تحقيقات وتقارير

رفع العقوبات .. سيناريوهات متعددة!


ساعات قليلة تفصلنا عن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية قرارها المرتفب الخاص برفع العقوبات الأمريكية عن السودان، بينما استبق وزير الخارجية البروفسير إبراهيم غندور القرار، مؤكداً تمسكه بحق السودان السياسي برفع العقوبات، لا سيما في ظل إيفائه بكافة الشروط التي اتفق عليها الطرفان في المسارات الخمس، أي أن السيناريو المقبل لا يحتمل سوى رفعها، وحتى السيناريو الآخر ببقاء العقوبات سيكون نتيجة لذرائع جديدة تقودها أطراف تعمل في الخفاء. ويقول غندور إن أي قرار غير رفع العقوبات عن السودان غير منطقي وغير مقبول، سيما أن السودان حقق كل الشروط المطلوبة، داعياً الولايات المتحدة الأمريكية إلى الإيفاء بما التزمت به، وفق خطة تم الاتفاق عليها مسبقاً، حيث ظل الجانبان يعملان معاً في كل جولة، وأرسل غندور رسالة واضحة للجانب الأمريكي أن أي تمديد للعقوبات يعد في خانة عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه في السابق. وومما يجدر الإشارة إليه أن السودان من أكثر الدول التي وضعت في القائمة السوداء وشابها الحظر، وظل ثابتاً رغم الحظر والعقوبات الاقتصادية التي أنهكت الشعب والدولة السودانية، حيث أصبحت كثير من مؤسساته خارج نطاق العمل وتحقيق الإنجاز، رغم مايذخر به من إمكانات هائلة، سواء على الصعيدين الاقتصادي أو البنيوي، ويقول المحلل الاستراتيجي بجا معة إفريقيا العالمية د. محمد حسن لـ(آخر لحظة ) إن العقوبات ظلت تجدد سنوياً وبشكل روتيني طوال بداية الألفية الجديدة، ويتعرض السودان لضغوط شديدة، ولم تكن هنالك دولة تعرضت له مثلما تعرَّض له السودان لمسوغات كثيرة، أبرزها وجود تقاطعات ومصالح لعدد من الدول والقوى النافذة في المنطقة، بإبقاء العقوبات عليه، فضلاً عن تخوفات من بعض المنظمات والجهات كمنظمة كفاية واللوبي الأمريكي بأن يكون السودان دولة ذات شأن بما يملكه من إمكانيات، ورغبتهم في إبقائه مكبلاً بالعقوبات، بجانب البعد الأيدولوجي أحد الأسباب وليس (أولها) لاسيما أن السودان ظل من دول محور الممانعة، وله موقف واضح في كثير من قضايا الشرق الأوسط،، كما أنه كان حراً في مصالحه، لذا فقد وجد ضالته فوراً بتوجهه نحو دول الصين وروسيا بدلاً عن أمريكا ودول الغرب السيناريو المرقب برفع العقوبات الأمريكية عن السودان لايترقبه الشعب السوداني والحكومة وحسب، بل هنالك أكاديميون وبحاثون يؤكدون إيفاء السودان بالشروط التي تستوجب رفع العقوبات عنه، لاسيما التقارير والمسودات التي باتت وثائق تاريخية، سيتم الاحتفاظ بها في أرفف وزارات الخارجية وأقسام الوثائق في البلدين، ويقول حسن هنالك تفاؤلاً برفع العقوبات، ولايمكن استصحاب سيناريو إبقاء العقوبات إلا بحذر شديد، فقد أوفى السودان وأظهر بشكل واضح تعاوناً في ملف مكافحة الإرهاب، وقدم تنازلات إن صح أن نقول، وأجرى حواراً سياسيا مع الخارجين عن الدولة، وشرع في إجراء خطوات في حل أزمة دارفور، وقد أكد مسبقاً حسن نيته في قضية الجنوب ومناطق جبال النوبة، بإدارة حوار مع أطرافه بمنبر أديس أبابا وغيرها من الخطوات التي عززت موقف السودان وإثبات نيته في فتح أبواب جديدة مع الولايات المتحدة، من أجل قيادة العالم وتحقيق مصالح مزدوجة لمصلحة شعبيهما. ورغم أن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب رئيساً اقتصادياً وليس سياسياً كسابقيه، فإن عقلية رجل الأعمال قد تسيطر على القرار الأخير، بشأن رفع العقوبات، إلا أن دولة المؤسسات الأمريكية قد يغلب موقفها، فالرئيس الأمريكي وفقاً للنظام الرئاسي الأمريكي لا يحق له إطلاقا دعوة مجلس الشيوخ الأمريكي لاجتماع إلا في حالة واحدة فقط هي حالة الطواريء، وحدوث أزمات، وهو بهذه العقلية تقوده تلقائياً نحو مايمكه السودان من امكانيات اقتصادية وغيرها في ظل التنافس الدولي في المنطقة للاستفادة منها، توطئة لقطع الطريق على دول الصين ورسيا، كما أنه مدخل العالم نحو أفريقيا. ويؤكد مصدر دبلوماسي أن السياسية الخارجية السودانية كانت أكثر عقلانية في كثير من القضايا، وأفلحت في الإفلات من جر السودان من المواجهة في كثير منها، ولكن أياً كان فإن كافة السيناريوهات مفتحوحة، فبعد ساعات تعد بالأصابيع سيسدل الستار عن القرار الأمريكيي الخاص برفع العقوبات عن السودان أو استمرار بقائه إلى حين

تقرير: ا حلام الطيب
اخر لحظة