصادها على تركيا، ولاتوجد دولة اعتمدت على روسيا في اقتصادها، ووصف الزيارة بأنها لاجدوى منها، ألا أن حديث وزير الخارجية إبراهيم غندور في تصريح صحفي عن دور روسيا الأساسي في دعم قضايا البلاد، يفند ماذهب إليه الدومة، حيث أكد غندور على وجود تنسيق دائم بين السودان وروسيا على مستويات متعددة حول كافة القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وإعلان روسيا في وقت سابق عن دعمها اللا محدود للسودان، ودعواتها المتكررة لرفع العقوبات عن السودان، يؤكد حرصها على مصالحه ووقوفها بجانبه .

اخر لحظة