رأي ومقالات

(الرهيفة انقدت)! .. تجميد نشاط كرة القدم في السودان نتاج للمنهج الشمسوني وثقافة الخراب


-ا- حدث ما كان متوقعاً، وما حذرنا منه، عندما أطلقنا نداء (ما قبل الكارثة)،وقلنا بالصوت العالي:

الأزمة ليست رياضية الأزمة في الذهنية التي تعبر عن الثقافة التدميرية ، فكلُّ معاركنا تنتهي في العادة إلى مُعادلات صفرية.

تجميد نشاط كرة القدم في السودان نتاج للمنهج الشمسوني وثقافة الخراب التي دمرت مملكة سوبا وأسقطت سنار في يد الغزاة وتسببت في انكسار جيش ود تور شين في كرري:
(علي وعلى أعدائي، الرهيفة التنقد، وفش الغبينة، ويا فيها يا أطفيها) .

كل ذلك أفرزته بؤرة كهربائية نشطة في مخيخ العقل الرعوي.

-2-

لا يوجد ما هو أرهف من الوطن وسمعته.
لا توجد إساءة سمعة لأي دولة أكبر من وضعها في كرنتينة معزولة عن العالم.
لا توجد إساءة لدولة أكبر من إعلان فشلها في إدارة الأنشطة الأهلية البسيطة، التي تدار الآن في دول منهارة تماماً مثل سوريا وليبيا والصومال.

خبر تجميد كرة القدم السودانية وفرض العزلة الرياضية على السودان هو الآن على كل لسان في أجهزة الإعلام ووكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي.
العالم لا يعرف دكتور معتصم جعفر ولا الفريق عبد الرحمن سر الختم ولم يسمع بحميدتي وسيف الكاملين ولا الجكومي.
إذا كان اتحاد معتصم فاسداً يجب أن تحاكمه منصات القضاء لا قروبات الواتساب!
الحساسية ضد الفساد يجب أن تكون شاملة وليست انتقائية.
علينا الهتاف في وجه جميع المفسدين دون استثناء.
الانتقائية في التعامل مع قضايا الفساد هي في ذاتها فساد.
استخدام قضايا الفساد في تصفية الخصومات فساد كذلك.

-3-
العالم كان يعرف بلد لا تخرج منه إلا الأخبار السيئة، الحروب والنزاعات القبلية والكوارث الطبيعية.
في الفترة الأخيرة كانت الأخبار السارة في تصاعد مستمر، إصلاحات سياسية، إنتاج زراعي عالٍ، خروج من العزلة الدولية، رفع للعقوبات، أدوار إقليمية كبرى.
كنا ننتظر قرار دونالد ترمب بعد أيام وهو يعلن رفع العقوبات عن السودان وإخراجه من العزلة الاقتصادية.
ولكن ماذا نفعل مع أحفاد البصيرة أم حمد و تلاميذ شمسون الجبار، من زجوا بنا أمس إلى عزلة جديدة ووصمة نارية على جبين الوطن.

-4-
هكذا هم بارعون في خوض معارك الوحل الخاسرة، ينتقلون من فشلٍ إلى انكسارٍ ولا يفقدون حماس الاستمرار ورغبة البقاء على تلال الخراب.
بجهلهم وغرورهم وسوء إدارتهم تتحول المشكلات الصغيرة إلى أزمات والأزمات إلى كوارث والكوارث إلى فواجع.
بفكرٍ محدودٍ ومعرفةٍ شحيحةٍ، واندفاعٍ أهوج، سعوا لمُناطحة صَّخرة بقُرونٍ من البلاستيك.

حتما ستتكسَّر القرون ويَدْمَى الجبينُ، ويبتسم الصخر لسذاجتهم الحمقاء.

ما رفضوه الآن وهم وقوف، سيسعون لاستعادته وهم زاحفون وصاغرون،
هل كان يتوقع عاقل انتصار اتحاد المدهش وهمت وحميدتي على الفيفا وإجبارها للتنازل عن خارطة الطريق عبر التهديد بقد الرهيفة ؟!

-5-
ما حدث أمرٌ طبيعيٌّ ومُتوقَّع. كُلُّ المُقدِّمات كانت تُرشِّح الأوضاع لهذه النهاية.

لا تهمُّهم الخسائرُ ولا إراقة ماء كرامة الوطن.

كُلُّ فشلٍ وخسارةٍ قد يدعم مشوارهم في تعلُّم الحلاقة على رؤوسنا.

لن يخسروا شيئاً، مهما أخطأوا وتجاوزوا، فلن ينالهم العقاب، ولن تُسحَبَ المقاعدُ من تحتهم.

-6-
قلناها من قبل ونكررها الآن:

ستعود الكُرَةُ السودانية لمحطة الرياضة الجماهيرية، سيذهب بكري المدينة للاحتراف في الدوري التشادي، وسيعود تيتيه من حيث أتى، وسيضطرُّ الحكم أبو شنب لحلاقة شنبه الافتراضي.

سرقوا لسان رئيس الجمهورية، وادَّعوا وقوفه إلى جانبهم.

أحرجوا رئيس الوزراء في أولى مهامه العملية، حينما حذر بصريح العبارات من عدم التدخل في الانتخابات.

تمادوا في العبث الطفولي والغرور الأعرج، حينما رفضوا مساعي الوسطاء بالاتفاق على قائمة وفاقية ورفضوا مبادرة الكاردينال.
هزموا المريخ خارج الملعب واغتالوا فرحة أهل شمال كردفان وأحبطوا مجهودات مولانا أحمد هارون.
-أخيراً-

ما فعله هؤلاء عجزت عن فعله الحركات المسلحة والأحزاب المعارضة، أساءوا لسمعة الوطن وأثاروا الكراهية ضد الحكومة وضد حزبهم، إنهم أخطر على أنفسهم من أعدائهم.

ضياء الدين بلال


‫6 تعليقات

  1. ياجماعة الحاصل شنو في البلد انا مامتابع الرياضة شايف الرجل دة زعلان جدا في مقاله

  2. كِلُامٌكِ دِرَرَ اٌخيَ الُاْعلُامٌيَ ضُيَاء الُدِيَنَ بّلُالُ
    صّدِقً مٌنَ قًالُ الُنَفَيَاتْ الُفَكِرَيَُه اشِدِ ٌخطِرَ ْعلُيَ الُمٌجْتْمٌْع مٌنَ الُنَفَايَاتْ الُمٌوَجْوَدُِه فَيَ الُشِوَارَْع دُِه حُالُنَا فَيَ الُسِوَدِانَ بّتْقًوَدِنَا نَفَيَاتْ فَكِرَيَُه
    لُكِ الُتْحُيَُه

  3. تنقد الرهيف البلد تختاج الي كل فلس يصرف علي صعاليق الكورة والزمرة الفاشلة المتحكمة في الكورة من امثال ابوجاكومة وغيره المليارات التي تصرف علي ما يسمون بالمحترفين اولي بها الصرف الصحي وازالت الاوساخ المتراكمة علي طرقات العاصمة اولي بها الصحة ومساعدة المرضي والمحتاجين اسال الله ان تجمد سنبن عددا

  4. اصبح الوطن وسمعتة اخر اهتمامات الناس نعانى بشدة من ازمة ضمير وانانية مفرطة وعدم اتزان عقلى حاد وحب للسلطة عجيب وتكتلات وواسطات ولوبيات .عزرا وطنى فقد تاه حبك عند قوم باعوك .ولكن حتما تعود