منوعات

رغم تحول بعض “الاسكراتشات” إلى ورق أبيض إلا أن بعض النساء يستخدمن كروت الشحن في العواسة عوضاً عن السعف.. مضار صحية


في السابق كان من المفترض أن تتعلم كل فتاة كيف تدير مطبخها، فتصنع الكسرة وتطبخ الملاح وتتقن جميع أنواع الطبيخ، لكن بعد الانفتاح وتطور الحياة ودخول البنات للجامعات و(الحنكشة الحاصلة) دفعت بالكسرة إلى الواجهات الزجاجية للبقالات الكبيرة والمولات.
عملية صنع الكسرة تسمى شعبياً بالـ (عواسة)، وفي هذا لفتت نظري فتاة أرسلتها أمها لاستلاف (قرقريبة)، أداة (عواسة) الكسرة المصنوعة من السعف من الجيران، فاندهشت البنت، وسألت أمها ساخرة، قلت أجيب ليك شنو؟
سيطرة تامة
حتى لو نسى السودانيون ما المقصود بكلمات مثل القرقريبة والعواسة والزريعة والدوكة والصاج والخمار والمرحاكة وغيرها من المفردات المرتبطة بصناعة الكسرة الرهيفة والآبري الأبيض والأحمر (الحلو مر) والرقاق والفطير، فإنهم لا يزالون يتذوقون متعة كل المأكولات والمشروبات البلدية بنسخها القيمة وإصدارتها الحديثة، ولا تزال القرقريبة تسيطر بإحكام على عملية العواسة وإن غيرت جلدها من سعف إلى (اسكراتش)، فمن غيرها يطرح العجين على الصاج ويرققه طالع نازل وبمنحنيات هندسية دقيقة، إنها سيدة صناعة الكسرة الرهيفة المحببة.
ثوابت مهمة
في السياق، قال منال الشيخ – ربة منزل – لـ (اليوم التالي): القرقريبة شريحة نباتية على شكل صفحة من سعف النخيل وتستخدم في صنع الخبز المحلي عواسة الكسرة، وظلت هكذ حتى تحولت إلى (اسكراتشات) بعد ظهور بطاقات الدفع المقدم. وأضافت: “دخول التقنيات الحديثة أدى إلى زوال أشياء كثيرة كانت تمثل ثوابت في ثقافتنا المحلية، وها هي الآن تتساقط، بحيث أصبح الجيل الجديد لا يعرف عنها شيئاً”. وأردفت: “ساهمت التكنولوجيا في تلاشي الكثير من تلك العادات التي لو سألت عنها طالبا جامعيا، فإنه لن يعرف أي معلومات مثل السحارة، السعن، المشلعيب وغيرها”.
جانب سلبي
من جهتها، قالت سلمى فضل – موظفة – لـ (اليوم التالي): “جميل أن نستخدم التقنيات الحديثة في حياتنا اليومية لمواكبة العصر، ولكن الأفضل من ذلك ألا نأخذ الجانب السلبي منها، الذي قد يفضي إلى آثار جانبية خطيرة على الإنسان”. وأضافت: “تغفل الكثير من النسوة المضار الصحية التي تسببها (الاسكراتشات) نتيجة لاستخدامها في (العواسة)”.
مركبات كيميائية
من جهته، قال اختصاصي التغذية محمد عثمان لـ (اليوم التالي): “المادة البلاستيكية تتفاعل عند تعريضها لدرجة حرارة مع المادة الغذائية، وتكون مركبات كيميائية تشبه في تركيبها (الهرمونات)، التي لها العديد من الوظائف الحيوية داخل الدورة الدموية، مثل: حفظ درجة حموضة الدم، التمثيل الغذائي السليم، حفظ التوازن في الجهاز العصبي والقلبي وغيرها من الوظائف المهمة”. وأضافت: “لا تستطيع تلك المواد المكونة القيام بعمل الهرمونات الطبيعية، وعند تناول تلك المادة الغذائية تنتشر تلك المركبات في الدم وتشيع الخلل في الوظائف الطبيعية في الجسم، كما تحتوي الاسكراتشات على أصباغ صناعية تتخلل المادة الغذائية، وتعرض الجسم للأصابة ببعض الأمراض مثل السرطانات”. وتابع: “صحيح أن كروت الشحن تحولت إلى (ورق) خاصة (زين)، لكن هناك من لا يزال يستخدم القديمة في العواسة”.

نهى إبراهيم
اليوم التالي