الفاتح جبرا

شعب كورنجي


حقيقة مؤلمة توصل إليها العبدلله مؤخراً.. حقيقة صادمة بمعنى الكلمة.. ألا وهي موت هذا الشعب السوداني الفضل.. أليس الموت هو الارتباط الحيوي بين (الجسد) وما حوله من (حياة)؟ وما الموت إن لم يكن عدم استجابة الجسد (الصحيحة) لما حوله من مؤثرات؟
جاء في الأخبار أن مشجعي بعض الفرق الرياضية خرجوا قبل نحو يومين في تظاهرات تندد بالقرار الذي اتخذته (الفيفا) من تجميد لنشاط كرة القدم السودانية واستبعاد منتخب السودان والأندية من المشاركات والمنافسات الخارجية.

جمهور الرياضة العريض الذي يمثل غالبية مواطني هذا البلد ينتفض ويزأر ويغلي الدم في عروقه ويخرج ثائراً ضد قرار تجميد (الكورة) ويدير ظهره تماماً ويعمل (رايح) وهو يرى ويتعايش مع كل الكوارث المحيطة بالبلاد من انتشار لوباء (الكوليرا) التي فتكت بالآلاف من المواطنين (ولا زالت) وانهيار المنازل على رؤوس ساكنيها من جراء الأمطار مخلفة العديد من القتلى والمصابين وسوء الوضع الصحي والبيئي نتيجة لتكدس الأوساخ والنفايات في عاصمة ومدن البلاد كل ذلك مع استمرار الحرب والدمار بدارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق.

ما هو يا ترى ذلك السر الخفي الذي يجعل مواطناً يعاني من (الفلس) وشظف العيش ولا تتوفر له أبسط مقومات الحياة يخرج ثائراً وحانقاً على قرار بإيقاف نشاط (كرة القدم) والتي لم ينصلح حالها ولم نسجل فيها أي تفوق كان على الرغم من (الصرف) عليها بكل هذا البذخ والسفاهة التي نراها؟
العبد لله كان يعتقد بأن عدم خروج المواطنين إلى الشارع رفضاً للسياسات الاقتصادية التي أهلكتهم وقعدت بهم وانتشار الفساد الذي عم القرى والحضر والغياب التام للدولة في مواجهة الأخطار والكوارث المحدقة بهم هو تقاعس ناتج من عدم القدرة على (الفرفرة) بسبب نقص في (السعرات الحرارية) الناتج من (سوء التغذية) والتخلي عن أكل (اللحوم) و(الفاكهة) والسكريات، لكن يبدو أن الجمهور الرياضي (عندو كلام تاني) إذ هو قادر للتظاهر والرفض كما يقول الحال وعلى أتم الاستعداد لأن يفدي (لعبته المحبوبة) بالروح والدم وإن كان مصاباً بالأنيميا و(الكساح) وهشاشة الهظام.

ما يحدث يا سادتي هو شيء والله يا (يقفل النفس) ويصيب الإنسان بالغثيان أن يكون كل هم هذا الجمهور (الطويل وعريض) الذي يمثل نسبة مقدرة من المواطنين والمناط به تغيير هذا الواقع (البائس) أن يكون مبلغ هنه هو ألا تتوقف (الكورة) بالبلاد حتى وإن توقفت كل مناح الحياة وبلغت أسعار السلع الضرورية المهمة لجعله (حياً يسعى) الشيء الفلاني، وقام من يمتلكون (خزائن أسراره) بالانتقال للعمل في دول أخرى (عديل كده) وبمباركة الدولة ودون أن تطالهم المساءلة بل وبدون توضيح حتى لهذا الشعب (الكورنجي)!

ماذا نقول في شعب قائمة أولوياته (كرة القدم) رغماً عن هذا الواقع المأزوم الذي نعيشه؟ شعب يطالب بتغيير (اتحاد كورة) وللا يطالب بتغيير المتسببين في كل هذا الفساد (الموثق) والدمار والخراب الذي يعيشه ويهدد مستقبله ومستقبل أبنائه ؟ شعب يعاني من (كل شيء) لكنه لا يرضى بإيقاف (اللعب)؟
بالطبع العبدلله لا يحجر على الجمهور (الكرونجي) تسيير (المسيرات والتظاهرات) رفضاً لأي قرارات من شأنها إيقاف نشاط لعبته المحببة لكن على ذات هذا الجمهور أن يبطل (الشكوى) و(الجرسة) من قسوة تكاليف الحياة حتى وإن وصل الأمر ألا يجد (حق التذكرة) البيدخل بيها الكورة!

كسرة:
أيها القوم وفروا لهذا الشعب (كرة القدم) وأضمن لكم 28 سنة تااااني!

• كسرة ثابتة (جديدة لنج):
أخبار إجابة رئيس الجهاز القضائي بالخرطوم على (الاستئناف أبو يوم) شنو (و) !

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟88 واو – (ليها سبع سنوات و4 شهور)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 47 واو (ليها ثلاث سنوات وحداشر شهر)..

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة