صلاح احمد عبد الله

معهد طه.. لفنون المسرح.. والدراما.!؟!


* هو من المعاهد الحديثة نسبياً في السودان.. أو ما تبقى منه.. صاحبه له عدة (أفرع) في مكاتب ودواوين الدولة الهامة والرسمية.. الرجل كان يجيد التمثيل بامتياز.. الوطنية هي شعاره والأسمى والأثير.. وخدماته للجميع في سبيل الوطن..!؟
* كان ممثلاً بارعاً وراقياً.. أنيقاً دائما وجميلاً.. أينما يوجهه (الكبار) يأتي بالخير والحل السريع.. أكثر من ربع قرن (يعرض) خدماته وعلاقاته على الجميع.. لا أحد حقيقة يعرف.. كم ثمن الخدمات.. ورغم ذلك تسنم وظائف مهمة.. وهامة.. وخطيرة.. وحساسة.. يشهد له الجميع بالبراعة إذ وصل الى هذا المرتقى الهام.. كان (الرجل) حريصاً ألا يخلط بين العام والخاص.. العام (عام).. وله ثمنه حسب المجهود.. وكذلك الخاص.!

* له طلاوة حديث جعلت طريقه سالكاً لحلحلة الكثير من المشاكل.. وصلنا الى كل دول الخليج بكل سهولة ويسر.. بعد أن تجاوزنا العقبة الايرانية.. كانت هناك اشارات غزل (منه) مع صمت اسرائيلي.. جعل الطريق ممهداً وجاهزاً.. الى واشنطون.. سافر بنفسه الى هناك عدة مرات.. (الصديق) السعودي الشاب.. والاماراتي الشاب.. مهدا الطريق.؟!
* وفي مؤتمر الرياض الأخير كان ممثلاً (بارعاً) للسودان.. أو ما تبقى منه مع ابتسامة ساخرة.. بهرت بسحرها حتى الرئيس الأمريكي الجديد.. وهو أيضاً ممثل بارع.. تلاقت قلوبهما بصفاء.. وابتسامات متبادلة.. تناقلتها الأسافير.. أقنعت السعودي الشاب.. والإماراتي الشاب..
* ووصل (الرجل) الى مبتغاه الذي عمل من أجله السنين الطوال.. ومن أول السلم.. بل قل من بدايات قاع الوظيفة.. من قاع المدينة..!!

* فجأة تم إعفاء الرجل الأسطورة.. لم يقل لنا أحد لماذا؟.. وماهي الأسباب.. خاصة أن الأساطير تعيش في بلادنا ردحاً طويلاً.. بفضل الأسافير..!؟
* ضجت البلاج بالحكايات والروايات.. ولم يضطر مسؤول ليقول لنا حقيقة الأمر لماذا..؟!
* هل لأن الرجل كان صندوقاً أسوداً للدولة.. لأكثر من ربع قرن..؟!.. ماهو العيب في ذلك.. وأن يعرف الشعب الحقيقة حقيقة ما يدور حوله.. وفي أعلى السلم..؟!!
* لم يتكلم أحد.. ماذا حدث؟.. بعد الضجة اختفى الرجل.. لعدة أيام ثم ظهر فجأة بكامل هندامه وابتسامته في ردهات مؤتمر القمة الافريقي الأخير.. في اديس ابابا.. برفقة الوفد السعودي.. وبالقرب من وزير الخارجية السعودي.. يقولون إن الرجل أصبح مستشاراً للشؤون الإفريقية بالخارجية السعودية.. (…؟؟!!)
* الرجل قلنا.. كان صندوقاً أسوداً.. عاماً و(خاصاً).. للحكومة السودانية.. حكومة المؤتمر الوطني.. والقصر وقاعة الصداقة.. ومندوباً وممثلاً (بارعاً) رئيسياً ورئاسياً..

* بمعنى أن أسرار الدولة تحت يده.. وأمام ناظريه في الداخل أو الخارج.. من الخليج.. وحتى الولايات المتحدة.. وهذا المهم.. عند أهل شارع المطار.. والحمد لله أن الشعب او ما تبقى منه ليس طرفاً في كل ما يدور من حوله.. من هُراء.. وتراهات..!!
* دعونا نتكلم بصراحة.. هل نحن شعب.. يجلس داخل مسرح كبير دون طعام أو شراب.. لتتلاحق عليه الأحداث في كل يوم.. وطيلة هذه السنوات.. في كل يوم حكاية.. وفي كل اسبوع قصة.. وفي كل شهر أسطورة (ما).. رجل بهذه الرتبة الرفيعة وفي هذا الجهاز الحساس.. ثم في منصب مرموق تحت الأحداث.. وأحدث القرارات تحت ناظريه.. ولا أحد يلقي بالاً.. حتى يخرج هادئاً مطمئناً ثم يعود في معية وفد حكومي آخر.. حتى ولو كنا نحترم تلك البلاد.. ولكن يبدو أن (الطائر) المرتحل.. والذي عبر البحر.. قد حمل معه ما قد تنوء الجبال بحمله..
* من كان يحمي الرجل.. هنا.. ومن يحميه الآن هناك..
* للكرامة السودانية.. حدود.. ولا حول ولا قوة الا بالله..

مفارقات – صلاح احمد عبد الله
صحيفة الجريدة