رأي ومقالات

انطفاء الشعلة


في مثل هذا الشهر قبل خمسة وعشرين عاما مات الممثل الهندي المسلم أمجد زكريا خان ، والذي اشتهر من خلال دوره التاريخي في فيلم الشعلة عام 1975 ذلك الفيلم الذي صنف واحدا من افضل 50 فيلما هنديا حتى اليوم ، اخرجه شاب لم يتجاوز عمره 27 عاما انذاك و شارك فيه خمسة من ابرز الممثلين الهنود حينها وهم حسب الترتيب ، دهرمندرا ، هيما ماليني ، جايا بهادوري ، سانجيف كومار و اميتاب باتشان .

في بحثهم عن امجد خان والذي لم يكن معروفا كفاية في وقتها ذهب المخرج راميش سبي بصحبة سليم خان ( احد كتبة السيناريو ) الى والده الممثل المشهور جايانت في قرية بعيدة بولاية حيدر اباد واخبروه انهم يعرضون على ابنه دورا في فيلمهم القادم ، فقال لهم ساخرا ابعدوا عنه ، سيدمر لكم هذا الفيلم و كان جيايانت يعتقد انهم يبحثون عن ابنه الممثل امتياز خان والذي دمر مسيرته الفنية بمعاقرة الخمر ولكنهم قالوا له نحن نبحث عن امجد خان ، وعثروا عليه و قبل بالقيام بالدور في مقابل 4 الف روبية فقط ،

الفيلم مقنبس عن فيلم امريكي شهير اسمه ( عظماء امريكا السبعة ) حسب ما تم ترويجه لنا في الشاشات العربية ، اما اسمه الاصلي فهو (The Magnificent Seven ) او العظماء السبعة و يحكي قصة قرية امريكية محاذية للحدود المكسيكية تتعرض للنهب بواسطة عصابة مكسيكية ، ووظف رئيس القرية في سعيه لحمايتها سبعة جنود من متقاعدي الحرب العالمية الثانية
اما في الفيلم الهندي والذي امتاز بجرعة من التشويق والترفيه فقد وظف ضابط الشرطة المتقاعد ( سانجيف كومار ) اثنين من المجرمين السابقين ( دهرمندرا و اميتاب باتشان ) لحماية القرية من اللص الشرس ( امجد خان ) وعصابته.


تم عرض الفيلم في الهند مدة شهر كامل دون ان يحظى بأي اقبال و تصور اصحابه ان الفيلم قد فشل ، واعتبر امجد خان نفسه مسؤولا عن هذا الفشل لان صوته كان ضعيفا وهو كزعيم لعصابة يجب ان يتمتع بصوت جهوري يعادل جسمه العاتي ، وجلس متحسرا يندب حظه العاثر وتصور ان تلك نهاية مبكرة لمسيرته الفنية ولكن كانت المعجزة ان الاقبال على الفيلم انتشر بعد ذلك الشهر التعيس كالنار في الهشيم وان ذلك الاقبال كان بفضل صوت وطريقة امجد خان في الأداء و تم اعتبار أداء امجد خان كأول تجسيد للشر الكامل في السينما الهندية وأصبحت أساليبه وحواراته جزءا لا يتجزأ من معجم بوليوود وأنتجت العديد من المحاكاة الساخرة و تم توظيفه في اداء العديد من الاعلانات التجارية وهو اول وآخر ممثل يمثل ادوار الشر يتم توظيفه في الترويج الاعلاني للمنتجات.

أمجد خان والذي انفتحت امامه ابواب بوليوود على مصراعيها لم يعش طويلا لسؤ حظ السينما الهندية ولسؤ حظنا ايضا ، فقد مات بالسكتة القلبية عن عمر لم يتجاوز 52 عاما نتيجة مضاعفات حادث مروري جرى له عام 1988 ، لتنطفئ شعلته عام 1992 و لكن يبقى دوره في فيلم الشعلة واحدا من اعظم الادوار في تاريخ السينما الهندية.

بقلم
بابكر عثمان


‫2 تعليقات

  1. أنا لمن قريت إنطفاء الشعلة قلت أكيد الموضوع مهم ما أفتكرت انه فيلم هندي ولا ممثل يا شباب بالله جيبو لينا فوشي راجعة

    1. فيلم هندي لفيلم هندي وعيش افلام الهندية والله تعبنا من هذه العناوين الصبيانية